وثيقة تفضح اسرار وخطورة معاهدة التواطؤ بين الحكام الجزائريين والفاشية الاسبانية‮ ‬

• معاهدة عسكرية ضد المغرب،‮ ‬في‮ ‬الشمال ومن أجل الحماية العسكرية للكيان المصطنع في‮ ‬الصحراء
• توزيع الغنيمة اقتصاديا بين الجزائر واسبانيا
من حيث المعادن والصيد البحري

• توفير ممر للجزائر نحو المحيط عبر الساقية الحمراء من أجل نقل حديد تندوف

 

 

وثيقة‭ ‬تفضح‭ ‬أسرار‭ ‬وخطورة‭ ‬معاهدة‭ ‬التواطؤ‭ ‬بين‭ ‬الحكام‭ ‬الجزائريين‭ ‬والفاشية‭ ‬الإسبانية

‭ ‬نشرت‭ ‬يومية‭ ‬‮«‬المحرر،‮«‬‭ ‬في‭ ‬عددها‭ ‬ليوم‭ ‬14‭ ‬أكتوبر‭‬1975 ،‭ ‬ النص‭ ‬الكامل‭ ‬لوثيقة‭ ‬هامة‭ ‬جدا‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المجادلات‭ ‬أو‭ ‬المنازعات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يثيرها‭ ‬المغرضون‭ ‬حول‭ ‬مصدرها‭ ‬وتمثيلية‭ ‬موقعيها‭.‬
إنها‭ ‬البيان‭ ‬الموجه‭ ‬إلى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بتوقيع‭ ‬من‭ ‬مجموعة ‭ ‬‮«‬الكويرة‮»‬‭ ‬المنتمية‭ ‬إلى‭ ‬جماعة‭ ‬البوليزاريو‮:‬‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬اضطرت‭ ‬إلى‭ ‬الفرار‭ ‬إلى‭ ‬دكار‭ ‬عاصمة‭ ‬السينغال‭ ‬بعد‭ ‬الجرائم‭ ‬الشنعاء‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬أفراد‭ ‬البوليزاريو‭ ‬الذين‭ ‬احتجوا‭ ‬ضد‭ ‬استحواذ‭ ‬الشرطة‭ ‬السياسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬بأسلوب‭ ‬يوضحه‭ ‬البيان‭ ‬ويذكر‭ ‬أسماء‭ ‬المشرفين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬عن‭ ‬العملية‭ ‬وطرق‭ ‬التسيير‭ ‬التى‭ ‬اتبعتها‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬اختلاق‭ ‬الصحراويين‭ ‬المنتمين‭ ‬‮.‬
إن‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬تتضمن‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬بيانات‭ ‬دقيقة‭ ‬حول‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬تواطؤ‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر‭ ‬مع‭ ‬الفاشية‭ ‬الإسبانية‭ ‬بحيث‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الأطماع‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الغنيمة‭ ‬اقتصاديا‭ ‬ذهبت‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أنهم‭ ‬يبرمون‭ ‬المعاهدات‭ ‬العسكرية‭ ‬ويلتزمون‭ ‬بخلق‭ ‬المناوشات‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬تأزم‭ ‬موقف‭ ‬الجيش‭ ‬الاستعماري‭ ‬في‭ ‬الجنوب‮.‬
نعم‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬يبدو‭ ‬كأنها‭ ‬افتراضات‭ ‬تستحيل‭ ‬إقامة‭ ‬الحجة‭ ‬عليها،‭ ‬ولكنها‭ ‬بيانات‭ ‬منسجمة‭ ‬ومضبوطة‭ ‬تتلاءم‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬نتوفر‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬ومع‭ ‬التصور‭ ‬الذي‭ ‬تركز‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الأقطاب‭ ‬الثلاثة‭ ‬الذين‭ ‬يسيرون‭ ‬السياسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الصحراء‭ ‬دون‭ ‬إخبار‭ ‬الوزراء‭ ‬أنفسهم‮.‬
إن‭ ‬الأطر‭ ‬الجزائرية‭ ‬تعرف‭ ‬كلها‭ ‬نظرة‭ ‬بلعيد‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬خلق‭ ‬شعار‮:«‬نحن‭ ‬يابان‭ ‬إفريقيا،‮»‬‭ ‬إنها‭ ‬فعلا‭ ‬معاهدات‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الياباني‭ ‬في‭ ‬فترته‭ ‬الأمبريالية،‭ ‬معاهدات‭ ‬تبخرت‭ ‬أمام‭ ‬إرادة‭ ‬وكفاح‭ ‬شعوب‭ ‬آسيا‮.‬‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأطماع‭ ‬التوسعية‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬سوف‭ ‬تتبخر‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬الزمان‭ ‬أمام‭ ‬إرادة‭ ‬وكفاح‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬وأمام‭ ‬علاقات‭ ‬الأخوة‭ ‬التي‭ ‬تربطه‭ ‬بشقيقه‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يرضى‭ ‬أبدا‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المخططات‮.‬
هنا‭ ‬النص‭ ‬الكامل‭ ‬للبيان‭ ‬الموجه‭ ‬إلى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‮.‬

