وصل عددها إلى 15 تمثيلية دبلوماسية بالأقاليم الجنوبية : افتتاح قنصليتين جديدتين لزامبيا ومملكة إيسواتيني بالعيون

افتتحت جمهورية زامبيا، الثلاثاء، قنصلية عامة لها بالعيون، تعد ثامن تمثيلية دبلوماسية يتم تدشينها بعاصمة الصحراء المغربية، خلال مدة لا تتجاوز السنة.
وترأس حفل افتتاح هذه القنصلية، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية الزامبية، شالوي لومبي.
يذكر أن مدينة العيون، عرفت منذ متم العام الفارط، دينامية دبلوماسية مشهودة بتدشين قنصليات لجزر القمر المتحدة، والغابون وساو تومي وبرنسيب، وجمهورية إفريقيا الوسطى وكوت ديفوار وبوروندي، فضلا عن إسواتيني .
وقال الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية الزامبية، شالوي لومبي، إن افتتاح قنصلية عامة لجمهورية زامبيا بالعيون يأتي لتكريس دعم هذا البلد الواقع جنوب القارة الفريقية للوحدة الترابية للمغرب ولسيادته على صحرائه. وشدد لومبي خلال لقاء صحافي أعقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على «أن زامبيا تجدد تأكيد موقفها الثابت بخصوص حق المغرب في وحدته الترابية وسيادته على صحرائه. وأن افتتاح هذه القنصلية العامة اليوم، يمضي وفق هذا المنطق»، معبرا عن امتنانه لجلالة الملك وللشعب المغربي على الدعم الهام الذي قدمته المملكة لبلاده في أوج تفشي الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا، مذكرا بزيارة جلالة الملك إلى زامبيا في فبراير من سنة 2017، والتي تكللت بالتوقيع على 19 مذكرة تفاهم في الميادين المتصلة بالمشاورات الدبلوماسية، والاقتصاد، والعلوم، إضافة إلى التكنولوجيا والتعليم والمعادن والمالية والسياحة.
وكانت مملكة إيسواتيني، افتتحت أيضا الثلاثاء، قنصلية عامة لها بالعيون، وترأس حفل افتتاح هذه القنصلية وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة ووزيرة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي بمملكة إيسواتيني، توليسيل ادلادلا.
وقالت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمملكة إيسواتيني، توليسيل دلادلا، إن افتتاح قنصلية عامة لمملكة إسواتيني بالعيون «قرار سيادي للتضامن ودعم» حقوق المغرب من أجل وحدته الترابية وسيادته على صحرائه».
وأكدت دلادلا في لقاء صحافي مشترك أعقب مباحثاتها مع ناصر بوريطة، على هامش حفل تدشين تمثيلية بلادها الدبلوماسية بالعيون، أنه «باتخاذنا للقرار السيادي المتمثل في فتح قنصلية هنا بالصحراء المغربية، نود أن نجدد التأكيد، بطريقة سياسية ودبلوماسية وقانونية، على دعمنا لموقف المغرب بخصوص هذه القضية».
وأوضحت الوزيرة الإسواتينية أن زيارتها للعيون التي تشكل «منعطفا تاريخيا» في تعزيز العلاقات الثنائية، تروم تجديد تأكيد موقف بلادها الثابت بشأن مغربية الصحراء، مشيرة إلى أن تدشين هذه القنصلية سيعطي زخما قويا «للعلاقات التاريخية المتينة» التي تربط المملكتين، بفضل رؤية وتوجيهات قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك مسواتي الثالث. وأضافت دلادلا أن هذا «الحلف الأخوي» يهدف إلى الدفع بالتعاون السوسيو-سياسي والاقتصادي الثنائي، و»الدفاع بشكل ثابت عن ثقافتي وقيم البلدين الإفريقيين». واعتبرت أن القرار السيادي بفتح سفارة بالرباط الاثنين، وقنصلية بالعيون أول أمس الثلاثاء «مستلهم من هاته الرؤية المشتركة لعاهلي البلدين».
