وداعاً يا من صنعت المجد بحذائك،
يا من لم تكن تلعب الكرة… بل تُناجيها.
وداعاً يا “رمز فضالة”، يا من رفعت راية الوطن في زمنٍ كانت فيه الانتصارات عملة نادرة،
وكنت أنت الذهب الخالص.
رحل أحمد فرس، فاغتال الصمتُ نغمةً من تاريخنا،
وغابت شمسٌ لا يعوض ضياؤها،
من أزقة المحمدية، مدينة الزيت والورد،
من الملاعب الترابية التي شمّت عرق الطفولة،
إلى أعلى المنصات الإفريقية… كنت قائدًا، وكنت قدوة.
في مدينة المحمدية، لم تكن لاعبًا فقط… كنت الرمز،
كنت النجم الذي تتبع ظله أجيالٌ من الحالمين،
شباب المحمدية لم يكن مجرد نادٍ،
بل كان امتدادًا لروحك، لوفائك، لكرامتك الرياضية.
علّمت أجيالاً أن الشرف ليس في الفوز فقط،
بل في الإخلاص، في النزاهة، في الدفاع عن القميص بدم القلب.
يا من رفع كأس إفريقيا سنة 1976،
وكنت أول مغربي يُتوج بجائزة أفضل لاعب إفريقي،
ستبقى في ذاكرة كل مغربي رمزاً للفخر،
وفي ذاكرة الكرة العالمية… نموذجاً للخلود.
نم قرير العين،
فالمغرب يودعك اليوم باكياً… شامخاً بك،
والمحمدية، مدينتك الأبدية،
تنحني لك اليوم كما لم تنحنِ لأحد.