وَصِيَّةُ طارِقٍ الأَخِيرَة

الأَرْضُ ناعُورَةٌ،
وَحوَّاءُ حِبْرُ الْخَطيئَة،
نَهْدُها، مَا عَادَ
يُغْرِي الغُزَاة،
مِنْ هُنا عَبَروا،
كانَ البحْرُ قُفْلَ سَمَاء،
وَنَحنُ –سَهْواً- وَقَعْنَا
مَعَ أوَّلِ الأُفُول.
عُراةً كُنَّا،
لَمْ تَسْقُطْ تُفاحَة
واحِدَة ٌعَلى الأَرْض.
وَ لمْ تَحْدَسْ بُومةٌ بِنَصْرِنَا،
جِئْنا مَعَ الرِّيحِ كَعادَتِنا،
وَكُنّا عُراةً أوْ حُفاةً،
لَيْسَ مُهِمّا…….
جِئْنا، نُقِسِمُ بالأَزْلامِ:
قسَماً، قسَماً.
بِهَذا الْبَلدِ الْأَمينِ،
بِالْوَثنِ وَالنَّخْلِ،
بِناقَةِ الرُّسُلِ،
بِرَبِّ الْمَاءِ الْفَائِرٍ
فِي دِجْلةِ الْأَلَمِ،
بِالْهَوْلِ الْمُرابِطِ للْقَبْرِ،
وَقِبْلَةِ أُودِيبِ الْأَمَلِ:
أَنَّ الْأَرْضَ أَرْضٌ
عَذْراءٌ، غَابَةُ نَخِيل
رَقَّتْ، فَبِأَيِّ ذَنْبٍ حُقَّتْ؟
يَا آدَمُ ،خُذْ قَبْرَكَ بِيَمِينِكَ
وَ ارْحَلْ، وَاتْرُكْ لَنَا
هَذِي الْمَفَازاتِ
بِلَا غَيْمٍ وَلا عَمَدٍ.
طَارِقٌ لَمْ يَخْلِفْ وَعْدَهْ ،
لَمْ يرْسُم غَنيمَةً أوْ جارِيةً
عَلى دفترِ الذِّكْريات،
وَلَمْ يحلُمْ بِقبْرٍ عَلى مَوْجَه،
لَمْ يَتْرُكْ وَصِيّةً أَخِيرَة،
مَضَى دُونَ نَسْلٍ
أَعْمَى، سَلِيلَ شَمْسٍ وَرَمْل…
يَوْمَه، لَمْ يَكُنْ فِي الْبِيدِ
عَابِرٌ نُوَدِّعُه،
لمْ نَذقْ فَاكِهةَ الْفِرْدَوْس
وَ لَمْ نُوَدِّعْ حَوّاء
عَلى آخِرِ كَأْسٍ بِأَندَلُسٍ.
مِزَقٌ، وَسُمٌّ عَلى الطّريقِ
وَأَفْعى، ليْسَ إِلَّا.
وَقَفْنَا عَلى الرَّدَى:
!دَمْعَةٌ أَوْ دَمْعَتانْ
كُنَّا عَلَى عَجَلٍ، امْتَطَيْنَا
صَهْوَة الرّيحِ وَ مَضَيْنَا…


الكاتب : عبد الرزاق العمري

  

بتاريخ : 10/06/2022