 

*************

في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يظهر ان المشكل الاستعماري‮ ‬المتعلق بقضية الصحراء الخاضعة للسيطرة الاستعمارية،‮ ‬دخل طورا حاسما،‮ ‬وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تتركز جميع الانظار على مستقبل هذه المنطقة،‮ ‬التي‮ ‬تظهر وضعيتها السياسية والقانونية،‮ ‬اكثر تعقيدا‮ ‬يوما بعد‮ ‬يوم‮. ‬في‮ ‬هذا الوقت بالذات نرى من واجبنا،‮ ‬اشعار الرأي‮ ‬العام الدولي،‮ ‬مع وضعكم امام المسؤوليات التاريخية المنوطة بكم،‮ ‬وذلك بوصفكم الكاتب العام‮ (‬الأمين العام‮) ‬لأعلى هيئة دولية‮.‬
وبعد هذا،‮ ‬نؤكد بان قوتنا الثورية والمناضلة الصحراوية التي‮ ‬تشكلت حول مجموعة‮ «‬الكويرة‮» ‬ترى نفسها ملغمة اكثر فاكثر لتصبح في‮ ‬النهاية مطوقة ومعوقة من طرف أشخاص‮ ‬يزعم أنهم من أصل صحراوي‮ ‬يؤتى بسيل منهم من داخل الجزائر‮. ‬وهذه العملية تتم في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تتعدد فيه الارتباطات المشبوهة على مستوى دبلوماسيات مدريد والجزائر العاصمة‮.‬
إن هذه العناصر المستقطبة تنقل الى معسكراتنا من طرف السلطات الجزائرية‮. ‬والغريب انها تصل مسلحة ومجهزة ومتوفرة على تدريب متقدم في‮ ‬الميدان العسكري،‮ ‬إن معسكراتنا التي‮ ‬كانت توجد بتندوف في‮ ‬التراب الجزائري‮ ‬الى‮ ‬غاية بضعة اشهر قبل الإعلان عن وصول لجنة الامم المتحدة‮. ‬ان هذه المعسكرات وحدها سجلت أزيد من ألفي‮ ‬رجل‮ ‬يزعمون انهم صحراويون‮.‬
إن الذي‮ ‬أثار شكوكنا بالنسبة اليهم منذ البداية هو أنهم كانوا‮ ‬يصلون على متن شاحنات تابعة لوزارة الري‮ ‬الجزائرية،‮ ‬هذه الوزارة التي‮ ‬تلقى المسؤولون عنها اوامر بتغطية التنقلات العسكرية تحت ستار مصالح أخرى‮.‬
إن مجموع المناورات تم حسب المخططات الجزائرية‮‬، الى اليوم الذي‮ ‬وقعت فيه حادثة مكنتنا من اكتشاف مغزى وأهداف السيناريو الذي‮ ‬حبكته الجزائر‮. ‬إن هذا الحدث وقع بالضبط اسبوعا تقريبا قبل وصول لجنة الامم المتحدة إلى تندوف وفي‮ ‬ذلك اليوم تبين لأحد قادة الخلية المسماة‮ «‬العرب‮» ‬ان من بين الصحراويين المزعومين الواردين من الجزائر هناك شخص كان‮ ‬يعرف من قبل،‮ ‬وهو رئيس احدى مصالح الشرطة السياسية الجزائرية سبق له ان عمل تحت اشراف مندوب حزب جبهة التحرير الوطنية المسمى بـ«العياشي‮» ‬الذي‮ ‬كان من قبل مسؤولا عن مصلحة الشرطة السياسية الجزائرية بـ«تندوف‮» ‬وذلك الشخص الذي‮ ‬اصبح اليوم صحراويا كان‮ ‬من قبل مسؤولا عن مصلحة الشرطة السياسية الجزائرية بتندوف وذلك الشخص الذي‮ ‬أصبح اليوم صحراويا كان قبل أربع سنوات مكلفا بمهمة ضابط الشرطة السياسية المخصصة في‮ ‬قضايا قبائل‮ «‬التواركة‮» ‬حيث كان معروفا بلقب‮ «‬داوود‮».‬
