دفعت التعبئة الكبيرة التي يقوم بها صيادلة الصيدليات لتنظيم وقفة احتجاجية حاشدة أمام مقر وزارة الصحة والحماية الاجتماعية غدا الثلاثاء، والتي تأتي تتويجا لخطوة حمل الشارة السوداء لعدة أيام، رفضا للمساس بمهنة الصيدلة والدفع نحو»الاختفاء القسري» للصيدليات، وكذا دفاعا عن الأمن الدوائي للمغاربة، الوزارة الوصية إلى المبادرة بدعوة أطراف نقابية صيدلانية بشكل انتقائي لاجتماع عاجل سعيا لكسر شوكة الغاضبين، حتى لايتحقق إجماع الصيادلة حول موضوع يهمهم جميعا.
اللقاء الذي يراه عدد من الصيادلة شكليا، والذي عملت الوزارة خلاله على دعوة أطراف صيدلانية دونا عن الأخرى في خطوة تكرّس لتوجّه «انتقامي» ضد كل «عصيان»، لم يفض إلى أي جديد بحسب مهتمين بالشأن الصيدلاني والدوائي، ولم يكن سوى استنساخا لاجتماعات شكلية ظلت خلاصاتها حبيسة الرفوف والأدراج ولم تجد طريقا طيلة كل السنوات الفارطة إلى التنزيل. هذا في الوقت الذي انتقدت فيه كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب رفضها للمنهجية التي تعتمدها الوزارة في التعاطي مع مقترحات الصيادلة، ووصفتها بأنها تعبّر عن «عقم واضح، حيث يتم تجاهل البدائل العملية والواقعية المقدمة استجابة لصوت القاعدة الصيدلانية»، مشددة على أن هذا الاجتماع «لم يأت بأي أجوبة على مخرجات اللقاء الذي تمت برمجته في 30 يوليوز والتي بقيت حبرا على ورق، شأنها في ذلك شأن خرائط الطريق التي لم تلتزم الوزارة بتنزيل مضامينها».
من جهته، أكد الدكتور حسن عاطش، رئيس الغرفة النقابية لصيادلة فاس بأنه في الوقت الذي كانت فيه القاعدة الصيدلانية تعبئ صفوفها لتنظيم وقفة «الكرامة» يوم 9 شتنبر «خرج علينا بعض الزملاء من ممثلي المركزيات النقابية، سواء عبر بلاغات رسمية موقعة، أو من خلال تصريحات على المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة لتقديم رواية «الحوار» مع الوزارة، وتبرير ما يمكن وصفه بالتراخي أو حتى التواطؤ في التعاطي مع الملف المطلبي للصيادلة». وأوضح عاطش بأن تلك الخرجات « لم تكن موفقة ولم تفلح في إزالة الغموض»، مضيفا بأن البعض «اعتبرها محاولات لتبرئة النفس وكسب تعاطف الإدارة، بل أنها زادت من الشكوك، ووضعت أصحابها في زاوية ضيقة».
وشدّد على أن ما تم تداوله هو عبارة عن «وقائع وحقائق كشفت عن المستور، وأكدت أن كل هذا مجرد «مسرحية» لنسف الحراك المهني، التي كشفت أكثر مما أخفت، وأكدت للقاعدة الصيدلانية بأنه لا جدية في الحوار، ولا إرادة في الإصلاح، وأن الحراك الميداني هو السبيل الوحيد لفرض المطالب المشروعة». هذا الموقف تبنّاه عدد من الفاعلين في الحقل الصيدلاني كذلك، الذين شددوا على أن وقفة الثلاثاء ستكون مناسبة للتأكيد على رفض الصيادلة للواقع المهين والقاتم الذي يتم رسمه للمهنة وللمهنيين، وللمصير الذي يتهدد فئة عريضة من الصيادلة الممارسين والأجيال القادمة كذلك، ويستهدف الأمن الدوائي للمغاربة الذين لم يعودوا يجدون الكثير من الأدوية الحيوية في الصيدليات، جراء تفعيل مرسوم لم تصاحبه تدابير ملموسة تحافظ على حقوق المواطنين والمهنيين على حدّ سواء.

