هي مظاهر ومشاهد إما عشناها أو واكبنها كأحداث ، منها ما يدخل في إطار نوسطالجيا جمعتنا ومنها ما هو حديث مازلنا نعيشه ، في هذه السلسلة نحاول إعادة قراءة وصياغة كل ما ذكرنها من زاوية مختلفة ، غير المنظور الآني في حينه لتلك المظاهر والمشاهد والتي يطبعها في الكثير من الأحوال رد الفعل والأحكام المتسرعة ، وهي مناسبة أيضا للتذكير ببعض الجوانب من حياتنا ، وببعض الوقائع التي مرت علينا مرور الكرام بدون تمحيص قي ثناياها…
كما أن المهرجان أثار الانتباه إلى هذه المدينة الجميلة المنسية، ومنذ ذلك الحين، أصبحت الصويرة مدينة سياحية بامتياز، ومعروفة أيضا بمهرجانها السنوي «كناوة»· لقد ربطت علاقة روحية مع هذه المدينة الوديعة، خاصة وأنني مكثت بها شهرين متتابعين، وحين أردت العودة إلى البيضاء، نظمت قصيدة زجلية بالمناسبة أقول فيها·
ما سخيت نمشي
ماسخيت نبقى
مابين لعيون
والسماء زرقه·
لدى عودتنا إلى مدينة الدار البيضاء، التحقت بالفرقة التي سبق أن شكلتها من الهواة، ووجدت النفالي بمعية بعض الأصدقاء اتفقوا مع وزارة الثقافة للقيام بـ 15 عرضا مسرحيا عبر جولة في المغرب، سافرت مع الفرقة في جولتها، وحضرت تقريبا 7 عروض فقط··
لأعود من جديد إلى مسرح الناس، وعند عودتي فكرنا في البحث عن نص مسرحي، وقد كنت أعلم أن المرحوم العربي باطما لديه نص مسرحي من تأليفه، ذهبت إليه بمعية المرحوم ادريس أفندي، حين قرأت مسرحية «لهبال ف الكشينة، أعجبت بها، هذه المسرحة تصور واقع العامل المهاجر الذي ترك أهله وموطنه من أجل لقمة العيش، يجد نفسه في مواجهة مشاكل وصعوبات نفسية ومادية لا قبل له بمثلها، فهو تارة مستغل بشكل لاإنساني، وضحية للعنصرية، يتصرف ويعيش وفق تقاليد وحضارة ومعتقدات غريبة عنه، وتارة يكون عرضة لضغوط مادية ومعنوية تزيده إحساسا بالغربة والضياع وتضاعف حنينه إلى الوطن والأهل يوما عن يوم··· تم الاتفاق مع المرحوم باطما على هذه المسرحة حيث قمت بإخراجها، وقد شارك في أدائها كل من عزيز الضيفي، عمر السيد، عبد الرحيم إسحاق، ميلود الحبشي، علي اسماعيلي، حسن فولان، عبد الرزاق الصديقي، مصطفى الزراري، أحمد الصعري، قبل ذلك فكرنا في كيفية إنتاج هذه المسرحية، فذهبنا الى إدارة المسرح البلدي لهذا الغرض، لكن الإدارة تحججت بأن ميزانيتها غير كافية، لكنها مستعدة لتقديم بعض المساعدات، رحبنا بالفكرة وبدأنا نشتغل، في تلك الفترة كانت هناك تداريب حول مسرحية بنت الحراز بنفس المسرح البلدي، وكان يشارك فيها كل من الدسوكين، الزعري، مشنوع، نعيمة المشرقي، الحبشي، عتيق، المسرحية كانت من تأليف الشرايبي وإخراج عبد الرحمان الخياط، حين أردنا تهييء مسرحية «لهبال فالكشينة»· اتصلت ببنياز للانضمام الى هذا العمل، لكنه كان ملتزما بأعمال أخرى مع بزيز، وقد اقترح علي أن أضم عبد الرحيم إسحاق، الذي اعتزل عالم المسرح، في تلك الفترة وكان يعيش متشردا· وقد أبديت له مخاوفي لهذا السبب، لكن الحسين بنياز التزم أنه سيقنع إسحاق للعمل معي، وهو ما حصل بالفعل·
كانت هناك أغنية بهذه المسرحية تترجم فحوى هذا العمل، تقول:
وذاك المعلوم بالشطارة يهزم دعواتو
ويزيد عرقوف تعبو وتبان العله
وذاك المعلوم بالشطارة يهزم دعواتو
ويذوب، يذوب يا خليلي وعذابو شلا