وضعية وباء كورونا في شهره الثالث بإقليم الجديدة

بؤرة وحدة إنتاجية ترفع أرقام الإصابة واستمرار اليقظة ييسر التحكم في الوضع

 

عرفت حصيلة جائحة كورونا كوفيد 19 على مستوى إقليم الجديدة ، على مدى شهرين من أول إصابة مؤكدة ظهرت بتاريخ 27 مارس 2020 بتراب جماعة سيدي علي بن حمدوش ( حوالي 21 كلم شمال الجديدة ) تسجيل ما مجموعه 36 حالة إصابة بالفيروس ، شفي منها 13 مصابا وتوفي شخصان ( رجل وامرأة ) ، كما انحصر تسجيل الحالات على مستوى تسع جماعات ترابية من أصل 27 جماعة ، وهي بلدية الجديدة وبلدية آزمور والجماعات القروية سيدي علي بن حمدوش ومولاي عبد الله وأولاد حسين ومتوح وأولاد افرج وسيدي إسماعيل وسبت سايس ، في حين عرف الإقليم خلال الشهر الثالث ( ما بين 29 ماي و29 يونيو ) ارتفاعا مقلقا في عدد الإصابات بسبب بؤرة وحدة إنتاجية بتراب جماعة مولاي عبد الله.

إجراءات تحريك العجلة الاقتصادية

ضمن الإجراءات العملية لتحريك العجلة الاقتصادية بالإقليم ، تم التوجيه باستئناف نشاط الأسواق القروية الأسبوعية ، حيث كان سوق سبت أولاد احسين ( 20 كلم شرق جنوب الجديدة) أول الأسواق التي استأنفت أنشطتها جزئيا يوم السبت 30 ماي من خلال فتح السوق لبيع المواشي والدواجن مع الحرص على الالتزام بالشروط المطلوبة للوقاية واتخاذ السلطات المحلية لجميع الترتيبات والتدابير الوقائية الضرورية ، وهو ما مكن الكسابة والفلاحين من إمكانية بيع وشراء المواشي والدواجن والتبضع في ظل استمرار حملات التوعية والتحسيس بضرورة التقيد بمستلزمات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والنظافة ، كما سمحت السلطات بفتح بعض المحلات التجارية التي تطل مباشرة على الشارع تفاديا للممرات الضيقة وإمكانية عدم وجود مساحات تسمح بتوفر شرط التباعد الاجتماعي وتوفر شرط التهوية إضافة الى تفادي ما يمكن أن يشكله ضيق مساحة المتاجر من خطر التقارب .

تصنيف الإقليم 1 و2
جعل البلاغ المشترك الأول لوزارة الداخلية ووزارة الصحة الذي يتضمن تصنيف العمالات والأقاليم إلى منطقتين اثنتين ( المنطقة 1 والمنطقة 2 ) ابتداء من 11 يونيو، إقليم الجديدة في المنطقة 2 قبل أن يندرج ضمن المنطقة 1 وفق البلاغ المشترك الثاني ،وذلك بناء على خلاصات التتبع اليومي لتنزيل المرحلة الأولى من “مخطط تخفيف الحجر الصحي” ابتداء من 24 يونيو 2020 عند منتصف الليل ، حيث دبت الحركة بشكل كبير في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، ففتحت المقاهي أبوابها للزبناء بمعايير الوقاية والاحتراز ، ونفس الشيء بالنسبة للمحلات التجارية من مختلف الأصناف ، وتدفق الناس على شاطئ الجديدة وشاطئ سيدي بوزيد تحت المراقبة الشديدة للسلطات المحلية التي واكبت ذلك بحملاتها التحسيسية والتوجيهية.

الإصابات الجديدة
شهد الإقليم خلال الشهر الثالث ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة بفيروس كورونا ، حيث تم تسجيل ما مجموعه 132 حالة استحوذت فيها بؤرة إحدى الوحدات الصناعية بالقرب من الجرف الأصفر على العدد الأكبر من المصابين ، فيما توزع الباقي على مخالطي مصابي هذه الوحدة ، كما توزعت مناطق إقامة المصابين ما بين جماعة مولاي عبد الله التي كان فيها العدد الأكبر منهم بحكم سكنهم فيها على مقربة من الوحدة الصناعية التي يشتغلون فيها ، ثم مدينة الجديدة وإصابة واحدة بمدينة آزمور لمعلم سباحة . كما عرف هذا الشهر إنجاز مجموعة من التحاليل المخبرية الاستباقية أو تلك التي تستهدف مخالطي المصابين بالفيروس كانت في مجملها سلبية وهمت 150 عاملا بالوحدات الإنتاجية بالحي الصناعي بالجديدة و28 من مخالطي مصابي سيدي إسماعيل وأولاد احسين و127 من سائقي سيارات الأجرة بصنفيها الصغير والكبير و100 مخالط لمصابي الوحدة الصناعية بالجرف الأصفر الذين تأكدت إصابة 6 منهم بالعدوى ، كما همت التحاليل المخبرية الاستباقية لاعبي فريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم وطاقم الفريق وعدد من رجال الأمن الوطني وبضعة أشخاص بجماعة مولاي عبد الله كانوا قد قدموا من مدينة الدار البيضاء، إضافة إلى عمال مجموعة من الوحدات الصناعية والإنتاجية بالجديدة والجرف الأصفر …