ان هذه الحادثة كانت احد العناصر التي‮ ‬أكدت لنا فيما بعد بأن جميع اللاجئين المزعومين الذين تقدمهم الجزائر ماهم الا عسكريين جزائريين استقطب الجزء الاكبر منهم من وحدات الكومندو المرابطة بمدينة‮ «‬سكيكدة‮». ‬وتم هذا الاستقطاب من اجل وصول لجنة الامم المتحدة المذكورة اعلاه‮. ‬وكان علينا ان نشكل لجنة استقبال ولجنة سياسية مهمتها الدفاع عن موقنا،‮ ‬وكذلك عن مطامحنا امام اللجنة الاممية‮. ‬واختار الجزائريون هذه الخطة بالضبط ليتدخلوا من اجل الاستحواذ على جميع اللجان التي‮ ‬ارادوا تكوينها من لاجئيهم واستعملوا في‮ ‬ذلك ذريعة اساسها ان هؤلاء اللاجئين المزعومين اكثر ثقافة وذكاء،‮ ‬الشيء الذي‮ ‬يجعلهم مؤهلين اكثر للقيام بتلك المهمة ذات الابعاد الحيوية بالنسبة لمجموع اهالينا‮.‬
إن أغلبية اخواننا الصحراويين الحقيقيين لم‮ ‬يقبلوا هذا التدخل،‮ ‬الشيء الذي‮ ‬ترتب عنه اضطرابات‮. ‬ومن اجل إخماد الفضيحة اعتقلت السلطات الجزائرية بصفة تعسفية‮ ‬37‮ ‬من رفاقنا الذي‮ ‬اعتبرتهم خطرا على نجاح عملياتها‮.‬
وهؤلاء الرفاق‮ ‬37‮ ‬نقلوا في‮ ‬نفس اليوم نحو اتجاه مجهول،‮ ‬ولم‮ ‬يسمع عنهم شيء بعد ذلك الى اليوم الذي‮ ‬كانت فيه عناصر فرقة النجمة التابعة لنا،‮ ‬راجعة من مدينة اسمارة‮. ‬واكتشفت جثث الرفاق مفترسة من طرف الذئاب في‮ ‬منطقة‮ «‬الفرسيس‮».‬
إن هذه الجريمة الشنعاء ماهي‮ ‬إلا مثل وبداية لسلسلة مماثلة تنتظر السكان الصحراويين في‮ ‬المستقبل القريب،‮ ‬ذلك ان المناورة السياسية الجزائرية الاسبانية تستمد قوتها من كون هذين البلدين تمكنا معا من احداث خلط تام وفي‮ ‬نفس الوقت من تشويه المطامح الحقيقية للقوات الحية من هؤلاء الأهالي‮ ‬المغتربين‮.‬
ومن أجل تلافي‮ ‬إبادتنا الكلية نسمح لأنفسنا بمطالبة السيد الامين العام للامم المتحدة ان‮ ‬يرفع إلى علم جميع أعضاء هذه المنظمة الدولية النقط التالية‮:‬
1‮‬ – نطالب منظمة الامم المتحدة،‮ ‬ومنظمة الوحدة الافريقية بتشكيل لجنة للتحكيم والمراقبة من بين اقطار المنطقة وخاصة‮. ‬السينغال وتونس وليبيا بالاضافة الى الاطراف المعروفة‮. ‬ان هذه الاقطار بعد اجتماعها في‮ ‬لجنة سوف ترافق جميع المنظمات الصحراوية قصد القيام بدور الوسيط في‮ ‬الاتصالات التي‮ ‬قد تأمل هذه المنظمات القيام بها لدى السكان الصحراويين اللاجئين في‮ ‬تراب الاقطار المتاخمة للمنطقة المحتلة‮. ‬وهذه الاتصالات سوف‮ ‬يكون موضوعها حملة تفسيرية وحوارا في‮ ‬جو ديمقراطي‮ ‬بعيد عن كل استحواذ وفي‮ ‬حماية من كل ضغط‮.‬
2 ‭-‬‮‬ إن واجب كل صحراوي‮ ‬شاعرا بمسؤولياته هو النضال حتى لا تباع الصحراء ك«ثمن مفتاح‮»‬pas de porte‭ ‬من طرف اسبانيا الفاشية،‮ ‬الى الثوريين الجزائريين المزيفين‮. ‬وهذا النضال‮ ‬يهدف كذلك الى أن‮ ‬يتمكن الأهالي‮ ‬بعد توحيدهم من أن‮ ‬يقرروا مصيرهم وحدهم‮. ‬إن واجب الهيئات الدولية والافريقية‮. ‬هو مساعدتنا على الانتماء والتوحد في‮ ‬تراب مسقط رأسنا‮.‬
3‮ – ‬نطلب من الامم المتحدة أو احدى لجانها ان تقبل الاستماع لشهادة موظفين سامين جزائريين مستعدين لأن‮ ‬يتقدموا إليها وأن‮ ‬يدلوا بما‮ ‬ينير الرأي‮ ‬العام الدولي‮ ‬حول المساومات الجزائرية الاسبانية ونطالب في‮ ‬نفس الوقت من احدى لجان الامم المتحدة ان تنتقل الى السينغال من أجل الالتقاء بافراد جبهتنا‮.‬

