وزارة الصحة والحماية الاجتماعية: «كلها يلغي بلغاه» .. تسخير 30 ألف حقنة من لقاح المينانجيت لمواجهة الخصاص وسط تذمر واستياء «المعتمرين»

 

«سير حتى لغدا»، هكذا صرّح مواطنون من مختلف الأعمار للتعبير عن المعاناة التي وجدوها خلال الأيام الأخيرة، مشددين على أنها الجملة التي ظلت ترددها ألسنة عاملين في معهد باستور في مدينة الدارالبيضاء، كجواب عن التأخير الذي عاشوه وعاشوا معه معاناة متعددة الأشكال. مواطنون ومن أجل التمكّن من قضاء مناسك العمرة ترددوا على المعهد رغبة في الحصول على اللقاح ضد التهاب السحايا، وتسلم شهادة التلقيح التي تفيد بذلك، بالنظر إلى أنها أضحت وثيقة ضرورية لا يمكن السفر وولوج الأراضي السعودية في غيابها، منهم من قضى يوما كاملا ويومين، ومنهم من وجد نفسه يتردد على المركز لثلاثة أيام متعاقبة، دون أن يتجاوز الأبواب ويحصل على اللقاح لأسباب لم يجد لها المتضررون أي جواب.
مسنون، مرضى، نساء ورجال، من داخل مدينة الدارالبيضاء ومن خارجها، من مراكش وأكادير وفاس ومن مختلف المدن المغربية، حجوا إلى معهد باستور لتلقيح أنفسهم وتسلم «الورقة الصفراء»، وكانوا يعتقدون بأن الخطوة ستكون سلسة وبأن مصالح المعهد المختص قد اتخذت كل التدابير لاستقبالهم في ظروف إنسانية لا تمتهن وتحط من كرامتهم، فإذا بهم يجدون أنفسهم وسط طوابير طويلة، يتزاحمون ويتدافعون، منهم من سقط أرضا، ومن أغمي عليه، ومنهم من أصيب في كتفه أو ظهره، وغير ذلك من المشاق التي رافقت العملية، وسط هاجس الخوف من أن يتم تجاوز المدة الضرورية لأخذ التلقيح التي حددتها السلطات السعودية المتمثلة في أن يحصل المعتمر على اللقاح في مدة لا تقل عن 10 أيام لكي يستطيع دخول أراضيها.
حالة عارمة من الفوضى، زاد من حدتها سوء التنسيق، مما تطلب الاستعانة بعناصر الأمن والقوات المساعدة في مشاهد مؤسفة، إذ بالرغم من إشهار وزارة الصحة والحماية الاجتماعي للوائح أكدت أنها تتعلق بمراكز صحية يمكن للمواطنين التوجه نحوها للحصول على اللقاح كبديل عن معهد باستور لتخفيف الضغط عنه، إلا أن شهادات مواطنات ومواطنين أوضحت بأنهم امتثلوا للأمر وعادوا من حيث أتوا لطرق أبواب عدد من هذه المراكز لكنهم اصطدموا بجواب يفيد بعدم توفر اللقاح فيها؟
تيه وغموض وقلق، هي عناوين الحالة التي عاشها عدد كبير من المواطنين خلال الأيام الأخيرة، وهم يصطفون في طوابير ويتدافعون سعيا لولوج معهد باستور للحصول على لقاح، في ظل ظروف غير سليمة بتاتا، خاصة وبلادنا تعرف تفشيا للحصبة، الذي يعتبر مرضا شديد العدوى، وهو ما يعني أنه في حال كان هناك أحد المواطنين مصابا ببوحمرون أو أكثر، فإنه سيتسبب في نقل المرض لغيره، علما بأن هذه الوضعية تجعل المتتبعين يطرحون علامات استفهام عديدة، لأنه إذا كان الحصول على اللقاح ضد التهاب السحايا يمر في مثل هذه الأجواء، فكيف سيكون تدبير عملية التلقيح ضد الحصبة التي تدعو وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المواطنين لها؟
وعلاقة بالموضوع، علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر صحية بأن الوزارة الوصية على القطاع عملت على تسخير 30 ألف حقنة من اللقاح ضد المينانجيت انطلاقا من مساء الثلاثاء، من أجل ضخها في مخازن معهد باستور بكل من مدينة الدارالبيضاء وطنجة، وعلى مستوى مراكز صحية في مدن أخرى، في انتظار أن يتم استيعاب أعداد المواطنين المعنيين وتدارك ما فات.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 06/02/2025