محمد المومحي : ما تقوم به الفيدرالية الديمقراطية للشغل هو بمثابة ملتمس رقابة سياسي ضد التوجهات الاجتماعية للحكومة
محمد العربي الخريم : ف.د.ش تعقد مؤتمرها بتطوان في سياق يتسم بالتضييق على الحريات النقابية وتقييد ممارسة الحق في الإضراب
لبنى الشنتوف : المرأة الفيدرالية تطمح إلى توسيع قاعدة مشاركتها في العمل النقابي وتعزيز أدوارها
أشاد الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل يوسف إيذي بالقدرات النضالية والطموح الجماعي والروح الوحدوية للفيدراليات والفيدراليين، لإنجاز المهام التنظيمية المطروحة على النقابة في المستقبل القريب، مؤكدا أن المحطة التنظيمية بتطوان تعطي درسا تنظيميا قويا، من خلال تظافر إرادة المناضلين والمناضلات لإنجاح عرس نضالي بهذا الحجم، وبهذا الحضور وبهذا الوعي النضالي، الذي حول الحمامة البيضاء إلى صقر كاسر .
وقال يوسف إيدي، خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية لأشغال المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بتطوان، المنعقد صباح أول أمس الأحد18 ماي الجاري بالمركز الثقافي بتطوان، بحضور عضو المكتب السياسي للحزب مصطفى عجاب، الكاتب الجهوي للحزب محمد المومحي، المنسق الإقليمي للحزب بتطوان حميد الدراق، أعضاء المكتب المركزي للفيدرالية، ممثلي الفيدرالية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ممثلي الأحزاب السياسية والنقابية والجمعوية بتطوان، وكذا المنظمات الحقوقية والنسائية والشبيبية، (قال ) إن «الفيدرالية الديمقراطية للشغل حريصة على الاستمرار في هذه الدينامية التنظيمية إلى حين استكمال هيكلة كافة التنظيمات المجالية قصد ضمان حركية وفعالية دائمة لقطاعات الفيدرالية، وأن هذه المحطات التنظيمية التي تنظم بمختلف أقاليم المملكة هي مناسبة لخلق أجهزة تنسيق حقيقية، تضمن الحد الأدنى من التنظيم، كما أن الهدف ليس تشكيل الجهاز الإقليمي فقط، وإنما خلق أجهزة فاعلة قادرة على أن تضمن اجتماعات دورية وأن تعزز التواصل بالقطاعات والمكتب المركزي وأن تتهيأ لكسب الاستحقاقات المقبلة» .
وتساءل إيذي: ماذا ينقص الفيدرالية الديمقراطية للشغل لتحصل على التمثيلية ؟ مشيرا إلى أن ما ينقص هو الإيمان بالقدرات على جلب هذه التمثيلية، والابتعاد عن نمطية الاشتغال التي كانت سائدة من قبل، يوضح إيذي في مقاربته لهذا السؤال .
«لا بد أن يكون مجهودنا التأطيري والتنظيمي ينصب على المزاوجة للحفاظ على قوتنا في القطاع العام، التي تظل أساسية بحكم أنه يمكننا من الكوادر والأطر النقابية، التي من خلالها ننجز عملية التأطير والمواكبة والحضور الميداني»، أورد يوسف إيذي مسجلا في السياق نفسه أن ،» هذا الاهتمام يجب أن ينصب على القطاع الخاص قصد انتزاع التمثيلية التي ننشدها»،معتبرا ذلك «مدخلا أساسيا لتعزيز الترافع على مختلف القضايا الاجتماعية التي تتعاطى معها الحكومة بظلم كبير «.
الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل عرج في كلمته خلال هذا المؤتمر الذي انعقد تحت شعار « نقابة مواطنة برؤية حداثية وعمق ديمقراطي «، وتميز بحضور قوي ووازن للفيدراليات والفيدراليين، على « القانون التنظيمي للإضراب» معتبرا «أن تمريره بهذا الشكل كان نتيجة للصمت والتواطؤ الذي وصفه بالمفضوح للأطراف التي كانت ضمن الحوار الاجتماعي»، واليوم يقول إيذي، « بقدر ما نجدد موقفنا الرافض لهذا القانون في شكله الحالي بقدر ما نحذر من تبعاته»، موضحا أنه « حينما تغلق على العمال والمأجورين إمكانية الاحتجاج، تظهر أشياء غير محسوبة النتائج، بحكم تجريد المؤسسات الدستورية من مهامها التأطيرية وعملها الميداني، وبالتالي يتم الدفع في اتجاهات أخرى لا تخدم مصلحة المقاولة والقطاع الخاص» .
وأشار إيذي إلى أن «القانون التنظيمي للإضراب، الذي تم إخراجه للوجود لا يضمن التوازنات المطلوبة بل يخلق وضعا خطيرا سوف تكون له تبعات خطيرة على المشهد الاجتماعي مستقبلا» .
