وجدة : متسولون «محترفون» وفقراء معوزون

مع بداية فصل الصيف وارتفاع عدد زوار مدينة وجدة من أفراد الجالية المقيمة بالخارج، تنتعش بعض القطاعات كالسياحة والفنادق والبيع والشراء… لكن في المقابل تزداد الظواهر السلبية وتختلف أشكالها ولعل أبرزها ظاهرة التسول.
فبالنسبة للمتسولين، يعد هذا الفصل فرصة لإظهار «مواهبهم التمثيلية» للنصب على الناس، حيث اعتمدها البعض مهنة للحصول على دخل يومي، وبغض النظر عن حصيلتهم اليومية التي قد تتجاوز 500 درهم، نلاحظ أنهم يظلون بنفس الحالة والملابس يوميا، ويكررون نفس العبارات في الأزقة ووسط المدينة وبالقرب من المساجد.
ينقسم المتسولون إلى عدة أنواع، فمنهم النساء اللواتي يحملن أطفالا رضعا بدعوى عدم قدرتهن على توفير قوت يومهن، ويعمدن إلى استغلال هؤلاء الأطفال، الذين غالبا لا تربطهن بهم أي صلة عدا التسول مقابل نسبة لفائدة أسرهم الحقيقية، في التسول واستجداء المارة. وهناك ذوي الإعاقات المستديمة ومبتوري الأطراف وفاقدي البصر الذين يستغلون هذه العاهات لكسب التعاطف وبالتالي الحصول على المال. كما ظهر نوع جديد مؤخرا، انتشر بشكل كبير ويتمثل في شباب في مقتبل العمر يجولون بين حافلات النقل الحضري يدعون أنهم عابري سبيل ولم يجدوا مالا ليتمكنوا من العودة إلى مدنهم… وغيرهم كثير ممن يرضون لأنفسهم الذل ونظرات الشفقة من أجل بضع دراهم.
وتتعدد الأسباب التي تجعل شوارع مدينة وجدة تعج بالمتسولين، سواء من يدّعون الفقر أو الذين يعيشون الهشاشة فعلا، ومنها بطالة الشباب، وارتفاع نسبة الطلاق وتهرب الآباء أو عدم قدرتهم على النفقة، مما جعل عددا من الأطفال وأمهاتهم يعيشون بدون دعم ولا معيل، وهو ما يتطلب تحركا ملموسا من السلطات والجمعيات المعنية للحد من هذه الظواهر التي تسيء إلى صورة المدينة وتعرض الأطفال للاستغلال والاتجار بهم ولإيجاد حلول لمن هم في حاجة إليها فعلا.

* صحافية متدربة


الكاتب : دعاء بوزكاوي *

  

بتاريخ : 17/07/2024