يصاحبه اقتحام المنازل واعتداءات وتتهديدات.. استمرار غزو المستثمرين في الرعي الجائر لقبائل سوس العالمة

 

تعيش قبائل سوس المنتمية إلى جهة سوس ماسة، منذ سنوات، حربا غير معلنة بين مالكين للأرض الذين تشهد عقود وثائق بملكيتهم لها، بما فيها من أشجار أركان واللوز منذ قرون توارثها الأبناء والآباء عن الأجداد، بين أشخاص نافذين يستثمرون في الرعي الجائر، تساندهم جهات معروفة وغير معروفة.
ولاشك أن السلطات المسؤولة توصلت بخبر هؤلاء الذين عاثوا في الأرض فسادا، بل لم يقم الاستعمار الفرنسي أو الإسباني بما قاموا ويقومون به من القضاء على أشجار أركان واللوز وكل النباتات. والأدهة من ذلك أنهم أفرغوا مياه حوالي سبعين مطفية لساكنة جماعة النحيت، علما أن أغلبية هذه المناطق لا تتوفر على مياه جوفية.
فقد أتى المستثمرون المشار إليهم بمئات الجمال وآلاف المعز والنعاج إلى المنطقة، وكل من طلب منهم الابتعاد عن مطفيته يسمعونه من السب والشتم ما لم يألف السكان سماعه ولا التلفظ به. بل إنهم تجرأوا على ضرب كل من سولت له نفسه الدفاع عن أرضه. كم من واحد أشبعوه ضربا وحمله السكان إلى المستشفى بتارودانت ! كم من واحدة تعرضت للتحرش الجنسي في مجتمع محافظ !
فبتاريخ 01/08/2022، ثم اقتحام ثمانية منازل بدوار تازمرانت التابعة لدوار اغير نوامان وتقدم السكان بشكاية إلى مركز الدرك الملكي يإيغرم الذي هرعت عناصره إلى عين المكان، حيث استمعوا إلى أحد الجناة وأخذوا منه هاتف المستثمر، وفر ثلاثة من الرعاة المهاجمين. كما أن أن قرية أسكن التابعة بدورها لدوار اغير نوامان سبق أن هوت فيها مطفية بسبعة جمال ليلا، ثلاثة لفظت أنفاسها في حينها، وأصيب أربعة بكسور، ذهب بها المستثمر وباعها في مدينة ما للجزارين، ومنذ ذلك الحين لم يتم إصلاح المطفية ولم يتم تعويض صاحبها ولو بسنتيم واحد.
انه احتلال واعتداءات متكررة ليل نهار، والسلطات عاجزة محليا ومركزيا لإنقاذ العالم القروي التابع لجهة سوس ماسة عامة وقبائل دائرة إيغرم خاصة، بما في ذلك ما تبقى من ساكنة جماعة النحيت.
نعم، هناك سلطة، هناك القائد والشيخ وبضعة مقدمين في كل قيادة وكل جماعة، لكن تدخلاتهم تقاوم بتدخلات معروفة وغير معروفة من الأعلى، وكنموذج ساكنة جماعة النحيت إقليم تارودانت. فقد مرت الآن أكثر من أربعة أشهر وهي محتلة تمام الاحتلال، والمحتلون يتحدون الساكنة، يرعون جانب الدواوير. بل أكثر من هذا أخذوا يلتقطون تمار أركان بواسطة أغنامهم ويذهبون بها إلى هذا السوق أو ذاك لبيعها، تساندهم سيارات رباعية الدفع للمستثمرين، فضلا عن دراجات نارية كبيرة، ورعاة من ذوي السوابق يتقنون إرسال القذائف الصخرية من بعيد.
نشير إلى أن السيد عامل إقليم تارودانت بعد توصله بشكايات أرسل لجنة إقليمية صادفت الاعتداء على رجل أمام منزله بقرية تامالوكت، وتكسير زجاج متجر بقرية تالات ن افرض، وأخذ سلعة والامتناع عن أداء ثمنها بقرية ازوران، إلى جانب العنف اللفظي ضد الساكنة، مما يدل على أن هناك حماية فعالة وفاعلة تحميهم.
فمن العار أن يسجل التاريخ على الحكومات وعلى المنتخبين الجهويين والبرلمانيين، وعلى كل من يتحمل مسؤولية ما في هذا الوطن، بما في ذلك الأحزاب والمنظمات الحقوقية، أن يسجل عليهم التاريخ مشاهدتهم لسوس العالمة تتعرض للاعتداء وللإهانة والاحتقار دون تدخل. فأضعف الإيمان وأقل ما تتطلبه المواطنة تكوين لجن تقوم بزيارات ميدانية بعد ذالك مناقشة الوضعية في البرلمان، وفي مجلس الحكومة وغيرها.


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 08/08/2022