هل يملك الناصيري الشجاعة للاستقالة من رئاسة الوداد؟

اعترف بأنه أحد أسباب تراجع الفريق

 

اختار سعيد الناصري، رئيس فريق الوداد الرياضي، إحدى القنوات الإلكترونية الخاصة للإطلالة على جماهير الفريق الأحمر، الغاضبة من تواضع أداء فريقها في المباريات الأخيرة، بعدما تجرع، مساء السبت الماضي، مرارة الهزيمة الرابعة على التوالي، قاريا ومحليا.
لقد أبدت الجماهير الحمراء، وفي مقدمتها فصيل الوينرز، استياء من الأداء المقدم على رقعة الميدان، وحملت الرئيس الناصري المسؤولية، بل دعت إلى فتح ميركاتو صيفي، يكون منصب الرئيس أبرز انتداباته، لأن الرئيس الحالي لم يعد له ما يقدمه، فباتت الحاجة ملحة لضخ دماء جديدة في شرايين الوداد.
بالفعل اعترف الرئيس الناصيري بأنه أحد أسباب هذا التراجع المسجل على مستوى نتائج الفريق، لأن المشاكل التي يعاني منها في الآونة الأخيرة أجبرته على التقصير في مهمته، حيث تعذر عليه السفر إلى جنوب إفريقيا لدعم فريقه أمام صن داونز، برسم إياب دوري إفريقيا، كما أنه لم يقدم ما اعتاد تقديمه في السابق، الأمر الذي نتج عنه كثير من الارتباك داخل البيت الودادي. كما جدد التأكيد على رغبته في الرحيل، حالما يتوفر خلف قادر على السير بالفريق نحو الأحسن، وهي لازمة ألف تكرارها كلما حلت بالوداد أزمة نتائج، لكن غالبية الجماهير الودادية مازالت تتذكر كيف أنه امتص غضب المحبين عندما دعوه إلى توسيع قاعدة المنخرطين، وتخفيض السومة، فكون لجنة عهد إليها بوضع تصور، ظل تنزيله معلقا حتى الآن، فاستمر الوضع حاله، بمجرد أن تحسن المردود التقني.
ويرى الكثير من متتبعي الشأن الودادي أن اعتراف الرئيس بكونه أحد أسباب تراجع نتائج الفريق، وأنه يعيش وضعا أثر على عطائه وأدائه على رأس الفريق،إقرار بالفشل، وخطوة نحو الإصلاح، بشرط تفويض أمور الفريق إلى شخص قادر على تحمل المسؤولية، وممارسة مهام القيادة من دون عوائق أو مشاكل، مؤسسين تعليقاتهم على تجميد عضويته ضمن الحزب الذي ينتمي إليه حتى انتهاء مشاكله الخاصة، لأن استمراره، في ظل هذا الوضع قد تكون له نتائج عكسية، اللهم إذا كانت له حسابات أخرى، من قبيل الحفاظ على واقي صدمات، يمكن أن يحميه عند الحاجة.
إن أزمة الوداد بنيوية وهيكلية، لأن طريقة التدبير تعتمد بشكل شبه كلي على مزاجية الرئيس وحساباته الخاصة، والدليل هو مماطلته في عقد الجموع العامة لأكثر من ثلاث سنوات، رغم الأصوات العالية التي ما فتئت تصدح عند كل كبوة مطالبة بضرورة تقديم الحساب، والكشف عن المعاملات المالية، خاصة وأن عدم عقد الجموع العامة يكلف الفريق غاليا، حيث يحرم من المنحة الجامعية، وحتى دعم السلطات المحلية يقتضي عقد الجموع العامة، وتقديم الحسابات في نهاية كل موسم، والحصول على إبراء الذمة من برلمان الفريق.
وفي انتظار هبوب رياح التغيير على مركب بنجلون نهمس في أذن الرئيس ونقول له إن المصلحة العليا للفريق فوق المصالح والحسابات الخاصة، وحب الفريق يقتضي بالدرجة الأولى التضحية في سبيله، وليس جعله وسيلة لتحقيق الغايات والمآرب، رغم أنه أكد في الحوار إياه عزمه فتح باب الانخراط قريبا، وهو قرار من شأن تفعيله أن يفتح الباب أمام الكفاءات الودادية، الفاعلة والفعالة، التي توارت عن الأنظار، وتركت الفريق للرئيس الحالي، الذي أصبح الكل في الكل.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 05/12/2023