وفرت لهم إمكانيات لوجستيكية كبيرة .. الجامعة تقصي الإعلام الوطني وتستعين بالمؤثرين للتعريف بالمنشآت الرياضية الوطنية

اختارت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الاستعانة بمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، من داخل المغرب وخارجه، للترويج للمنشآت الرياضية الوطنية، ما خلف جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية والرياضية، خاصة مع اقتراب موعد استضافة المملكة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025.
وتم توفير إمكانيات لوجستيكية عالية الجودة لهؤلاء المحظوظين، حيث كانت أولى محطاتهم بالملعب الكبير لطنجة، ومنه مباشرة عبر الطائرة إلى ملعب أكادير، قبل التنقل يوم الثلاثاء إلى مراكش، ومنه مباشرة إلى الرباط، طبعا عبر الطائرة، التي وصلوا إليها يوم أمس الأربعاء، ثم بعدها ستكون الوجهة صوب مدينة فاس.
وفاجأت هذه الخطوة غير المفهومة الكثير من الزملاء الصحافيين الرياضيين، فاعتبروها “إقصاء للكفاءات الصحافية الوطنية” التي راكمت تجربة طويلة في مواكبة الشأن الكروي، رغم أن أصحاب القرار وجهوا الدعوة لبعض الصحافيين المعدودين على أصابع اليد الواحدة، مطعمين ببعض الأفارقة.
وكانت الاستعانة الكبرى بمؤثرين يفتقرون في الغالب إلى الخبرة والمعرفة الدقيقة بالقطاع، ما يطرح تساؤلات حول جدوى الاعتماد عليهم لإبراز صورة المغرب الرياضية.
وبالإضافة إلى الصحافية الوطنية، حتى الإعلام الجهوي وجد نفسه خارج الإطار، رغم أنه وجد لخدمة الشأن المحلي، وإبرازه.
ويعتبر كثير من المتتبعين أن الجامعة سقطت في خطأ جسيم، لأنها راهنت على انتشار سريع للمحتوى الدعائي عبر المؤثرين، رغم أنه يفتقد للعمق والتحليل النقدي الذي يميز العمل الصحافي المهني.
ودعت المصادر ذاتها إلى التراجع عن هذه العادة السيئة، التي أضرارها أكثر من منافعها، خاصة إذا تعلق الأمر بصورة الوطن على المستوى الخارجي، سيما أن المملكة تعوّل على بنيتها التحتية الرياضية للترويج لصورتها قاريا ودوليا استعدادا لاستضافة “كان 2025″ و”مونديال 2030”.
في المقابل، يحمّل آخرون جزءا من المسؤولية للإعلام الرياضي نفسه، معتبرين أنه لم يواكب بالشكل الكافي التحولات الرقمية وسلوكيات الجيل الجديد في استهلاك المعلومة، وهو ما فتح المجال أمام بروز المؤثرين كلاعب جديد في الساحة.
ورغم ذلك، يظل الإعلام المهني، بحسب رأيهم، ركيزة أساسية لا غنى عنها في صياغة خطاب موضوعي ومتوازن يخاطب المتلقي بعقلانية.
ومع اقتراب المواعيد الكروية الكبرى، يبقى السؤال مطروحا: هل ستواصل الجامعة الرهان على المؤثرين كأداة تواصل رئيسية، أم ستعيد الاعتبار للصحافة الرياضية الوطنية لتؤدي دورها الطبيعي في إبراز المنجزات ونقلها بموضوعية إلى الجماهير المحلية والدولية؟
.


بتاريخ : 04/09/2025