ونحن على أبواب الدخول الجامعي .. الحي الجامعي بالمحمدية «افتتاح» يسخر من معاناة الطلبة

 

ونحن مع انطلاق الموسم الجامعي الجديد، وجد طلبة مدينة المحمدية أنفسهم في مواجهة الواقع نفسه من المعاناة والإقصاء، في ظل استمرار أزمة السكن الجامعي، وتفاقم الأوضاع الاجتماعية التي تهدد استقرارهم النفسي ومسارهم الدراسي. ففي وقت ظن فيه الجميع أن سنوات الانتظار والصبر قد شارفت على نهايتها، وقرب إعلان ما سُمي بـ «افتتاح الحي الجامعي»، اتضح أن الافتتاح لم يكن سوى إجراءا شكليا ساخرا من الواقع، حيث ما زال الحي الجامعي غير جاهز، وتُستغل مرافقه من طرف عمّال الورش الذين يستخدمونها للسكن المؤقت وسط أشغال متوقفة ومرافق غير صالحة للاستعمال.

معاناة تتكرر كل موسم
هذه الوضعية المؤسفة ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لسنوات من التجاهل والتأجيل، عاش خلالها الطلبة معاناة قاسية مع السكن الخاص. فالمحمدية، ورغم مكانتها الجامعية، تفتقر إلى بنية سكنية كافية وبأسعار معقولة، ما يدفع بالآلاف إلى استئجار غرف ضيقة في أحياء بعيدة أو الإقامة في أحياء جامعية خاصة باهظة التكلفة، تصل أحيانا إلى أكثر من 1200 درهم شهريا، دون أن تقابلها خدمات محترمة أو بيئة صالحة للدراسة. وفي المقابل، تكتفي الجهات المسؤولة بالصمت أو التبرير، في وقت يُفترض فيه أن يكون الحق في السكن الجامعي جزءا من الحق في التعليم.

مشروع توقف دون تفسير
الحي الجامعي الجديد كان أملا لكثير من الطلبة وأسرهم، خاصة أولئك المنحدرين من مدن وقرى نائية. أشغاله بدأت منذ سنوات، وبنايته أصبحت معروفة لدى ساكنة المدينة، لكنه توقف بشكل مفاجئ ولفترة طويلة، دون أي بلاغ رسمي يُفسّر أسباب التأخير، أو يُحدد موعدا دقيقا لافتتاح فعلي يرقى لمستوى التطلعات. واليوم، ونحن على أعتاب الدخول الجامعي 2025-2026، لا تزال الأبواب موصدة في وجه من يستحقونها فعلا: الطلبة.

أسئلة ونداءات معلّقة
إلى متى سيستمر هذا التأجيل غير المبرر؟ من يُحاسب عن تبذير الزمن والإمكانيات؟ ولماذا يُترك الطلبة في مواجهة مصيرهم وحدهم، في كل دخول جامعي جديد؟ الوضع لم يعد يُحتمل، ولا يُمكن لأي حديث عن «تشجيع التعليم العالي» أو «دعم الطلبة» أن يكون ذا معنى ما لم يُوفَّر أبسط شروط التحصيل العلمي: السكن.

صرخة في وجه الصمت
في الأخير، نوجّه نداء مفتوحا للمسؤولين محليا ووطنيا: كفى صمتا وتأجيلا، وكفى عبثا بمستقبل الشباب. الطلبة في حاجة إلى حلول عملية وفورية، والحي الجامعي بالمحمدية يجب أن يُفتح بشكل حقيقي، وفي أقرب الآجال، لأن كل يوم تأخير يُدفع ثمنه من راحة واستقرار وكرامة طالب وطالبة.
فهل من مجيب هذه المرة… أم أن موسما جامعيا جديدا سيبدأ بخيبة أخرى؟


الكاتب : إعداد: الحسين غوات

  

بتاريخ : 06/10/2025