كم  هو مؤلم وصعب هذا الفقدان:
مدينة سلا تفقد احد المناضلين المخلصين الذي ظل مسكونا بهموم ومشاكل المدينة.
انه الانسان الطيب الخلوق:  توفيق  زنيبر  شقيق المناضل الاخ صديق زنيبر  وشقيق الديبلوماسي عمر زنيبر  وزوج المناضلة الاخت الدكتورة زينب بن عمر .
سي توفيق يعتبر احد الرواد المؤسسين للديمقراطية المحلية بسلا انتخب عضوا في مجلس بلدية بطانة ممثلا  عن دائرة رقم1 – بجماعة  ببطانة، التي كانت ساكنتها تتكون من  النخبة الراقية من العائلات السلاوية و من الاسر العريقة .

والجدير بالتذكير  انها هذه الساكنة المثقفة والوعية رغم مستوها الاجتماعي   منحت ثقتها بكل تلقائية و بنسبة تكاد تكون بالاجماع للمرحوم توفيق وقد احسنت الاختيار لان ممثلها كان في المستوى المطلوب.
في انتخابات الجماعية لسنة 1991 فاز الاتحاد الاشتراكي بالاغلبية النسبية بجماعة سلا بطانة وقد تمكن الحزب من تكوين اغلبية لتسيير المدينة لكن تدخل السلطة لصنع خريطة اخرى ضدا على ارادة السكان وفبركة اغلبية من منتخبين بدون انتماء ومن الاحزاب الادارية .
ارغم الفريق الاتحادي على القيام بدور المعارضة وضمن هذا الفريق كان المرحوم توفيق زنيبر شعلة الى جانب اخوانه في الفريق ملتزم بالحضور والمتابعة لمختلف الملفات وقضايا السكان .
وهو المناضل الذي تربى في اسرة وطنية عريقة وفي المدرسة الاتحادية وتتدرج في تحمل مشؤوليات حزبية اقليمية
عندما اعتقل المرحوم  نوبير الاموي بسجن الزاكي بسلا،  اثر أحداث 20جوان 1981 .كان علينا في مكتب فرع الحزب بسلا ان نتحمل التكفل  بتدبير القفة الى  الاموي الذي حل ضيفا على مدينة سلا وبفضل أريحية الأسر الاتحادية بسلا استطعنا تدبير امر القفة وإحسان الضيافة  ،
و في هذا الصدد قد لعب الاخ توفيق   دورا مهما على مستوى التنظمي لهذه العملية الى جانب اخوانه في مكتب الفرع  .
خاصة  اقناع العائلات الاتحادية السلاوية القادرة  بضرورة التطوع بالتناوب بين الاسر  على إعداد قفة السجين بكل الضرورية والتي كانت  تصل تكلفتها احيانا  الى 1000 درهم  تتحملها الاسرة المتطوعة وعلى رأسها اسرة زنيبر إضافة الى عملية  الطبخ.   سطرنا برنامج حددنا لكل عائلة اليوم الذي ستتكفل فيه بإعداد قفة تليق  بالقائد النقابي والسياسي محمد نوبير الاموي.
وكان يتكفل بإصال القفة الى السجن الزاكي  بالتناوب الاخوة مصطفى رطال والعربي خروج. استمر هذا الوضع الى غاية مغادرة الاموي السجن معززا  ومكرما من اهل سلا  .
المرحوم توفيق من عائلة مناضلة اتحادية اعطت الكثير لحزبها وللمدينة وهي غانية عن التعريف المرحوم الطاهر الزنيبر من المواقعين على وثيقة 1944للمطالبة بالاستقلال
طيلة المدة التي جمعتني به سواء مند 1978 داخل الحزب او دخل مجلس جماعة  سلا بطانة عرفته رجلا صادقا وفيا نزيها لايقبل المساومة ولا يتردد في مواجهة خصوم الديمقراطية معروف بانفعالته الصادقة  التي تنبع من جديته
يعتبر مناضلا معروف عنه الانضباط الحزبي يمارس السياسة باخلاق عالية اليوم نتقده ونشارك اسرته الصغيرة والكبير احزانها في هذا المصاب الجلال  وتلك هي ارادة الله ولا رد لقدره .
رحمه الله واسكنه فسيح جناته  وتعازينا  القلبية الى ارملته وأشقائه واسرة الزنيب وبنعمر وانا لله وانا اليه راجعون

* مستشار جماعي سابق