خلف سقوط دزينة من الزجاج فوق رؤوس عمال تابعين لشركة تنجز أعمالا لفائدة المكتب الوطني للسكك الحديدية بمحطة الرباط المدينة، إصابة جد بليغة في صفوف عاملين مكلفين بنقل الزجاج لاستعماله في إكمال الأشغال الجانبية بالمحطة من الجهة المقابلة لمجلس المستشارين، مما أدى إلى وفاتهما.
وعاينت الجريدة مباشرة محاولة العمال إنقاذ زميليهم في جو رهيب، وسط البكاء الهستيري لعشرات العمال المكلومين في صديقين، قالت مصادر إن أحدهما حديث العمل بالشركة صاحبة الورش.
هذا وحاول بعض العمال المكلومين منع الصحفيين من التصوير بطريقة عنيفة كان يمكن أن تتطور إلى مالا تحمد عقباه لولا تدخل رجال الأمن المتواجدين قرب مكان الواقعة والمكلفين بحماية المؤسسة التشريعية، وبأعداد كبيرة، وتعرض بعضهم لإصابات خفيفة خلال جهودهم للحيلولة دون تسجيل أية إصابة في صفوفهم.
وارتباطا بالموضوع عبر عدد من العمال عن سخطهم وتخوفهم من أن لا تكون وضعية الضحيتين مسواة قانونيا، خاصة التأمين.
وحل بعين المكان عدد من المسؤولين التابعين للمكتب الوطني للسكك الحديدية لمعاينة الحادث، فيما حضرت مختلف الأجهزة الأمنية لعين المكان لضبط وفتح تحقيق حول ما جرى.
ومازالت الأشغال متوقفة بعد الحادث، إذ وفي حدود الأمس صباحا لم يظهر أثر للعمال الذين ذهبوا لتشييع أحد الضحيتين المنحدر من الرباط، فيما قالت مصادر إن الآخر من مدينة الراشيدية، وفي انتظار نتائج التحقيق في هذا الورش الذي يشكل لغزا محيرا شأنه شأن باقي الأوراش التي تعرفها المحطات الخاصة بالمسافرين، والتي كلفت ميزانيات ضخمة تزاول عملها بعد افتتاحها الرسمي في حين مازالت الأشغال قائمة وتشكل خطرا حقيقيا على مرتادي خدمات السكك الحديدية، ولعل من النماذج الملفتة للنظر محطة البيضاء المسافرين التي تطلب أمر ما سمي باعادة هيكلتها هدم فندق قائم وتشييد آخر على بعد أمتار، في الوقت الدي لم يتم إضافة ولو متر واحد في خطوط السكك الحديدية.