‮- ‬المعاهدة العسكرية الجزائرية‮ – ‬الاسبانية

بمجرد الإعلان عن الاستقلال الذاتي‮ ‬للصحراء الخاضعة للسيطرة الاسبانية،‮ ‬وبعد جلاء القوات الاسبانية،‮ ‬تلتزم مدريد بان تسلم للجزائر مجموع التجهيز العسكري‮ ‬العصري‮ ‬المستخدم حاليا في‮ ‬الثكنات الاسبانية الموجودة في‮ ‬مجموع تراب الصحراء‮.‬
وسوف تكون مدريد صاحبة المبادرة في‮ ‬وضع معاهدة دفاع تصادق عليها وتوقعها السلطات السياسية التي‮ ‬تمت اقامتها بعد الاعلان عن الاستقلال الذاتي‮.‬
وهذه المعاهدة تسمح للجزائر بمنح حمايتها العسكرية وفي‮ ‬نفس الوقت بالتدخل العسكري‮ ‬في‮ ‬المنطقة إذا اعتبرت ذلك مفيدا ولازما‮. ‬وبعبارة اخرى سوف تكون للجزائر مهمة حماية‮ ‬الجهاز الذي‮ ‬يحل محل الاستعمار الاسباني‮.‬

المقابل الجزائري

التزم بوتفليقه باسم حكومته باخبار كل العمليات الإلهائية العسكرية والسياسية في‮ ‬المنطقة الشمالية والبحر الابيض المتوسط،‮ ‬إذا وجدت المواقع العسكرية الاسبانية نفسها في‮ ‬موقف مضطرب‮.‬

‮- ‬الاتفاق والتنازلات الاقتصادية منطقة الصحراء
استغلال المعادن الموجودة بالصحراء
‮‬1 – ‬سوف تقدم كل من الجزائر ومدريد جزءً‮ ‬متساويا من اليد العاملة الضرورية لهذا الاستغلال‮ (‬من تقنيين وغيرهم‮).‬
2‮ ‬ – وبمجرد الاعلان عن الاستقلال الذاتي‮ ‬تقوم السلطات السياسية الجديدة بتأميم بعض القطاعات‮ (‬الحديد‮ – ‬النحاس‮ – ‬الموانئ وغيرها‮) ‬وتكون للجزائر الأسبقية في‮ ‬شراء كل الأسهم المسترجعة من طرف هذه السلطات‮.‬

