«يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».
صدق الله العظيم
ودعنا، أول أمس، المناضل الأصيل، ابن تربة الشرق الطاهرة، إسماعيل عبد المومني، بعد مسار حافل بالعطاء في صفوف القوات الشعبية، بتفان ونكران ذات .
ودعنا، بصمت الكبار، رفيق الشهيد عمر بن جلون، رأى النور في مدينة دبدو الشامخة في العطاء ورفيق طفولة المناضل الكبير أحمد البوزيدي، في 12 يوليوز 1936 درس في نفس الثانوية مع الشهيد عمر بنجلون وقضى رفقته 4 سنوات في نفس الداخلية ، عمل مديرا لوزارة العدل لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، و هو مناضل حقيقي من طينة الكبار،حيث كان عضوا بالمجلس الوطني للمنظمة المغربية لحقوق الانسان ، رجل المبادئ والمواقف، ساهم في بناء حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية من خلال مساهمته في انتفاضة 1959 ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من بعده، كما كان من مؤسسي البديل النقابي إلى جانب الأوائل من المناضلين والمناضلات وأحد رجالات الصف الديمقراطي والتقدمي، مناضل بأخلاق عالية ظل ماسكا بجمر القيم والمبادئ لم يتزحزح أو يبدل تبديلا .
كلفه حزب القوات الشعبية ورفيقه في النضال عمر بنجلون بتسيير مطبعة دار النشر المغربية التي تطبع جريدة الحزب ” المحرر” بعد أن تم انقطاعه من سلك القضاء، في الفترة ما بين 1974 و1979وكان رحمه الله المشرف على كل مقرات الحزب بالدار البيضاء، وهو من تكتب جميعها باسمه كما كانت جميع المشتريات من آلات الرونيو والطباعة تحمل اسمه، رجل يعمل أكثر مما يتكلم .
اعتقل المناضل المرحوم إسماعيل عبد المومني في السبعينيات من القرن الماضي ومورست عليه جميع أنواع التعذيب الوحشية من طرف جلادي تلك الحقبة المظلمة في بلادنا وعرفته الأقبية السرية والعلنية .
مناضل تقدمي يساري ظل طيلة حياته مناضلا معطاء في السر بدون بهرجة أو ادعاء، ملتزم بكل القضايا العادلة للشعب المغربي وطبقته الشعبية .
من مؤسسي حقوق الإنسان ببلادنا في نهاية السبعينيات، سواء في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومن بعدها المنظمة المغربية لحقوق الإنسان.
وقد ووري الثرى بمقبرة الغفران، ظهر أمس، بحضور العديد من أصدقائه ومعارفه سياسيين ونقابيين وجمعويين وحقوقيين.
وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم الاتحاديون والاتحاديات بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى فؤاد ، سعاد ، نعيمة، ومحمد وإلى باقي العائلة، راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم الأسرة الصبر والسلوان .
