وجهة نظر: رجاء الشعب يحتاج لاتحاد جميع مكوناته …

 

إذا لم يستحضر الإنسان عقله في الأوقات الصعبة، فلماذا يملك أصلا هذا العقل…؟
هذا المثل المغربي الأصيل ينطبق علينا نحن أبناء وبنات رجاء الشعب ومن كل الأعمار. فبعد الإقصاء المر وغير المستحق، لأن تأهل الأهلي جاء بفعل فاعل، وخاصة في مباراة الذهاب بمصر وضربة الجزاء الفضيحة التي زعزعت الإعلام والمهتمين في كل مكان، ليس في إفريقيا فحسب بل في كل بقاع العالم، حيث استغل الإعلام، وخاصة الأوروبي، هذه الفضيحة التحكيمية المقصودة والممنهجة ضد الرجاء العالمي ولصالح الأهلي، وتفنن في طرح مختلف أنواع السخرية حول الموضوع. ضحكوا واستهزؤوا كثيراً بإفريقيا وحكام إفريقيا (حكام كرة القدم طبعا)، ورغم هذه الفضيحة التي أردنا أم كرهنا لها تأثير نفسي على المجموعة الرجاوية ، قدم الفريق في الإياب مباراة جيدة في «دونور»، ولولا خطأ التموقع للدفاع الرجاوي، ومن كرة ثابتة، أدرك بها المصريون هدف التعادل والتأهل مع نهاية الشوط الأول.
قد يكون لهذا الخروج المر تأثير سلبي ولا شك على المعنويات، ومع ذلك قدم الفريق شوطاً ثانياً كبيرا، تسيد فيه اللاعبون المشهد وسيطروا بالطول والعرض، وكانوا قريبين من التهديف في أكثر من مناسبة، لولا تألق الحارس المصري، وتكتل مدافعيه طوال القامة، وربما تم ارتكاب خطأ تقني باعتماد الكرات العالية، الأمر الذي سهل نسبياً مهمة الدفاع الأهلاوي.
لقد كان على الطاوسي تنبيه لاعبيه إلى اعتماد التمريرات القصيرة على الأرض، رغم أن حميد أحداد، ورغم الأرجل والرؤوس المصرية في الدفاع، استطاع التصدي لعدة كرات بالرأس وضعها أمام زملائه، وكانت بعضها صالحة للتهديف..
الآن لنتعقل ونترك النقد الهدام لأنه مازال أمامنا منافسات كأس العرش والبطولة، وضروري من تحمل كل واحد منا مسؤوليته. فاللاعبون عليهم مضاعفة الجهد من أجل الحصول على الفوز في كل مباراة والمسيرين عليهم السهر على كل ما يحتاجه الفريق من دعم مادي ومعنوي، والتفكير من الآن في الموسم المقبل، والجمهور، شعب الرجاء، مدعو إلى الحضور بكثافة إلى مدرجات الملعب وتقديم التشجيع اللازم، وحتى إذا رأوا ما يستحق الاحتجاج فليحتج، لكن بطرق حضارية، بعيداً عن السب والشتم، وبذلك تظهر أسرة الرجاء متلاحمة متضامنة متراصة كالبنيان يشد بعضه البعض، وفي نهاية الموسم يفتح باب الحساب، محاسبة اللاعبين على مردودهم طيلة موسم، ومحاسبة المسيرين حول أخطائهم وكذلك محاسبة النفس، أي الجمهور وشعب الرجاء، ودوره في دوران عجلة الفريق بشكل جيد ومطلوب.
إن الرجاء ليس ناديا عاديا، بل هو عالمي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأنه رجاء الشعب الذي ذاع صيته بفضل جمهوره ولاعبيه حتى أصبح عشاقه في مختلف بقاع العالم يقدرون بالملايين..
أيها المسيرون أنها رجاء الشعب وليست فريقا عاديا، من لم يستطع منكم القيام بواجبه وقيادة سفينة الفريق فلينسحب من دون ضجيج، ويترك المشعل لغيره من القادرين.
وختاما تأتي المحاسبة التقنية التكتيكية والذهنية للطاقم التقني، الذي يشرف عليه الطاوسي وكذلك المستشار التقني العامري، وهي محاسبة عسيرة في آخر الموسم حول الحصيلة، لكل ما ذكر، مع طرح سؤال عريض حول الإضافة التي قدمها هذا الطاقم للرجاء العالمي..؟

 


الكاتب : م.الحسن باجدي

  

بتاريخ : 26/04/2022