بؤرة الوحدة الإنتاجية
بالرغم من كون إحدى الوحدات الصناعية بتراب جماعة مولاي عبد الله شكلت بؤرة حقيقية للوباء ، إلا أن سرعة التدخل ساهمت في احتواء هذا المستجد ، حيث أكدت التحاليل المخبرية التي أجريت للعاملين بالوحدة إصابة 92 شخصا ، وهو ما رفع من منسوب حالة الاستنفار لدى السلطات الإقليمية والسلطات الصحية التي عملت من أجل احتواء البؤرة والحيلولة دون توسع دائرة الإصابة في صفوف المخالطين الذين قامت بحصر أعدادهم وإخضاعهم للحجر الصحي والمنزلي ، كما وفرت السلطات وحدات سياحية واجتماعية بتراب جماعة مولاي عبد الله لإقامة الملزمين بالخضوع للبرتوكول الجديد المعتمد في العلاج وأيضا للاستفادة من فترة النقاهة تحت المراقبة الطبية بالنسبة للمتعافين ، إضافة إلى المجهودات المبذولة على مستوى توفير وسائل نقل المصابين ( حافلات وسيارات إسعاف ) سواء من مقرات سكنهم إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة الجديدة أو منه إلى المستشفى العسكري الميداني بابن سليمان ، وكذلك من هذا الأخير إلى المقرات التي تم تخصيصها للمتعافين أو الذين عليهم استكمال العلاج وفق البروتوكول الجديد المعتمد .

استمرار تسجيل حالات التعافي
خلال ذات الفترة تم تسجيل 43 حالة تماثل للشفاء منها 25 من مصابي بؤرة الوحدة الإنتاجية بالجرف الأصفر تم نقلهم من المستشفى العسكري الميداني بابن سليمان إلى أحد مراكز الاصطياف بتراب جماعة مولاي عبد الله لاستكمال العلاج وامضاء مدة 14 يوما كفترة للنقاهة قبل عودتهم الى بيوتهم . وتوزعت أيام الإعلان عن حالات الشفاء على أيام السبت 30 ماي بتسجيل حالتي شفاء ، ويوم فاتح يونيو بالإعلان عن شفاء 6 حالات ، ويوم3 يونيو بشفاء ثماني حالات ، ويوم 4 يونيو بالإعلان عن حالتي شفاء ، ويوم 6 يونيو غادرت امرأة المستشفى لاستكمال العلاج في البيت وفق البرتوكول الجديد ، ويوم 26 يونيو غادر 7 من مصابي الوحدة الإنتاجية بالجرف الأصفر المستشفى العسكري بابن سليمان وإلحاقهم بأحد مراكز الاصطياف بتراب جماعة مولاي عبد الله لاستكمال العلاج وإمضاء مدة فترة النقاهة بها ، ويوم 27 يونيو غادرت دفعة ثانية مكونة من 18 فردا من مصابي ذات الوحدة الإنتاجية مستشفى ابن سليمان مع إلحاقهم بأحد مراكز الاصطياف لاستكمال العلاج وامضاء مدة 14 يوما كفترة للنقاهة قبل عودتهم الى بيوتهم.

أيام «صفر حالة «
لم يعرف الإقليم خلال 21 يوما – ولو بشكل متفرق – تسجيل أية إصابة بالفيروس ، ما يعني أن أيام « صفر حالة « تخللت معظم أيام الشهر الثالث بفضل وعي المواطن والتزامه بتنفيذ إجراءات الحجر الصحي، وكذا يقظة السلطات الإقليمية والصحية والحملات التحسيسية التي تواصلت ، بالموازاة مع حملات التعقيم التي شملت أزقة وشوارع وفضاءات مدن الجديدة وآزمور والبئر الجديد والمراكز شبه الحضرية والقروية ، لدرجة أنه كانت تمر أحيانا أربعة أو خمسة أيام دون تسجيل أية حالة ، مثل الأيام ما بين فاتح و4 يونيو ، والأيام ما بين 12 و16 يونيو …
واعترافا بمجهودات دعم ومساندة الطواقم الطبية العسكرية للأطر المدنية ، تم يوم الأربعاء 10 يونيو تنظيم حفل عرفان وتكريم للأطر الطبية العسكرية التي حلت بالاقليم منذ بداية الوباء .

بين الاستشفاء وإتمام العلاج والنقاهة
شكل المستشفى العسكري الميداني بابن سليمان الوجهة الرئيسية التي ينقل إليها المصابون من إقليم الجديدة ، حيث بمجرد التأكد من الإصابة ، تعمل السلطات الإقليمية والصحية على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لنقل المصابين إليه ، ومنه إلى مراكز إتمام العلاج ومراكز فترة النقاهة ، عبر توفير وسائل النقل الضرورية وفق ما يقتضيه التعامل مع الحالات ، كما شكلت الوحدات السياحية والاجتماعية بكل من مدينة الجديدة ومولاي عبد الله مراكز لقضاء فترات إتمام العلاج بحسب البروتوكول الجديد، أو لقضاء فترة النقاهة المحددة في 14 يوما بعد التماثل للشفاء، ضمانا للتعافي التام من الوباء …


الكاتب : عبد الكريم جبراوي

  

بتاريخ : 03/07/2020