وأكدت أن تدشين تمثيلية قنصلية في هذا «الجزء الذي لا يتجزء من تراب المغرب» سيكون له دور محوري في توطيد العلاقات الودية القائمة بين قائدي البلدين، وحكومتيهما وشعبيهما الصديقين.
من جهته أكد ناصر بوريطة أن تواصل افتتاح قنصليات دول صديقة وشقيقة بالعيون والداخلة، يعد ثمرة من ثمار السياسة الإفريقية السديدة لجلالة الملك، وشدد بوريطة خلال لقاء صحافي أعقب مباحثاته مع وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمملكة إيسواتيني، توليسيل دلادلا، والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية الزامبي، شالوي لومبي، بمناسبة افتتاح قنصليتي هذين البلدين بالعيون، على أن «الدبلوماسية المغربية تجني ثمار السياسة الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس»، مشيرا إلى أنه «خلال عشرين سنة، انبنت هذه السياسة الملكية السديدة على المبادرة والتضامن وربط القول بالفعل، وتأسست على شراكات مثمرة يستفيد منها الجميع».
وأوضح بوريطة أن هذه الرؤية الملكية «جعلت المغرب شريكا ذا مصداقية، وذا حضور وازن داخل الاتحاد الإفريقي والمؤسسات الإفريقية برمتها».
وأضاف بوريطة أن «شراكاتنا لم تعد تقتصر على محيط المملكة القريب، بل امتدت إلى دول من أقصى جنوب القارة، وتنبني على نفس مبادئ التعاون والمصداقية والصداقة المثلى»، مشيرا إلى أن العديد من دول القارة تعتبر المغرب شريكا يمكن التعويل عليه.
وأفاد بوريطة بأن عدد القنصليات بلغ بالأقاليم الجنوبية للمملكة ما مجموعه 15 قنصلية، 8 منها بالعيون و 7 بالداخلة، لافتا إلى أن كل مناطق القارة الإفريقية ممثلة بالصحراء المغربية من خلال ست دول من غرب القارة، وخمس من وسطها، إضافة إلى ثلاث دول من جنوب القارة الإفريقية ودولة من شرق إفريقيا.
وبعد أن أوضح أن فتح قنصليتين لكل من مملكة إسواتيني وجمهورية زامبيا يأتي امتدادا للسياسة الإفريقية لجلالة الملك محمد السادس، وانفتاحه على منطقة إفريقيا الجنوبية، وذكر بزيارة جلالة الملك إلى جمهورية زامبيا في فبراير 2017، والتي مثلت «نقطة تحول في العلاقات الثنائية التاريخية مع زامبيا».
وأكد أن كل هذا الزخم «يمضي في اتجاه دعم مغربية الصحراء غير القابلة للتفاوض أو للنقاش»، مشيرا إلى أن «الصحراء مغربية بالتاريخ وبالقانون وبرغبة الساكنة، وبالاعتراف الدولي من خلال تعبير هذه الدول عن دعمها لمغربية الصحراء».
وأضاف بوريطة أن المغالطات لن تغير هذا الواقع، ولا حتى الضجيج الذي يثار، مؤكدا أن التوجه الواضح اختارته ساكنة المنطقة التي تعيش على وقع تنمية مشهودة.
وأشار إلى أن سكان المنطقة يدبرون شؤونهم بطريقة ديمقراطية مما يعزز شرعية القضية وعدالة مطالب المملكة، مشددا على أن الأمم المتحدة تعترف للمنتخبين في الأقاليم الجنوبية بأدوارهم كمحاور وممثل شرعي للساكنة.
وفي معرض حديثه عن المساعدات الإنسانية التي أمر جلالة الملك محمد السادس بإرسالها إلى دول إفريقية صديقة وشقيقة لمواجهة تفشي فيروس كورونا، أشار الوزير إلى أن كلا من مملكة إسواتيني وجمهورية زامبيا كانتا من بين هذه الدول التي استفادت من هذه «الالتفاتة الملكية ومن هذا الدعم التضامني الذي تجلى في مواد طبية ووقائية من فيروس كوفيد-19»، مؤكدا أهمية هذه «الالتفاتة الملكية التضامنية» ودورها في تعزيز التعاون الإفريقي.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي وكالات

  

بتاريخ : 29/10/2020