وفاة الكاتبة الإيرانية مريم حسينيان

توفيت الكاتبة الإيرانية مريم حسينيان عن عمر يناهز الخمسين عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
وُلدت حسينيان في مشهد عام 1974، وكانت إحدى المؤسسات البارزات لـ جائزة القصص الإيرانية الوطنية، التي استضافت مدينة مشهد عدة دورات منها.
يُعد كتابها الأخير، «هاتي لي صوفاً في الربيع»، الذي صدر عام 2010، من أبرز أعمالها وقد رُشح لجائزة مؤسسة هوشنك كلشيري المرموقة. كما تشمل أعمالها الأخرى مجموعة القصص القصيرة «حية أم إصبع»، وإعادة إنتاج قصص «منطق الطير» الموجهة لليافعين.
من أعمالها القصصية:
حتماً كان البستاني ذو السراويل الفضفاضة والأحذية المطاطية، واقفاً وسط العشب يسقي الزهور. قلتُ فقط: «يا سيدي، هناك جرادة ضخمة في مدخنة المدفأة بالمكتبة». كان هو الذي ضحك بتلك الأسنان الكبيرة الصفراء وتبِعني. لم أُلحّ. عندما سحق الجرادة في يده، انقبض قلبي وتسمّرت عيناي على وجهه. قلت: «يا سيدي، طرف أنفك اصفرّ». بتلك اليد التي سُجنت فيها الجرادة، مسح أنفه وضحك مرة أخرى. كنا قد ودّعنا بعضنا البعض، وبدأت أنسى أنه ذات يوم كانت هناك جرادة كبيرة في مدخنة المدفأة وأن طرف أنف البستاني قد اصفرّ. حتى أنني لم أتذكر أن الزهور الصفراء كريهة الرائحة ومسببة للحساسية، وأنه لا يوجد أحمق يحب رائحتها.
كان أحدهم يطرق نافذة المكتبة. كنت أقرأ للأطفال كتاب «هدايا الأخيار» وأحكي لهم عن الخياطة العجوز التي كانت تخيط ألحفة جميلة للفقراء والصالحين. لاحظت معصومة الصوت. نظر بقية الأطفال أيضاً. ظننت أنه ساعي البريد وقد أحضر أوراق الإدارة. التقطت القلم الأزرق واتجهت نحو الباب. كان هو، يرتدي بنطال جينز وحذاء رياضياً أبيض. كان يحمل ملفاً أسود وينظر إليّ ورأسه مائل. فقط لكسر الصمت قلت: «كنا نقرأ قصة الخياطة العجوز». ضحك بأسنانه الكبيرة وقال: «إذن، جئت في الوقت المناسب». سألت: «أنت؟» قال: «أنا تلك الجرادة التي كانت في مدخنة المدفأة، وأصبحت الآن أميراً». صرخت: «يا أطفال، يا أطفال، الأمير جاء». لمست معصومة ملفه. انحنت زهراء وفكت رباط حذائها. وقفت أفسانه على أطراف أصابعها وأخذت قلم الحبر من جيبها. قلت: «يا أطفال، ماذا نفعل بالأمير؟» قالت معصومة: «يا آنسة، تزوجيه». كانت الحديقة أمام المكتبة مليئة بالزهور الصفراء كريهة الرائحة. قلت: «إذا تزوجتك، هل تعدني ألا تشم الزهور الصفراء بعد الآن؟» وضع ملفه تحته وجلس بجانب الحديقة. وكأنه سيتخذ قراراً مهماً، قال: «لا!» صرخ الأطفال: «يا آنسة، جربي مرة أخرى. مثل الخياطة العجوز التي اختبرت الملك». وقفت فوق رأسه وقلت: «شرط زواجي منك هو… هو…» نهض ووقف أمامي: «لكني لم أطلب منك أن تتزوجيني. جئت لأطلب منك أن تصبحي جرادة أيضاً ونذهب وسط الزهور الصفراء». صرخت. لم أفهم نفسي لماذا. قالت أفسانه: «يا آنسة، من فضلك وافقي. اذهبي معه. نعدك أننا سنقرأ الكتاب حتى النهاية بأنفسنا». لم أرد أن أتخذ قراراً. ماذا لو علقت يوماً في مدخنة المدفأة؟ لم يكن ليستطيع إنقاذي. ثم لربما يقتلنا والد معصومة أو أفسانه بأحذيته المطاطية. لم أنظر خلفي. عرفت أنه لم يعد هناك. لربما كان ينظر إليّ من وسط الزهور الصفراء. بدأت أنسى أنه ذات يوم جاء أمير لزيارتي وطلب مني أن أصبح جرادة. حتى أنني لم أتذكر أنني لم أسأله لماذا كان عليّ أن أصبح جرادة


بتاريخ : 02/08/2025