وسط ضعف أعداد المتخصصين والمرافق الصحية والاجتماعية الخاصة بهذه الفئة: أمراض الشيخوخة تؤثر على جودة حياة حوالي 5 ملايين مسنّ ومسنّة

 

تشير التقديرات إلى أن عدد المسنين في المغرب يتراوح ما بين أربعة ونصف وخمسة ملايين مسنّ ومسنّة، وهو الرقم المرشح لمزيد من الارتفاع بسبب ارتفاع أمد الحياة والتغير في العوامل الديموغرافية، وفقا لمجموعة من المختصين، الذين يؤكدون أن الأشخاص الذين يوجدون ضمن هذه الفئة العمرية يحتاجون إلى رعاية صحية شاملة، بحكم الأمراض المختلفة التي يكونون عرضة لها، سواء العضوية منها أو النفسية، وإلى مواكبة اجتماعية، بسبب مجموعة من المتغيرات المجتمعية التي قد تؤثر على معيشهم اليومية.
أمراض الشيخوخة، أكد الدكتور مصدق مرابط في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنها تتعدد ويمكن تسجيلها انطلاقا من 60 سنة، مبرزا أن المسن قد يعاني من مرض واحد على الأقل، خاصة بالنسبة للأمراض المزمنة، وقد يكون مصابا بمجموعة أمراض، وهو ما يعني تكفلا أكبر وضرورة توفير رعاية صحية شاملة، مشددا على أن من الصعوبات الأساسية التي يتم تسجيلها في هذا الباب، ضعف عدد المختصين في طب الشيخوخة، سواء تعلق الأمر بالأطباء أو الممرضين، ونفس الأمر بالنسبة للمصالح المختصة وللمرافق الاجتماعية بشكل عام الموجهة لهذه الفئة.
وأوضح الدكتور مصدق، وهو طبيب عام، في تصريحه للجريدة، أن المسنين سواء انطلاقا من 60 أو 70 سنة، وهو التصنيف الذي يتم اعتماده حسب وضعيتهم الصحية، يكونون عرضة للعديد من الأمراض، كما هو الحال بالنسبة لأمراض القلب والشرايين، والضغط الدموي والسكري، وأمراض المفاصل والعظام، إضافة إلى أمراض الجهاز الهضمي، فضلا عن الخرف والباركنسون، وانتفاخ البروستات والسلس البولي وغيرها من الأمراض الأخرى. وشدد المتحدث على أن الاهتمام بهذه الفئة يعتبر أولوية صحية واجتماعية ودستورية، بالنظر إلى ما ينص عليه دستور المملكة حين يدعو إلى سن سياسات عمومية موجهة للمسنين، مؤكدا أن هناك ضعفا كبيرا في توفير الاحتياجات الصحية والاجتماعية لهذه الفئة التي لها خصوصياتها، والحال أنها على المستوى الصحي، مثلا، يتم التعامل معها في كثير من الحالات على قدم المساواة مع فئات عمرية أخرى.
وشدد الدكتور مصدق على أن وزارة الصحة خلال مختلف الحكومات المتعاقبة سطرت مجموعة من البرامج التي أدرجت مشاكل تعانيها فئات اجتماعية كذوي الاحتياجات الخاصة، والإشكاليات الصحية المرتبطة بالأم والأطفال وكذا التي تخص المسنين، لكنها لم تعرف كلها نفس الحضور والقوة في التعاطي والتنزيل، خاصة بالنسبة للمسنين، وهو ما يفرض سياسات عمومية موجهة لهذه الفئة تحديدا تتسم بالوضوح وتلتقي في ما بينها، من أجل برنامج عمل متكامل يهمّ الاهتمام بهذه الفئة والحفاظ عليها والتخفيف من وقع الأمراض والأعطاب الاجتماعية عليها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/10/2022