في 9 شتنبر الجاري، قرر وزير خارجية البيرو، ميغيل رودريغيز ماكاي، تقديم استقالته من منصبه، معتبرا أن هذا القرار» لا رجعة فيه». ورغم أن ماكاي لم يشرح آنذاك الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة من منصبه، إلا أن وسائل الإعلام البيروفية وعددا من المحللين، ربطوا بين استقالته وانقلاب الرئيس البيروفي، بيدرو كاستيو، على القرار الذي تم اتخاذه قبل نحو شهر من ذلك، والقاضي بسحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية، الذي سبق أن اتخذه في شهر شتنبر 2021.
ميغيل رودريغيز ماكاي خرج عن صمته أمس، حيث أجرى حوارا صحفيا مع الجريدة الإلكترونية «Infobae» ، ليؤكد ما سبق أن ذهبت إليه وسائل الإعلام والمتتبعين بأن الموقف من الصحراء المغربية، كان على رأس الأسباب التي فجرت الخلاف بينه وبين الرئيس البيروفي ، والتي دفعت به إلى تقديمه استقالته، بعد 35 يوما فقط من تحمله هذه المسؤولية.
وفي هذا الإطار، قال رودريغيز ماكاي إن قرار سحب الاعتراف بما يسمى الجمهورية الصحراوية في غشت الماضي، كان الرئيس البيروفي هو من اتخذه، وأوضح قائلا: «لقد كان قرار بيدرو كاستيو، السياسة الخارجية يوجهها الرئيس، وزير الخارجية يطرح الأخطاء التي ارتكبت، إن الجمهورية العربية الصحراوية التي نصبت نفسها بنفسها ليست دولة، ولا يوجد اعتراف بها في القانون الدولي…لقد شرحت للرئيس ولحكومته أن الجمهورية العربية الصحراوية المعلنة من طرف واحد ،هي في الواقع نتيجة لعملية أعدتها البوليساريو بدعم من الجزائر، وأن الشعب الصحراوي يبلغ تعداده حوالي 400 ألف نسمة ، يوجد 360 ألفا منهم في الصحراء المغربية و40 ألف في تندوف بالأراضي الجزائرية، فأين هي الدولة الصحراوية ؟ فمن العناصر الأساسية لتشكيل دولة أن يكون لها شعب وأرض.»
وأضاف ماكاي أنه شرح الأمور إلى رئيس الجمهورية، الذي تفهمها وقال له بالحرف» «دعونا نمضي قدما» لتفعيل عملية سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية، وهو ما تم فعلا في غشت الماضي.
غير أن كاستيو سيعود يوم الخميس 8 شتنبر الجاري، عبر صفحته على تويتر، للانقلاب على هذا الموقف ويعلن عن تشبثه بالقرار الذي اتخذه السنة الماضية بالاعتراف بالجمهورية الوهمية، وهو ما سيرد عليه ماكاي اليوم التالي بإعلان استقالته من منصبه كوزير للخارجية.
وكانت استقالة ماكاي قد أثارت ردود فعل كبيرة داخل البيرو، خصوصا أنه رابع وزير للخارجية يقدم استقالته في غضون 14 شهرا، أي منذ تنصيب كاستيو رئيسا للبلاد، وهو ما يؤكد أن كاستيو لم يجد من يوافق على سياسته الخارجية، التي يطبعها التخبط، والتي تلحق ضررا كبيرا بمصالح البيرو ومكانتها في الخارج.