وداعا نعيمة المشرقي : برحيلها يفقد المغرب هرما من أهرامات المسرح والسينما والتلفزيون

الفنانة المقتدرة نعيمة المشرقي تغادر مسرح الحياة

فقدت الساحة الفنية المغربية أول أمس السبت بمدينة الدارالبيضاء، هرما من أهرامات الفن والإبداع وإحدى أيقونات المسرح والسينما والتلفزيون بالمغرب ،الفنانة المقتدرة نعيمة المشرقي.
بعد مسيرة فنية غنية امتدت عقودا من الزمن، تعددت فيها عطاءات الفقيدة الكبيرة منذ أن كانت في مقتبل العمر، تغادر مسرح الحياة عن سن 81 سنة، بعدما عانت من المرض سنة كاملة.
الفنانة القديرة نعيمة المشرقي المزدادة سنة 1943 بمدينة الدارالبيضاء، ووري حثمانها الطاهر أمس الأحد بمقبرة الشهداء بمسقط رأسها وسط حشد كبير من الفنانين والإعلاميين والمحبين من مختلف شرائح المجتمع ،لما كانت تتمتع به رحمها الله من دماثة الأخلاق وحسنها، مما جعلها تدخل إلى بيوت المغاربة عبر شاشاتهم الصغيرة وإلى قلوبهم أيضا بدون أي استئذان، وهو ما جعل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) تختارها سفيرة للنوايا الحسنة ،كما شغلت منصب مستشارة للمرصد الوطني لحقوق الطفل، وحازت على وسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط .
رصيد الفنانة المقتدرة نعيمة المشرقي حافل بالعطاء ،وتنوع من خلال المسرح والتلفزيون والسينما والراديو أيضا.
وقد أبانت عن موهبة متميزة منذ ولوجها إلى عالم التمثيل في المسرح مثلا كما تقول سيرتها الفنية،من خلال عدة مسرحيات مع أشهر الفرق المسرحية بالمملكة: فرقة المعمورة، بساتين، مسرح الأنس، وفرقة الإذاعة والتلفزة المغربية؛ وحصلت خلال مهرجان الإذاعات العربية بالقاهرة سنة 1998 على جائزة أحسن أداء صوتي في مسلسل «أمينة».
دأبت الفنانة نعيمة المشرقي، وابتداء من 1964، على الظهور على شاشة التلفزة من خلال البرامج والمسلسلات. قامت بأداء أول دور نسائي في سلسلة «عائلة رام دام»، كما سطع نجمها في السينما بالمشاركة في أزيد من 20 فيلما مطولا إيطاليا أو فرنسيا، فضلا عن العديد من الأفلام القصيرة والمطولة المغربية مثل «عرس الدم»، «فاتن»، «معركة الملوك الثلاثة»، «لالة حبي»، أو «زقاق السنونو» وغير ذلك من الأعمال الفنية.
ونعى وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد الراحلة نعيمةالمشرقي، حيث وصف الراحلة بأنها كانت رمزا للفن المغربي وأثرت الساحة الفنية بأعمالها الخالدة التي ستظل شاهدة على إبداعها وتفانيها، متقدما بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيدة وإلى كافة محبيها.
الفنان رشيد الوالي بدوره نعى الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي،حيث كتب على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك:» منذ لحظة علمت بوفاة المبدعة والإنسانة الراقية والفنانة نعيمة لمشرقي. سيدة عملت معها العديد من الأعمال وعلى رأس ذلك علال القلدة. ووبعد. غابت عن الانظار مند سنوات بسبب المرض. كانت نعم السيدة ووراء مجموعة من الأعمال الخيرية والإنسانة النبيلة .كما كانت سفيرة للنوايا الحسنة. أشعر بحزن عميق لأنني لم أتمكن من زيارتها فرقمها كف عن الرنين. ولم نرغب في إزعاجها. آخر مرة منذ أسابيع بمهرجان إملشيل كانت هناك رغبة في تكريمها .لكن استحال ذلك . رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وعزائي لأبنائها جميعا .كلهم من طينة طيبة .وأطال عمر زوجها المخرج عبد الرحمان الخياط أو سيدي عبد الرحمان كما كانت تناديه المرحومة نعيمة . عزائي للأسرة الفنية ولجمهورها في كل مكان . إنا لله وإنا إليه راجعون البقاء لله» .