وسجل إيذي خلال هاته المحطة التنظيمية بتطوان تنامي مظاهر العجز الاجتماعي للطبقة العاملة المغربية، متسائلا باستغراب كيف يتم التذكير من حين لآخر بـ 45 مليار سنتيم المخصصة للحوار الاجتماعي في حين يتم الصمت عن الملايير التي تقدمها الحكومة كدعم لأصحاب الصيد البحري وكذا ما أصبح يعرف «بالفراقشية» والرخص الخاصة بمقالع الرمال، والريع الذي يوزع يمينا ويسارا، والحكومة همها الوحيد هو سرد المبلغ المخصص للحوار الاجتماعي والزيادة التي استفاد منها رجال التعليم».
وتابع إيذي قائلا « نقر أن هناك مجهودات تبذل لكنها تظل محدودة مقارنة مع تكلفة العيش، وارتفاع الأسعار والمتطلبات الكثيرة التي تواجه الأجراء، كما أن هناك فئات عديدة لم تستفد»، في إشارة للمتقاعدين والمتصرفين والمهندسين».
إيذي انتقد بشدة ما تروج له الحكومة بخصوص الزيادات التي اعتمدتها في القطاع الخاص، معتبرا إياها غير صحيحة ،والإحصائيات التي تقدمها لا علاقة لها بالواقع بحكم الاستغلال البشع الذي يتعرض له العمال بالقطاع الخاص وشركات المقاولة، من ذلك عدم تصريح بساعات العمل لدى صندوق الضمان الاجتماعي، وكذا عدم تمكينهم من الحد الأدنى للأجور، بالإضافة إلى عدم إمكانية الاحتجاج على هذه التعسفات التي تطالهم. « .
إيذي حمل الحكومة مسؤولية الأوضاع الاجتماعية التي يمر منها المغرب،مشيرا إلى أنه لا مجال للهروب إلى الأمام،وتقديم حصيلة كأنها فتوحات غير مسبوقة،لأن الوضع الاجتماعي يكذب التصريحات الحكومية وما تقدمه اليوم كمنجزات، مؤكدا أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل تعتبر أن الترافع عن الشأن الاجتماعي وعلى أوضاع الشغيلة المغربية يمر لزوما بالنضال الجماعي للحصول على التمثيلية في الانتخابات القادمة.على غرار التمثيلية المحترمة التي نتوفر عليها في القطاع العام، والتي كنا جزءا من الحل الذي طال عددا من القضايا الاجتماعية، لكن في القطاع الخاص هناك مشاكل كثيرة بسبب عدم تحمل السلطة لمسؤوليتها في خلق مسافة مع جميع النقابات وضمان التنافس الشريف بينها «.
يوسف إيذي عاد ليجدد اعتزاز الفيدرالية الديمقراطية للشغل بالحليف الاستراتيجي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فعلاقتنا بهذا الحزب، يضيف إيذي، هي علاقة قوية بحكم أنه كان ولايزال حاضنا لتجربة الفيدرالية وداعما لها ولحضورها، وبنفس القدر عبر إيذي عن الاعتزاز الكبير بالمناضلات والمناضلين الذين لا يتقاسموننا نفس الانتماء السياسي معتبرا وجودهم وجودا موجها ومنبها لأي انزلاق الذي يمكن أن يطبع أداء( ف.دش) .
وجدد إيذي حرص الفيدرالية الديمقراطية للشغل على تثمين هذا التحالف الاستراتيجي بين النقابة وحزب القوات الشعبية، وفي نفس الوقت أكد حرص النقابة على جدلية النقابي والسياسي بما لا يمس بأي شكل من الأشكال باستقلالية ( فد.ش) الذي كان هو العنوان العريض لتأسيس البديل النقابي الديمقراطي الحداثي «.
كما جدد إيذي التزام (ف.د ش )بالقضايا الأساسية للبلاد، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية، منوها بالمجهودات المتميزة التي تقوم بها الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس.
هذا وفي ختام عرضه ندد إيذي بالمجازر الهمجية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة والضفة الغربية .معبرا عن التضامن المطلق واللامشروط للفيدرالية الديمقراطية للشغل مع الشعب الفلسطيني .
من جانبه نوه الكاتب الجهوي للحزب محمد المومحي بالحركة التنظيمية والنضالية التي تقوم بها الفيدرالية الديمقراطية للشغل ،مما جعلها تصنع الحدث في الميدان والشارع ومع الفئات الشعبية ،التي تناضل من أجل مطالبها وتطلعاتنا، واصفا هذا الحدث النقابي بالمتميز، لكونه يعطي نفسا جديدا للعمل النقابي، هذا الأخير، يضيف المومحي، كاد أن يكون في غرفة الإنعاش، لولا وجود الفيدرالية الديمقراطية للشغل والدينامية التي أطلقتها بقيادة شابة مؤمنة بالقيم الديمقراطية وبالعمل النقابي، التي من خلالها ناهضت البيروقراطية في النقابة وصنعت الحدث الديمقراطي في المؤسسات الديمقراطية .
