«وي كازابلانكا» مهرجانات «عالله»؟!

 

تبقى الدار البيضاء، ثالث أكبر مدن إفريقيا وعاصمة المال والأعمال، هي أفشل مدينة من حيث التعاطي مع المهرجانات، جربت مختلف المواقيت ومختلف العناوين منذ العمل بنظام وحدة المدينة، ولم ترس على قرار يمنحها مهرجانا تسير بذكره الألسن العاشقة للإبداع.
فجأة، ومع تشكيل المجلس الحالي، أطلت شركة التنمية المحلية “الدارالبيضاء للتنشيط”، لتعلن عن مهرجان في عز الدخول المدرسي، وفي عز الدخول السياسي والاجتماعي، أطلقت عليه مهرجان “وي كازابلانكا”، لنا أن نتصور هذا العنوان، ما حمولته وماهي الدلالة الإنسانية والثقافية التي يريد أن يشيعها، قال مدير الشركة في ندوة صحفية، “إن المهرجان يتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لإطلاق العلامة الترابية “وي كازابلانكا””، ما يعني بأن الرجل لم يجد أرضية ثقافية مشروعة لتبرير هذا الاحتفال المهرجاني، وبأننا في المدينة نحتفل معه ب “اللوغو”، ولم نكن نعلم أن “اللوغوات”، أضحت أعلاما وقامات في هذه المدينة التي” ضربها المسخ” إلى هذا الحد.
الشركة لم توفق، منذ إحداثها، في تأسيس فعل ثقافي فني يجعلها نقطة جذب للإبداع، عندما تطل على تفاصيل الفقرات المتخللة للحدث، تقف على انعدام رؤية، وعلى خلل في تصور منطقي للهدف من المهرجان، ففي نفس الوقت هناك الملحون والعيطة والأندلسي والكلاسيكي والعصري والروك والشعبي، مع الكشف عن أصوات جديدة، يعني أنه مهرجان كل شيء، علما أنه سيحط الرحال حتى في المدارس، وهي بطبيعة الحال المدارس التي شهدت تأخرا لمدة شهر بسبب تداعيات كورونا، والواجب أن انكباب هذه المدارس يجب أن يكون منصبا على الإسراع بتلقين البرنامج الدراسي للتلاميذ.
أنا مع تسمية ما قدمته الشركة، حفلات فنية، ولكن لا يمكن بأي حال أن نطلق عليه اسم “مهرجان”، لأن المهرجان، كما يعلم ذلك كل المتخصصين، تكون له أهداف وهُوية وعنوان شامل يعكس توجهه، أما أن نركب على علامة ترابية فهناك حدث ما بعده حدث يبرز أن المدبرين الجدد للمدينة دشنوا لدخول ثقافي فاشل.
أعتقد بأن أفقر جمعية بالعاصمة الاقتصادية، كان بإمكانها أن تجد مخرجات معقولة، لإقامة مهرجان كهذا، أما وأن بشجع المدبرون بمثل هذه الحفلات التي سميت قسرا “مهرجانا” فلا يمكن إلا أن نقول “على ثقافتنا السلام”.
يبقى أن نشير إلى أن جل المدن المغربية استطاعت أن تقيم المهرجانات في المستوى الدولي والوطني المطلوبين، إلا في هذه المدينة التعيسة، رغم أنها مسكن معظم المثقفين والفنانين !


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 23/10/2021