هل «ينير» الوالي امهيدية تجزئة منظرونا الغارقة في الظلام
أطلقت السلطات المحلية أول أمس الثلاثاء، عملية واسعة لهدم عشرات المنازل العشوائية المشيدة على تراب الملك البحري لشاطئ الداهومي في مدينة بوزنيقة التابعة لإقليم بنسليمان، في خطوة اعتبرها عدد كبير من المهتمين بالشأن المحلي أنها جد متأخرة، وبأنها ما كانت لتتم لولا الإرادة الفعلية لوالي جهة الدارالبيضاء سطات محمد امهيدية، بالنظر لتكاثر وتناسل هذا الشكل من البناء العشوائي، الذي تطبعه الانتقائية في محاربة صوره، والذي يخضع لمعايير غير مفهومة بالنسبة للكثيرين؟
واعتبر عدد من المواطنين أن عملية الهدم التي تم الشروع فيها، قد تكون لها صلة بالورش الكبير المفتوح لاحتضان كأس إفريقيا 2025 ثم مونديال 2030 أساسا، والذي من بين ما تتطلب الاستعدادات التي تخصه، تحرير تراب الجهة من كافة أشكال الفوضى التي ظل غارقا فيها، خاصة على مستوى مدينة الدارالبيضاء والنواحي. واعتبر عدد من المتتبعين الذي حضروا لعملية الهدم، أن المنطقة تحتاج إلى برنامج فعلي لتأهيلها والنهوض بها، بالشكل الذي يجعل منها فضاء سياحيا وثقافيا واجتماعيا وكذا اقتصاديا، تتوفر فيه معايير الأمن والسلامة، وتتحقق من خلاله التنمية، لكي يشكل قيمة مضافة للمدينة ويكون متنفسا للساكنة ومقصدا لزوار المدينة، خاصة وأن بوزنيقة، تفتقر للعديد من الأساسيات والمقومات الضرورية للحياة اليومية للساكنة، في الوقت الذي تصنف فيه باعتبارها مدينة سياحية، لكن بالإسم فقط!
ويطالب عدد من قاطني بوزنيقة من والي الجهة، رفع الحيف عن المدينة، التي تعاني على أكثر من مستوى، سواء تعلق الأمر بملف حافلات النقل الحضري المفتقدة لكل شروط الأنسنة والكرامة والسلامة، أو بتطوير أسطول سيارات الأجرة وتوسيع المجالات الجغرافية لاستعماله وساعات العمل، خاصة مع إحداث العديد من الأحياء السكنية الجديدة، أو بخلق منافذ مرورية جديدة لتفادي الاكتظاظ للانتقال من المدينة إلى الشواطئ، نظرا لأن الشارع الوحيد الرئيسي المتواجد يعرف اختناقا كبيرا خاصة في فصل الصيف، فضلا عن إشكاليات البنيات والمرافق التحتية، على مستوى الصحة والتعليم والثقافة والترفيه، وانعدام الفضاءات الخضراء، وغيرها من الأعطاب المجالية الأخرى.
وفي السياق ذاته، استبشر سكان حي منظرونا القريب من شاطئ الداهومي، لعمليات تحرير الملك البحري، ويترقبون من الخطوة التي تقوم بها السلطات المحلية تنفيذا لتعليمات الوالي، وفقا لمصادر الجريدة، أن تشمل هذا الحي الغارق في الظلام والمحروم من الإنارة العمومية منذ سنوات، إذ اكتشف عدد مهم من المواطنين، سواء مغاربة الخارج، أو الذين يقطنون في المغرب، والذين اقتنوا شققا لهم، لتكون إما سكنا رئيسيا أو ثانويا، بأن الحي الذي منحت السلطات المحلية، ممثلة في عمالة إقليم بنسليمان، والمنتخبة المجسدة في جماعة بوزنيقة، الضوء الأخضر بتسليمها لتراخيص السكن التي تفتح الباب أمام المقاولين لبيع المنازل التي شيّدوها، لا يتوفر على الإنارة العمومية، بسبب التضارب حول «الأحقية» و «الأهلية» بين شركتين، مما جعل الحي يغرق لسنوات في الظلام الدامس، مع ما يعني ذلك من تهديد للأمن العام ولسلامة الأشخاص وممتلكاتهم، وهو ما جعل الكثيرين يتجهون لاقتناء كشافات ضوئية ويقومون بتعليقها على شرفات المنازل ويسددون تكاليف إنارتها من جيوبهم الخاصة؟
ورغم أن سكان تجزئة حي منظرونا، قد طرقوا من خلال ممثليهم أبواب مختلف المسؤولين على امتداد السنوات الفارطة، إلا أن الوضع ظل على ما هو عليه، ولم يتم تسجيل أي تحرك لفكّ هذا المشكل، الذي حضرت فيه حسابات خاصة وانتصرت على المصلحة العامة، فهل يعيد الوالي امهيدية التوازن المفقود للمنطقة، ويستمر في التأكيد على سموّ دولة المؤسسات من خلال القرارات الإدارية المختلفة المتخذة، ويعيد بالتالي النور المفتقد ومن خلاله الأمن والطمأنينة لحي وساكنة منظرونا؟