الفنانة لطيفة أحرار، كتبت على صفحتها الرسمية ناعية الفقيدة: «رحم لله … سيدة الكلمة، سيدة الخشبة والتلفزيون والسينما …. سفيرة النوايا الحسنة …
رحم لله الفنانة الكبيرة نعيمة المشرقي ….
حزينة جدا لفقدانك لالة نعيمة، عزائي لزوجك الأستاذ الفنان عبد الرحمان الخياط ولأبنائك … عزائي لكل الفنانين زملائك ولكل محبيك ..».
الملحن سعيد الإمام هو الآخر نعى الفقيدة وكتب على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك «توفيت يوم 05 أكتوبر 2024 الممثلة نعيمة المشرقي بعد سنوات من العطاء في مجال المسرح والسينما والتلفزيون .
وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم إلى اسرتها الصغيرة والأسرة الفنية بأحر التعازي وأصدق المواساة راجين من لله تعالى أن يثبتها عند السؤال ويلهم ذويها الصبر والسلوان ويسكنها فسيح الجنان. إنا لله وإنا إليه اليه راجعون».
الإعلامية صباح بنداود، تفاعلت مع هذا الرزء وكتبت قائلة: «بصمت بكثير من الرقي ، والتواضع وخدمة مهنة التمثيل بعطاء نادر، مسيرتها الفنية التي ارتبطت بجيل تربى على احترام المتلقي المغربي ، و الإسهام في كتابة تاريخ الإبداع المغربي بمختلف تجلياته ، مسرحيا إذاعيا تلفزيونيا وسينمائيا .
رحم لله السيدة نعيمة المشرقي. وخالص العزاء لأسرتها الصغيرة والفنية. وجمهورها المغربي من كل الأجيال، إنا لله وإنا إليه راجعون».
الفنان حسن الفد هو الآخر نعى الراحلة وكتب يقول: «رحم لله الفنانة الكبيرة نعيمة المشرقي وأدخلها فسيح جناته.
خالص العزاء لأسرتها، للأسرة الفنية، لكل محبي للا نعيمة الأستاذة الراقية والإنسانة الكريم السخية.
إنا لله وإنا إليه راجعون».
من جانبه تفاعل الفنان والمخرج ادريس الروخ مع هذا المصاب، وكتب على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: «رحمك لله وأدخلك فسيح جنانه ،أنت سيدة من سيدات الفن بالمغرب، ستظلين جبلا شامخا في سماء المغرب، ستظلين نجمة ساطعة في قلوبنا وداعا نعيمة المشرقي.»
الفنانة لطيفة رأفت، هي الأخرى حزنت لرحيل الفنانة نعيمة المشرقي، وكتبت تدوينة جاء فيها :»يا له من خبر حزين فقدان سيدة من سيدات الشاشة المغربية الممثلة القديرة نعيمة المشرقة التي لطالما أمتعتنا بظهورها الأنيق وتجسد أدوارها بحرفية ومهنية عاليتين… تعازينا الحارة لكل أسرتها الصغيرة والكبيرة ولا نقول إلا ما يرضي لله وإنا لله وإنا إليه راجعون.»
الفنان عبدالخالق بلفقيه كتب في حائطه الفيسبوكي: «لا أصدق أنك رحلت عنا سيدتي – نعيمة المشرقي – سيدة المسرح و الشاشة والمذياع. فرقة المعمورة – فرقة الإذاعة الوطنية – مسرح الناس … سيدتي لالة نعيمة، عليك الرحمة والمغفرة، كنت طوال عقود نموذج الفنانة المحترمة، المثقفة، الخلوقة. تفيضين بالعطاء في مختلف الأعمال وتشرفين اسم المغرب عاليا ،وأرفق هذه التدوينة بصورة تجمعهما معا تعود إلى شهر غشت 2022، وعلق عليها قائلا، يومها وضعت يدها على صدرها وقالت: يا ربي تجمعنا فشي عمل كبير أنا و السي بلفقيه.»


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 07/10/2024