الصيد البحري

يتم بين اسبانيا والجزائر‮ (‬برأسمال من البلدين‮) ‬تأسيس شركات من أجل الاستغلال المشترك للمياه الاقليمية للصحراء‮.‬
سوف‮ ‬يسمح للجزائر بتشييد ممر نحو المحيط الاطلسي‮ ‬يعبر تراب الساقية الحمراء‮ (‬خط السكة الحديدية‮).‬
وفيما بعد سوف‮ ‬يقوم البلدان بدراسات من أجل تشييد صناعة الفولاذ والحديد قصد تحويل المعادن الموجودة في‮ ‬المنطقة الجزائرية وفي‮ ‬الصحراء‮.‬
ومن المقرر اقامة هذه الصناعة بمدينة العيون‮.‬

 

***************

كلمة العدد

‮… ‬وانكشفت كل الأوراق

كشفت‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بصفة‭ ‬نهائية‭ ‬عن‭ ‬أوراقها‭ ‬واتخذ‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬موقعه‭ ‬الحقيقي‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬البوليساريو‮» ‬‭‬الذي‭ ‬اتضحت‭ ‬طبيعته‭ ‬كأداة‭ ‬تحركها‭ ‬المصالح‭ ‬الجزائرية‭ ‬الموازية‮.‬
والإمبريالية‭ ‬الأمريكية‭ ‬كشفت‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬عن‭ ‬أوراقها،‭ ‬نظرا‭ ‬لأهمية‭ ‬القواعد‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬إقامتها‭ ‬بجزر‭ ‬كناريا‮.‬
وآخر‭ ‬نبأ‭ ‬مزدوج‭ ‬توصلنا‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬لقاء‭ ‬المسمى‭ ‬الوالي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭‬‮«‬قائدا‮» ‬‭‬للبوليساريو،‭ ‬مع‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسباني‭ ‬بالصحراء‮.‬
تصريح‭ ‬أعضاء‭‬‮ «‬البوليساريو‮»‬،‭ ‬الذين‭ ‬أفرجت‭ ‬عنهم‭ ‬السلطات‭ ‬الإسبانية،‭ ‬بأنهم‭ ‬سوف‭ ‬‮«‬يكافحون‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الجيش‭ ‬الإسباني‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬هجوم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المغرب‮»‬‭.‬
إن‭ ‬هذه‭ ‬الأخبار‭ ‬التي‭ ‬تناقلتها‭ ‬وكالات‭ ‬الأنباء‭ ‬الدولية‭ ‬تؤكد،‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها،‭ ‬صحة‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬وجهتها‭ ‬جماعة‭ ‬من‭ ‬البوليساريو‭ ‬إلى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬
وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬خصومنا‭ ‬أبرموا‭ ‬الاتفاقات‭ ‬وحددوا‭ ‬الأفق‭ ‬واتخذوا‭ ‬الإجراءات‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬المكان‭ ‬دون‭ ‬الاكتراث‭ ‬بما‭ ‬قررته‭ ‬أو‭ ‬سوف‭ ‬تقرره‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‮.‬‭ ‬إنهم‭ ‬لا‭ ‬ينتظرون،‭ ‬إنهم‭ ‬مستعجلون‮.‬
إنهم‭ ‬متأكدون‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬مخططهم‭ ‬في‭ ‬أجل‭ ‬قريب،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإنهم‭ ‬لن‭ ‬يترددوا‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬الإجرامية‭ ‬لإنجاحه‭ ‬إذا‭ ‬بقي‭ ‬جهازهم‭ ‬قائما‭ ‬ومستقرا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮.‬
إن‭ ‬هذا‭ ‬الاستقرار‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬الوقاحة‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بها‭ ‬مواقف‭ ‬الطامعين‭ ‬وعملائهم‮.‬‭ ‬إنه‭ ‬أساس‭ ‬المخطط‭ ‬المعتمد‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬دخول‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الشعبي‭ ‬المسلح‮.‬
