بعد سنوات من الإغلاق المتواصل وسلسلة من المواعيد المؤجلة، أعلنت جماعة الدار البيضاء أخيرا عن موعد جديد لإعادة فتح حديقة الحيوانات عين السبع، حددته في يوم الاثنين 22 دجنبر 2025، في خطوة تُعيد إلى الواجهة واحدا من أقدم الفضاءات الترفيهية بالعاصمة الاقتصادية، والتي ظل مصيرها معلقا لفترة طويلة بسبب أشغال التهيئة وإعادة التأهيل.
وفي هذا السياق، أكد نائب رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، أن الأشغال داخل الحديقة بلغت مراحلها النهائية، مشيراً إلى أنه تم استكمال تجهيز مختلف المرافق، إلى جانب تعيين طاقم إداري وتقني مختص سيتولى مهام التسيير اليومي والعناية بالحيوانات، ما يُفترض أن يضع حدا لمرحلة التأجيلات المتكررة التي رافقت المشروع.
وأوضح المسؤول ذاته أن المجلس الجماعي رصد غلافا ماليا سنوياً يناهز 20 مليون درهم لدعم تشغيل الحديقة وضمان استدامة خدماتها، مؤكدا في الوقت نفسه أن أسعار الدخول ستبقى، في المرحلة الأولى، في مستويات مقبولة تتيح للساكنة الاستفادة من هذا المرفق دون أعباء إضافية.
ويأتي الإعلان عن هذا الافتتاح المنتظر في سياق الأشغال التأهيلية الكبرى التي تعرفها مدينة الدار البيضاء، استعدادا لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025، حيث تسعى السلطات المحلية إلى تعزيز العرض السياحي والثقافي والترفيهي للمدينة، وجعلها في مستوى التظاهرات القارية والدولية المرتقبة.
وتمتد حديقة الحيوانات عين السبع على مساحة إجمالية تبلغ 13 هكتارا، خُصص منها 10 هكتارات لإيواء أكثر من 45 صنفا من الحيوانات، من بينها الأسود والنمور والفيلة والدببة، إضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور، في فضاءات أُعيد تصميمها وفق معايير حديثة.
وتتوفر الحديقة، وفق المعطيات الرسمية، على مرافق متعددة تشمل عيادة بيطرية، وقِطعا مخصصة لعرض الحيوانات، ومناطق للراحة والنزهة، إضافة إلى مطعم وأكشاك تجارية، وقفص تفاعلي للطيور، ومنشآت خاصة بتدبير النفايات، فضلا عن ممرات مهيأة ومساحات خضراء معززة.
وبخصوص تسعيرة الولوج، فقد سبق للمجلس الجماعي أن حددها في 80 درهما للراشدين و50 درهما للأطفال، على أن تعرف زيادات تدريجية في السنوات المقبلة، لتصل إلى 100 درهم و60 درهماً سنة 2029، ثم إلى 120 درهماً و75 درهما مع حلول سنة 2030.
ويبقى الرهان اليوم، بعد طول انتظار، معلقا على احترام هذا الموعد الجديد وفتح الحديقة فعليا في التاريخ المعلن، وسط حالة من الترقب في صفوف الساكنة، التي تأمل أن يكون 22 دجنبر 2025 نهاية لمسلسل طويل من التأجيلات، وبداية حقيقية لعودة هذا الفضاء الترفيهي إلى الحياة.
فضاء ارتبط بذاكرة أجيال من البيضاويين، كمتنفس للترفيه والنزهة واكتشاف عالم الحيوانات.
غير أن هذه العودة المرتقبة لا تخلو من ملاحظات، أبرزها الارتفاع الكبير في أثمنة الدخول، التي كانت في السابق لا تتجاوز دراهم قليلة، قبل أن تقفز اليوم إلى 80 درهما، وهو مبلغ يُتوقع أن يشكل عبئا ثقيلا على فئة واسعة من الساكنة البيضاوية، ويطرح تساؤلات حول مدى مراعاة البعد الاجتماعي في تدبير هذا المرفق العمومي.

