ملعب أدرار بأكادير: دلالة اسم وواقع ملعب

يحتضن يوم الاثنين نهائي كأس العرش بين الرجاء والجيش الملكي

أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن المباراة النهائية لنيل كأس العرش برسم الموسم الرياضي 2022 – 2023، ستجرى يوم الاثنين فاتح يوليوز المقبل، بداية من الساعة الخامسة عصرا، بأكادير.
وذكرت الجامعة في بلاغ نشرته على موقعها الرسمي، أن هذه المباراة النهائية، التي ستجمع فريقي الجيش الملكي والرجاء الرياضي، سيحتضنها الملعب الكبير بأكادير، ستنطلق على الساعة الخامسة عصرا.
وكان فريقا الجيش الملكي والرجاء الرياضي قد بلغا المباراة النهائية عقب تغلب الأول على المغرب الفاسي (2 – 0)، وفوز الثاني على مولودية وجدة (4 – 3).
وفي هذا لاسياق، أتذكر أنه وعقب إنشاء ملعب أدرار بأكادير، بادر عدد من أبناء المنطقة، بمن فيهم بعض الإعلاميين ممن ينتمون لأكادير، وأطلقوا على الملعب تسمية «أدرار»، والتي رفضها آخرون من خارج أكادير والمنطقة معبرين عن رفضهم للتسمية لأنه لم يتم تبنيها رسميا.
ورغم هذا الموقف «القانوناتي» ( عفوا على الصيغة ) فقد تم تبني وتداول تسمية «أدرار» على أوسع نطاق من طرف أبناء أكادير، الذين يعرفون جغرافية وتضاريس منطقتهم. فالملعب، الذي يعتبر من أحسن الملاعب الوطنية، والذي تم بناؤه بالمقاييس التي تبنى بها المحطات النووية، باعتبار الطبيعة الزلزالية للمنطقة، وتم تشييده في منطقة جبلية ومنطقة خلاء، مما يبرر تسمية «أدرار». وهي منطقة، وحتى الآن، لا تصلها وسائل النقل، ولا تتمتع حتى بخدمة الكهربة !
وهذا الواقع يمثل ظرفية ملائمة ومساعدة على كل أشكال العنف والشغب، التي يعرفها محيط الملعب المعزول كليا عن المدار الحضاري لمدينة الانبعاث.
فداخل هذا الفضاء الخلاء كيف يمكننا فهم برمجة مباراة لكرة القدم في الثامنة مساء وستنتهي في العاشرة ليلا، وقد تتعرض فيها فئات من الجمهور لأشكال من العنف؟ ثم كيف يمكن تأطير ذلك الخلاء أمنيا ونحن نرى ما تتعرض له عناصر الأمن ومركباتهم، وكذا القوات المساعدة من اعتداءات تجعل مهمتهم غير آمنة بحكم غياب الكهرباء؟
فهناك إذن ضرورة لتأهيل محيط الملعب وتحريره من الشوائب التي تتواجد به، ونقصد الأحجار التي تستعملها بعض الفئات المنفلتة من الجمهور في حرب الأولترات، وكذا في مواجهة قوى الأمن، مستغلين الظلمة المستشرية في الفضاء الخارجي للملعب. وهو الأمر الذي أكدته الأحداث الأخيرة والمؤسفة التي أعقبت مباراة نصف النهاية الثانية للكأس الفضية التي جمعت بين المولودية الوجدية والرجاء البيضاوي.
ولأن أكادير ستحتضن مجددا مباراة نهاية كأس الفضية الساخنة، بين الرجاء والجيش الملكي، نتمنى أن تكون برمجتها عصرا فرصة لتجنب كل الإكراهات، وأولها مخاطر ظلمات الليل، التي تعيق أي تأطير أمني بالمعنى الصحيح.


الكاتب : عبد اللطيف البعمراني

  

بتاريخ : 29/06/2024