لذلك‭ ‬فإننا‭ ‬لم‭ ‬نفتأ‭ ‬نؤكد،‭ ‬منذ‭ ‬سنة،‭ ‬ضرورة‭ ‬الحرب‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬وحدها‭ ‬طريق‭ ‬خلق‭ ‬وضعية‭ ‬جديدة‭ ‬وتحويل‭ ‬موقف‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬استراتيجية‭ ‬دفاعية‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجية‭ ‬هجومية‮.‬‭‬ آنذاك‭ ‬سوف‭ ‬تكشف‭ ‬آخر‭ ‬الأوراق‭ ‬التي‭ ‬بيد‭ ‬الطامعين،‭ ‬ويضطرون‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬عمليا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الفاشية‭ ‬الإسبانية‭ ‬بشكل‭ ‬مكشوف،‭ ‬ويتحملون‭ ‬بالتالي‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬في‭ ‬الوضوح‮.‬
أما‭ ‬الفاشية‭ ‬الإسبانية‭ ‬وجيشها‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬اللفيف‭ ‬الأجنبي،‭ ‬فإنها‭ ‬نمر‭ ‬من‭ ‬الورق‭ ‬لا‭ ‬مخالب‭ ‬له‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬مصاب‭ ‬في‭ ‬جسده‭ ‬بالسرطان‭ ‬المزمن‭. ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬الشعبي‭ ‬المسلح‭ ‬‮-‬‭ ‬إذا‭ ‬ابتدأ‭ ‬من‭ ‬الآن‭- ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يقلب‭ ‬الأوضاع‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬نفسها‭.‬
إنه‭ ‬كفاح‭ ‬سوف‭ ‬يجمع‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬بالشعب‭ ‬الإسباني‭ ‬وقواته‭ ‬الحية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬المناوئة‭ ‬للفاشية‭ ‬المتخلفة‭.‬
وهنا‭ ‬نوجه‭ ‬النداء‭ ‬إلى‭ ‬الشباب‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬ينخدع‭ ‬بالشعارات‭ ‬المزيفة‭ ‬وأن‭ ‬يحكم‭ ‬حسب‭ ‬الوقائع‭ ‬والمعطيات‭ ‬المادية‭ ‬وأن‭ ‬يعلم‭ ‬بأن‭ ‬البوليساريو‭ ‬أخذ‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬موقعه‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬الأحداث،‭ ‬موقع‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قوات‭ ‬الاستعمار‭ ‬كأداة‭ ‬جزائرية‭ ‬مسخرة‭ ‬لإنجاح‭ ‬مخطط‭ ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬له‭ ‬بالتقدمية‮.‬
بل‭ ‬إن‭ ‬المخطط‭ ‬هو‭ ‬مطابق‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬الإمبريالية‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬استفادت‭ ‬من‭ ‬عزلة‭ ‬نظام‭ ‬فرانكو‭ ‬لتنتزع‭ ‬منه‭ ‬قبول‭ ‬إقامة‭ ‬قاعدتين‭ ‬عسكريتين‭ ‬ضخمتين‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬كناريا‮.‬‭ ‬إن‭ ‬أهمية‭ ‬هاتين‭ ‬القاعدتين‭ ‬لمراقبة‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬تجعل‭ ‬اختلاف‭ ‬الكيان‭ ‬المزيف‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬عنصرا‭ ‬تكميليا‭ ‬وضروريا‭ ‬للخطة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مصالح‭ ‬الاحتكارات‭ ‬الأمبريالية‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬الفوسفاط‭ ‬والمعادن‭.‬
فعلى‭ ‬جميع‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬المبادئ‭ ‬الوطنية‭ ‬والتقدمية‭ ‬أن‭ ‬يستعدوا‭ ‬لخوض‭ ‬معركة‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية،‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الكفاح‭ ‬لا‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفاشي‭ ‬الإسباني‭ ‬المتخلف‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬ضد‭ ‬استراتيجية‭ ‬إمبريالية‭ ‬شاملة‭.‬

15 أكتوبر 1975


بتاريخ : 04/05/2021