«الاتحاد الاشتراكي» تنشر التركيبة المقترحة للأقطاب الصحية وتخصصاتها بجهة الدارالبيضاء – سطات

وُضع المشروع على طاولة المسؤولين لدراسته بعد أن توقف سابقا بسبب صعوبات في التنزيل

 

تستعد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية للقيام بهيكلة شاملة للقطاع على مستوى الخدمات الصحية ، بالاعتماد على المجموعات الترابية الصحية الجهوية التي ستكون تحت قيادة المستشفيات الجامعية، وأن يكون المدخل للولوج إلى العلاجات انطلاقا من المراكز الصحية، على أن تتم التدخلات حسب المستويات والتخصصات. تصورات مختلفة وسيناريوهات متعددة توجد على طاولة المسؤولين الجهويين والمحلين، التي تتم دراستها «بهدف إيجاد وصفات تتيح ولوجا سلسا ومتكافئا للمواطنين للمنظومة الصحية»، ومن بينها سيناريو الأقطاب بجهة الدارالبيضاء – سطات، الذي تم نفض الغبار عنه، بالنظر إلى أنه كان قيد الدرس منذ مدة ليست بالهيّنة وأدت عدد من الاختلافات الداخلية إلى إيقافه حتى حين.
وتتلخّص فكرة الأقطاب، التي تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على تصوّرها، في تجميع عدد من معين من التخصصات بكل مستشفى داخل القطب الواحد، وألاّ يكون نفس التخصص حاضرا في مستشفى آخر ضمن نفس القطب، من أجل تحقيق نوع من «الاستقلالية» في التعامل مع عيّنات واضحة من المرضى الذين هم في حاجة إلى خدمات صحية بعينها، وتصنيفهم بشكل قبلي، فلا يرد على المؤسسة الصحية المعنية إلا من هو في حاجة إلى ذلك التخصص المتوفر. تصنيف غايته – حسب المعطيات المتوفرة – « تفادي الاكتظاظ وأن يكون المريض حين يتجه إلى هذا المستشفى أو ذاك على علم بأن تشخيص علّته سيكون ممكنا به عوض أن يتيه بين المستشفيات بحثا عن ضالته الطبية، تفاديا لهدر الوقت والإمكانيات، وهي الخطوة التي يراد من ورائها أن تكمّل هذه المستشفيات بعضها البعض».
ويقترح السيناريو، الذي تتم دراسته، 5 أقطاب صحية على مستوى جهة الدارالبيضاء – سطات، الأول بقيادة مستشفى بوافي ويضم مستشفيات مولاي يوسف والحسني ومولاي الحسن بالنواصر ثم المركز الطبي للقرب الرحمة. والقطب الثاني تحت تأطير مستشفى سيدي عثمان ويضم إلى جانبه مستشفيات بن امسيك والسقاط، إضافة إلى مديونة، وكذا مستشفى القرب بوسكورة والمستشفى المتخصص الرازي بتيط مليل. فالقطب الثالث وعلى رأسه مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي ومعه المستشفى الإقليمي المنصور ومستشفى القرب سيدي مومن والمركز الطبي للقرب بنفس المنطقة ثم مستشفى مولاي عبد لله التابع ترابيا للمحمدية فمستشفى الحسن الثاني. أما القطب الرابع فيقوده مستشفى الحسن الثاني ومعه مستشفيات برشيد وبن احمد والرازي. وأخيرا القطب الخامس وعلى رأسه مستشفى محمد الخامس بالجديدة ومعه مستشفيات أزمور وسيدي بنور والزمامرة.
مستشفيات إقليمية وأخرى للقرب، يرى المشروع بأنها «ستعمل جنبا إلى جنب وتتكامل فيما بينها داخل دائرة ترابية لفائدة فئة مهمة من الساكنة، من خلال تمييز خدماتها الصحية حتى لا يتردد المريض على أكثر من مستشفى بحثا عن الفحص أو العلاج ثم يجد بأن طلبه غير متوفر به. «إلا أن التخصصات التي يُقترح أن تتحملها هذه المؤسسات وإشكالية تدبير الموارد البشرية في ارتباط بهدف تقريب الخدمات الصحية من المرضى، قد تشكّل تحديات كبرى وقد تعترضها العديد من العراقيل التي ستخلق صعوبات أمام ولوج المواطنين لهذه المؤسسات الصحية، وهو ما يتطلب تريثا ودراسة متأنية للبحث عن الحلول الناجعة لكل الإشكالات التي قد تُطرح» وفق مصادر صحية .
ولعلّ من أبرز التحديات الواضحة التي تعترض هذا المخطط، دون الحديث عن باقي التفاصيل الأخرى، «إكراه التنقل وضرورة قطع عشرات الكيلومترات من أجل الوصول إلى مستشفى معين، وهو ما قد لا يكون سلسا، خاصة في وضعيات الاستعجال.» ويقترح المشروع أن تتوفر في مستشفى بوافي، نموذجا، الجراحات التي تتعلق بالطب الباطني والأعصاب والعظام والمسالك البولية ، وكذا التجميل إلى جانب الدم والسرطانات ثم مصالح الإنعاش، بينما سيهتم المستشفى الجهوي مولاي يوسف بتقديم خدمات الإنعاش بالنسبة للنساء الحوامل حين الولادة وتلك التي تخص الرضع والأطفال، إضافة إلى العناية المركزة بالنسبة لأمراض القلب والشرايين والجراحات التي ترتبط بهذا التخصص، ثم جراحة الصدر والأمراض المعدية وتدخلات أخرى. أما على مستوى مستشفى الحسني فيقترح المشروع تقديمه لخدمات صحية تخص الجهاز الهضمي وأمراض الغدد والسكري ثم أمراض الأعصاب والجلد والكلي وأمراض الأنف والأذن والحنجرة وكذا أمراض العيون والترويض، في حين سيقوم مستشفى مولاي الحسن بدار بوعزة، بتقديم الخدمات التي تخص المستشفى النهاري في دائرة محددة.
تخصصات سيتم توزيعها، وسيضطر معها المواطنون بدورهم، في حال اعتماد هذه الصيغة، أن يتوزعوا على المؤسسات الصحية المختلفة، ونفس الأمر بالنسبة لمهنيي الصحة، وهو ما سبق وأن تم التنبيه إليه في المحطات الأولى لدراسة الفكرة، واليوم وبمناسبة إعادة فتح هذا الملف، سيكون من المهم التذكير بها حتى يجد القائمون على الشأن الصحي بالجهة، أجوبة ناجعة تخص كل الأسئلة التي ترتبط بهذا المشروع، من أجل تطوير فعلي للمنظومة الصحية وتجويد أكيد لخدماتها، ماديا ومعنويا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 14/11/2022