هل مركز المدينة هو الأولوية في الإصلاح أم أن أحياء الدارالبيضاء برمتها أولوية ؟؟

المتتيع للشأن المحلي البيضاوي ، لا يمكنه وهو يواكب أشغال الإصلاحات الجارية في مدينته ، إلا أن يخرج باستنتاج واحد ووحيد ، وهو أن مخيلة المسؤولين بها يختزلون المدينة في مركزها ، أما الأطراف فإنهم يتعاملون معها بمنطق النعامة وكأننا بصدد مدينتين وليس مدينة واحدة ، مؤخرا نرى إصلاحات بشارع الزرقطوني والشوارع المرتبطة به ، ورأينا المسؤولين يقومون بزيارات وكأننا بصدد إنجاز كبير ، السؤال الذي يطرح هل كان هذا الشارع في حاجة إلى إصلاح جد جد ضروري ، وهل إصلاحه أولوية قصوى ؟ ، ثم هل إصلاحه يعني توسيعه وفك الاكتظاظ الحاصل على مستوى حركة السير ؟ أكيد لا مما يعني أن الإصلاح هو رتوشات ممكن أن نقوم بها في أي وقت . أعطينا مثلا بهذا الشارع الحيوي لكن اهتمام المسؤولين ينكب على شوارع مماثلة له والقابعة في مركز المدينة ، وتجد أرجلهم طويلة لزيارة الأشغال التي تشهدها .لكن لنحسب خطوات المسؤولين في اتجاه مناطق ، قد يعتبر عيشها خارج الزمن البيضاوي او خارج الحلم الذي رسمناه لهذه المدينة ، قد تكاد تنعدم هذه الخطوات وإن وجدت فهي ثقيلة جدا كمن به عطب في الركب .
مرجعنا جميعا لإصلاح الدارالبيضاء برمتها ، هو الخطاب الملكي لسنة 2013 خلال افتتاح أشغال البرلمان ، حيث ذهب المحتوى الملقى على مسامع البرلمان ومن خلاله المجتمع ، إلى أن الدارالبيضاء تفتقد للحكامة ، وأشار إلى ضعف البنية التحتية وأيضا إلى التفاوتات بين الأحياء أي غياب العدالة المجالية ، من تمة وضع برنامج تنموي للدارالبيضاء وبالفعل كان البرنامج فعالا في جوانب عديدة ، غير إلى حد ما وجه العاصمة الاقتصادية ، حيث تم إحداث الطرامواي والباصواي وتمت إعادة هيكلة الشوارع الكبرى وبنيت مشاريع مهمة ، منها القطب المالي وكورنيش آنفا وزناتة وغيرها من المشاريع التي تعد مفخرة للمغرب برمته وليس للدارالبيضاء فقط ، كل هذه البنى التحتية المهمة والتي منها حتى الشوارع التحت أرضية ، أنجزت من طرف الدولة وبتتبع منها ، أي لا فضل لأي مجلس محلي في ذلك . لكن ماذا عن موضوع التفاوتات والعدالة المجالية ، ماذا فعلت السلطات والمجالس المنتخبة بشأنها ؟؟
لم نر نفس الحماس لدى المسؤولين اتجاهها ، أو حتى عشر الحماس الموجه للمناطق المتواجدة في المركز ، ويكفي أن نذكر بأن موضوع الدور الآيلة للسقوط مازال حاملا لراية انهزام المدبرين أمامه ، أقعدهم ايما قعود ولم يظهروا في مواجهته أي إبداع ، رغم أنه عائق حقيقي لتحقيق مدينة تستجيب لمعايير عواصم المال والأعمال ، يتناغم مع هذا الملف المستعصي في النشوز ، مناطق عديدة تخدش الصورة الجمالية والمجالية التي نتوقها ، وتعيش ساكنتها على إيقاع الإهمال والتهميش ، تدبر يوميات حياتها باجتهاداتها ومعاركها مع الممتنع السهل ، أي سهل في مناطق سبقتها في أجندة الأولويات عند المدبرين ، وممانع في أحيائهم ودواويرهم ، ونعطي هنا امثلة ، بمنطقة الضرابنة ولمكانسة ودوار نبيل وغيره ، أو ليست هذه المناطق أولوية في رفوف مكاتب المدبرين ، إن مثل هذه المناطق تحتاج لكل شيء ، حتى أني لن أتحدث عن البنى التحتية فهي من نقط الإعجاز العلمي إن توفرت ، هل سبق لأي منا أن سمع عن تنشيط ثقافي موجه لهذه الساكنة ؟؟ ذلك من سابع المستحيلات بل إنه أمر يستعصي حتى في الأحلام ، نمر من هناك إلى سيدي الخدير وليساسفة الثالثة ودوار احمر ودوار بوشعيب الوطني ودوار مول الزيتونة ودوار الحاج عبدالسلام وغيره ، كلها دواوير تقبع في اماكن استراتيجية ، وكم سمعنا عن إعادة هيكلتها ، وهي الهيكلة التي تكتفي بتمرير الواد الحار ، وتذهب الجرافات إلى غير رجعة ، ومن هناك نمر إلى اهل لغلام والبركة والسلام بشطريه وسيدي مومن القديم وأحياء أخرى…
أين توجد هذه الأحياء والمناطق في برامج المدبرين ، كم من زيارة طالتهم من لدن المسؤولين ، هل مثل هذه الأحياء والدواوير والمناطق ليس مضمنة في نقش إسم الدارالبيضاء ؟؟؟؟


الكاتب : ع-رياض

  

بتاريخ : 16/10/2024