و اعتبر المومحي المؤتمر الإقليمي لفد.د.ش بتطوان هو شكل من أشكال هاته الممارسة الديمقراطية، التي تجيب عن العديد من الأسئلة الحارقة والمقلقة لفئات عريضة من الأجراء، كما أنها بمثابة ملتمس رقابة سياسي ضد التوجهات الاجتماعية للحكومة .
وجدد المومحي دعم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقيادة الكاتب الأول إدريس لشكر لكافة المحطات النضالية والتنظيمية للفيدرالية الديمقراطية للشغل .
خاتما كلمته بالتأكيد على أن «حزب القوات الشعبية سيظل في طليعة التضامن والتحالف و التآزر مع الفيدراليات والفيدراليين».
وفي كلمة للاتحاد المحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بتطوان أوضح محمد العربي الخريم أن ف.د.ش تعقد مؤتمرها بتطوان في سياق يتسم بالتضييق على الحريات النقابية وتقييد ممارسة الحق في الإضراب، بعد تنزيل القانون المنظم لهذا الحق الذي اعتبره الخريم مخيبا لآمال وطموحات الشغيلة المغربية، وكل النقابات الجادة، داعيا إلى ضرورة التكتل من أجل النضال لتحسين وتجويد هذا النص مستقبلا.
ونوه الخريم بالترافع القوي ل ف.د.ش من أجل إقرار العديد من التعديلات التي شملت النسخة الأصلية للمشروع المقدم من طرف الحكومة .
وفي حديثه عن وضعية إقليم تطوان سجل الخريم أن هذا الأخير يتحرك بسرعتين، فعلى مستوى البنية التحتية عرف الإقليم ثورة مهمة أهلته ليكون عاصمة صيفية ملكية، وقبلة سياحية داخلية خصوصا خلال العطلة الصيفية، لكن على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، بضيف الخريم، فهناك تباطؤ كبير في إيجاد بدائل حقيقية وواقعية لفائدة ممتهني التهريب المعيشي، مسجلا ضعف الاستقطاب للوحدات الإنتاجية والصناعية القادرة على امتصاص البطالة وتوفير فرص الشغل للشباب، كما أن إغلاق العديد من الشركات أبوابها بدون سبب معقول خلف وراء ذلك مأساة اجتماعية كبيرة لدى الأسر التطوانية، يؤكد الخريم .
لبنى الشنتوف، في كلمة لها نيابة عن المرأة الفيدرالية، عبرت عن اعتزازها بالانتماء للفيدرالية الديمقراطية للشغل في ظل قيادة شابة في شخص يوسف إيذي، الذي زاد من توهجها وتلميع صورتها بين المكونات النقابية بالمغرب .
وأوضحت الشنتوف أن ف.د.ش كمنظمة ديمقراطية حداثية وتقدمية عرفت منذ التأسيس اهتماما بالغا بقضايا المرأة وانكبت على الدفاع عن قضاياها وحقوقها، وجعلت صوت المرأة الفيدرالية حاضرا في أغلب الأجهزة التقريرية والتنفيذية سواء المركزية أو المجالية، مشددة على أن المرأة الفيدرالية تطمح إلى توسيع قاعدة مشاركتها في العمل النقابي وتعزيز أدوارها لتقلد أدوار قيادية في هياكلها، ومواجهة كل التحديات المنتظرة، وطالبت الشنتوف بتسطير برامج توعوية وتكوينية لتعزيز قدرات ومهارات النساء وتأهيلهن للعب أدوار أساسية في الشأن النقابي، وتذليل الصعاب التي تعترضهن للمشاركة فيه.
اعتراف وتكريم
عرفت أشغال المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بتطوان، المنعقد صباح أول أمس الأحد18 ماي الجاري بالمركز الثقافي بتطوان، لحظات حميمية ومؤثرة تجلت في تكريم العديد من مناضلي الفيدرالية الديمقراطية للشغل بتطوان منهم من قضى نخبه ومنهم من لا يزال مستمرا في العطاء النضالي والتنظيمي، الأمر يتعلق بنور الدين فاتح، الحاج أحمد ملوي، يوسف فرسيون، خليل الحضري، عز الدين الشطاطبي، حفيظة الشيخي، لحسن لقليعي، عبد الله الورياشي، فاطمة الغزواني، فكري محمد، عبد الله برخيص، إحسان احلوان، ابتسام الهيسوف، حميد بلحسن، البزراتي أحمد، عبد اللطيف بوحلتيت، حميد الدراق ، محمد السوعلي . حيث قام الكاتب العام للفيدرالية يوسف آيذي، ومصطفى عجاب عضو المكتب السياسي للحزب، والكاتب الجهوي للحزب محمد المومحي وأعضاء المكتب المركزي لفدش بتقديم دروع التكريم للمحتفى بهم وسط تصفيقات حارة من طرف الفيدراليات والفيدراليبن الذين غصت بهم قاعة المركز الثقافي بتطوان، هذا العرس الفيدرالي قام بتنسيق فقراته حمزة الإبراهيمي.