شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، تنظيم ورشة عمل مميزة تحت إشراف نادي إدارة الأعمال بالكلية يوم الثلاثاء 25 فبراير 2025.
هذه الورشة التي اتخذت عنوانا لها «تعرف على كيفية امتلاك أفكار مبتكرة لتنفيذ مشروعك المقاولاتي «، أدارته الدكتورة لطيفة الهدرتي، المنسقة العلمية للنادي، وجاء بمشاركة عدد من رواد الأعمال البارزين الذين تقاسموا تجاربهم المهنية مع الطلبة، بهدف إلهامهم وتوجيههم نحو كيفية اختيار أفكار مبتكرة لتنفيذ مشاريعهم المقاولاتية المستقبلية.
وفي كلمتها الافتتاحية، شددت الدكتورة لطيفة الهدرتي على أهمية هذا اللقاء، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي منه هو تزويد الطلبة بالأدوات والمعرفة اللازمة للانطلاق في عالم ريادة الأعمال. كما استعرضت حصيلة أنشطة نادي إدارة الأعمال خلال الفترة الماضية، والتي تضمنت العديد من المبادرات المتنوعة التي تخدم أهداف النادي في تعزيز ثقافة المقاولة والابتكار بين الطلبة.
ودعت الدكتورة لطيفة الهدرتي إلى أن يكون صاحب المشروع له ثقافة متنوعة في مجالات متعددة في الاقتصاد ،السياسة وغيرهما، حتى يكون ملما ومستوعبا لكل المستجدات والتحولات، زيادة على تملكه عقلية مبتكرة ومتجددة في مجال ريادة الأعمال، وهذا تضيف الأستاذة الهدرتي، مايميز البلدان المتقدمة مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ودول الخليج، وكذلك المغرب، الذي يعتمد في ريادة الأعمال على التجديد والابتكار.
وعددت الأستاذة الهدرتي، المجالات والقطاعات التي يعتبر المغرب رائدا فيها، مثل الزليج، الجبص، النحاس، الجلد، القفطان، الأحذية، الخزف، مواد التجميل المستخرجة من الزيوت، خاصة زيت أركان، الهندسة المعمارية، الطبخ المغربي، الديكور الداخلي، تنظيم الحفلات وغير ذلك. وأكدت أن المغاربة يمكن أن يبدعوا في مجالات أخرى، خاصة في التكنولوجيا لتسهيل الخدمات في النقل، الصحة ،التكوين إلى آخره.
وتميز اللقاء بحضور عدد من الأسماء البارزة في مجال ريادة الأعمال، من بينهم الأستاذ إبراهيم بولهرجان، والأستاذة نوال الريفي، والأستاذ سعيد رزاق. وقد قدّم هؤلاء المتحدثون شهادات حية حول تجاربهم في تأسيس وتطوير مشاريعهم، مع التركيز على التحديات التي واجهوها وكيفية تخطيها. ومن أبرز النقاط التي تم التطرق إليها خلال المداخلات، الاقتناع بالفكرة كخطوة أولى نحو نجاح أي مشروع، حيث أن الشغف والتصميم هما المحركان الأساسيان لتحقيق الأهداف، كما تم التأكيد على أهمية إجراء دراسة جدوى شاملة قبل الشروع في أي مشروع، وذلك لتقييم الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروع.
وأشار المتدخلون إلى أن التواصل الفعال مع العملاء والفاعلين في السوق يفتح آفاقا واعدة للمقاولة، مما يتطلب تطوير مهارات الاتصال والتعامل مع الآخرين. كما تم التأكيد على ضرورة تفويض المهام وعدم احتكار المسؤوليات، حيث أن العمل الجماعي وبناء فريق متجانس يعتبران من الركائز الأساسية لنجاح أي مشروع، مشددين على أهمية التكوين المستمر ومواكبة التطورات التكنولوجية، حيث أن العالم المتغير يتطلب دائما تحديث المعارف والمهارات.
وتم التركيز في ذات اللقاء، على ضرورة الابتعاد عن التقليد والجمود، والتركيز على الإبداع كأداة لتطوير المشاريع وضمان استمراريتها. وكانت أحد أبرز لحظات اللقاء عندما قدمت إحدى المتدخلات تجربتها في مجال ريادة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استعرضت كيف تمكنت من تطوير مشروعها الخاص في مجال المطاعم، وكيف واجهت التحديات وكسبت الرهان في سوق تنافسي للغاية. وقد ألهمت تجربتها الطلبة، حيث أظهرت أن الإصرار والعمل الجاد يمكن أن يقودا إلى تحقيق النجاح حتى في البيئات الأكثر تحديا.
وتميز اللقاء أيضا بمشاركة فعالة من قبل أعضاء نادي إدارة الأعمال والطلبة الحاضرين، طلبة الإجازة، الماستر والدكتوراه من مختلف الشعب، الذين أظهروا اهتماما كبيرا بموضوع الورشة. وقدموا العديد من الأسئلة والاستفسارات التي أثرت النقاش وأضافت بعدا جديدا للحوار. كما تم تسليط الضوء على أهمية العلاقة مع الإعلام والصحافة في تعزيز صورة المشاريع الناشئة وكسب الثقة في السوق.
وفي ختام الورشة، تم التأكيد على أن ريادة الأعمال ليست مجرد فكرة أو مشروع، بل هي رحلة تتطلب التخطيط الجيد، والإدارة الفعالة، والمرونة في مواجهة التحديات. كما تمت الإشادة بالجهود التي يبذلها نادي إدارة الأعمال في تعزيز ثقافة المقاولة بين الطلبة، وتشجيعهم على خوض غمار هذا المجال الواعد. هذا اللقاء، الذي جمع بين الخبرة العملية والطموح الأكاديمي، شكل خطوة مهمة في مسار الطلبة نحو تحقيق أحلامهم الريادية، وأكد على أن الإبداع والعمل الجاد هما المفتاح لتحقيق النجاح في عالم الأعمال المتغير.