وجهة نظر .. أخطاء كارثية للمخرج التلفزي الفرنسي في حفل افتتاح نهائيات «الكان»

إذا كانت القناة الأولى التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، قد – نجحت – في ضمان جودة عالية للصوت والصورة للنقل التلفزي، لحفل افتتاح» الكان» 2025 الذي احتضنه المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، فإن المخرج التلفزي الفرنسي ارتكب مجموعة من الأخطاء، والتي لم يلاحظها إلا من تابع الحفل عبر شاشة التلفزة، وهو ما يستوجب مساءلة قوية للجهة التي استقدمته، لأن الأخطاء المرتكبة تمس وحدتنا الترابية، والبروتوكول المتبع عند تغطية الأنشطة الملكية والأميرية.
فالمخرج وهو ينقل ترؤس سمو ولي العهد الأمير مولاي الحسن – ونزوله – إلى الملعب لإعطاء انطلاقة المباراة الأولى التي جمعت بين المنتخب الوطني المغربي ونظيره من جزر القمر، حيث أنه وبالرغم من الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الملعب، الا أن سمو ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، أبى إلا أن يصافح لاعبي الفريقين وحكام المباراة جميعهم، من دون مظلة في تواضع كبير منه، إلا أن المخرج فضل في أكثر من مرة وأثناء مصافحة سمو ولي العهد للاعبين، الرجوع إلى «لا ريجي» لتقديم صورة ملتقطة بطائرة «الدرون»، للملعب من أعلى تارة، وتارة أخرى على صورة لمجموعة من الجماهير تكررت طيلة المباراة.
وهنا نسائل الجهة التي استقدمت هذا المخرج التلفزي الفرنسي، وهل نبهته إلى ضوابط «البروتوكول» المتبع عند تصوير الأنشطة الملكية والأميرية في المغرب؟
ونتساءل أيضا: لماذا لم يتم إسناد التعليق على ترؤس ولي العهد لحفل ومباراة الافتتاح إلى المصلحة الخاصة بتغطية مثل هذه الأنشطة، حتى لا يكون هناك أي ارتباك نظرا لتجربة صحافييها في هذا المجال؟.
وإلى جانب الأخطاء المرتكبة عند تغطية إعطاء ولي العهد الأمير مولاي الحسن وانطلاقة افتتاح نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، طرحت العديد من الأسئلة، من طرف من كان أمام شاشة التلفزة عن الدوافع التي جعلت هذا المخرج الفرنسي، يحذف مشهدا يمثل خريطة المملكة المغربية كاملة
أثناء النقل التلفزي، والرسمي لحفل الافتتاح؟ مع العلم بأن الخريطة تم تقديمها كاملة داخل الملعب، وقد شاهدتها الجماهير التي كانت حاضرة هناك.
هذا الخطأ المهني القاتل يتطلب إجابات عن أسبابه خلال الإخراج التلفزي الدولي للحفل، خاصة وأنه كان منقولات في العديد من دول العالم.
وتساءل تقنيون في التصوير التلفزي في مجال نقل مباريات كرة القدم عن غياب مهنية المكلف بالإخراج عند توظيف» كاميرات الكرين» المختصة في تتبع حركات وتشجيعات الجماهير فوق المدرجات أثناء المباراة، خاصة وأن هذه الكاميرات ركزت على مجموعة قليلة من الجماهير، كانت خلف المرمى وتكرر تقديم نفس الصور طيلة المباراة، وهي نفس الصورة التي قدمت عندما كان صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن يصافح لاعبي المنتخب الوطني المغربي ومنتخب جزر القمر.
ولم يسلم حفل الافتتاح الفني من أخطاء قاتلة عند إخراجه التلفزي، إذ تم الاعتماد على زوايا تصوير لا تليق باللقطة وهو ما أفقدها جماليتها، خاصة وأن المخرج اعتمد على تقنية «الزوم» في حين تناسى أو جهل أن المشاهد كانت تعتمد على الإنارة واللعب بالأضواء، وكان عليه التركيز عليها أيضا عوض التركيز على وجوه الأشخاص.


الكاتب : n عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 24/12/2025