المعتدي حديث الخروج من السجن والزوج يوجد تحت الرعاية الطبية
في تطور مأساوي لجريمة الاعتداء الدموي التي هزت منطقة أم الربيع بإقليم خنيفرة، فارقت السيدة (أ. ع) الحياة، صباح الأحد 6 أبريل 2025، متأثرة بالإصابات البليغة التي تعرضت لها، وكانت هذه الضحية قد نقلت إلى المستشفى الجهوي لبني ملال، لتلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أربعة أيام من حادث الاعتداء الذي كان قد استهدف الضحية وزوجها الذي لا يزال يخضع للعلاج تحت الرعاية الطبية بمستشفى 20 غشت بالدارالبيضاء.
وكانت منطقة أم الربيع بإقليم خنيفرة، وبالتحديد في «تبركانين»، قد عاشت بعد زوال الأربعاء 2 أبريل 2025، على وقع اعتداء دموي خطير هز الرأي العام المحلي، حيث أقدم شخص حديث الخروج من السجن على تنفيذ هجوم عنيف باستخدام الحجر والسلاح الأبيض، متسببا في إصابات بليغة لزوجين من سكان المنطقة عمد إلى استهدافهما في مشهد يعكس وحشية الجريمة، فيما لم تتأكد بعد فرضية إصابته ب «اضطرابات نفسية»، كما هو متداول، إذ بدا في حالة طبيعية عند توقيفه وقدم تصريحاته للدرك بطلاقة وهدوء.
وتفيد المعطيات الأولية، من مصادر متطابقة من المنطقة، بأن الجاني غادر السجن حديثا بعد انقضاء عقوبته في قضية سابقة رفعها الضحيتان ضده بسبب تعرضهما المستمر للتهديدات والاستفزازات من طرفه، ما يعزز فرضية الانتقام كدافع رئيسي لهذا الاعتداء الوحشي، وبحسب مصادرنا، فقد ترصد المعتدي خطوات الزوج أثناء عودته من مدينة خنيفرة وهو يحمل كيسا من «الخبز اليابس» ليقدمه لدواجنه، ليباغته ويرشقه بحجر كبير، مما أدى إلى سقوطه أرضا مضرجا في دمائه فاقدا للوعي.
ولم يتوقف الجاني عند هذا الحد، إذ مع وصول الزوجة لإنقاذ زوجها، انهال عليها المعتدي بالضرب مستعملا الحجارة والسلاح الأبيض، متسببا لها في جروح غائرة على مستوى العين والرأس والصدر وأجزاء متفرقة من جسدها في مشهد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي جوانب قليلة منه، وقد تم نقل الضحيتين إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة، حيث اقترحت الطواقم الطبية إبقاء الزوج في غرفة الإنعاش قبل نقله لمستشفى 20 غشت بالدارالبيضاء، فيما استدعت الحالة الصحية للزوجة نقلها لمصلحة الإنعاش بالمستشفى الجهوي لبني ملال.
وأشارت المصادر إلى أن المعتدي كان يُعرف بسلوكياته المستفزة، حيث كان يتردد على إحدى العيون المائية ويقوم بترهيب مرتاديها بمن فيهم الزوجة والزوج، فيما يعمد أحيانا إلى تلويثها، حسب مصادر متطابقة من عين المكان، هذه المصادر التي احتملت أن يكون الاعتداء نتيجة مباشرة لشكاية رسمية تقدم بها الزوج ضد الجاني في الساعات الأخيرة قبل وقوع الجريمة، وهو ما دفع المعتدي إلى الانتقام بالطريقة الرهيبة، السابق ذكرها، والتي اعتبرها الرأي العام المحلي تهديدا للساكنة ولأمن المنطقة المعروفة بنشاطها السياحي.
وكان المكان قد عرف حالة استنفار أمني بحضور عناصر الدرك الملكي والسلطة المحلية، حيث جرى توقيف المعتدي بناء على تعليمات من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بخنيفرة، الذي أشعر بدوره الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال، نظرا لخطورة الجريمة والإصابات البليغة التي لحقت الضحيتين، وقد اتجهت السلطات القضائية إلى متابعة الجاني بالجنايات، نظرا لارتباطها بعملية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وهو ما قد يجر عليه عقوبات مشددة وفق القانون الجنائي المغربي.