حقق المنتخب الوطني الرديف تأهلا مستحقا إلى ربع نهائي كأس العرب لكرة القدم في قطر 2025، بعد أن اقتنص فوزا صعبا على نظيره السعودي بهدف دون رد، في المباراة التي أقيمت مساء اول أمس الاثنين على ملعب لوسيل ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية.
ومنح هذا الانتصار المنتخب الوطني صدارة المجموعة، بعدما رفع رصيده إلى 7 نقاط، مقابل 6 نقاط للسعودية، فيما احتلت عمان المركز الثالث بأربع نقاط بعد فوزها على جزر القمر 2 – 1.
وشهدت المباراة حضورا جماهيريا كبيرا بلغ 78 ألف مشجع، شكلوا خلفية حماسية للعرض الكروي الذي قدمه «أسود الأطلس».
وعلى الرغم من بداية المباراة المتحفظة للفريق الوطني تحت ضغط هجومي سعودي متقدم، إلا أن المهاجم كريم البركاوي فرض نفسه سريعا على مجريات اللعب، حيث سجل هدف الانتصار في الدقيقة الحادية عشرة، إثر تمريرة حاسمة من زميله طارق تيسودالي، بعدما استغلا خطأ في الخط الدفاعي السعودي.
هذا الهدف المبكر لم يمنح المنتخب المغربي فقط التفوق على أرضية الميدان، بل أظهر قدرته على استغلال الفراغات بين خطوط الدفاع والوسط السعودي، وتأكيد فعالية الهجمات المرتدة السريعة.
ومن الناحية التكتيكية، اعتمد المدرب طارق السكتيوي على تنظيم دفاعي محكم، مع تمركز ذكي للاعبيه في خط الوسط والدفاع لمراقبة الضغط السعودي المبكر، ومنع أي خطورة حقيقية. فشهد الشوط الأول هجمات سعودية مبكرة، حيث كاد مراد الهوساوي أن يسجل بعد كرة طولية، لكن العارضة وقفت حائلا أمام هدف محقق. وبالمقابل، حاول المنتخب الوطني المراهنة على الهفوات الدفاعية للمنتخب الخصم، ومن إحداها جاء هدف البركاوي.
ويمكن القول إن المدرب طارق السكتيوي أظهر قدرة تكتيكية عالية في إدارة المباراة، ما جعله يتفوق على المدرب الفرنسي هيرفي رونار، الذي يعرف جيدا تفاصيل كرة القدم الوطنية وإمكانيات اللاعب المغربي، بعدما سبق له أن أشرف على تدريب الفريق الوطني لأكثر من ثلاث سنوات.
ذكاء السكتيوي كان مفعوله كبيرا في الشوط الثاني، خاصة بعدما قام رونار بأربع تغييرات دفعة واحدة في الدقيقة 60، حيث قابل ذلك بإشراك الظهيرين محمد مفيد ومحمود بنتايك لتقوية الأجنحة، وتقليل المساحات الفارغة، وبالتالي إيقاف أي تقدم سعودي، في حين منح إشراك أشرف المهديوي الفريق تحكما أكبر في منتصف الملعب، مما ساعد على امتصاص الضغط السعودي والحفاظ على الكرة.
وحاول المنتخب السعودي بكل إمكانياته التعويض في الشوط الثاني، وحصل على فرصة ذهبية لإدراك التعادل بعد العودة لتقنية الفيديو VAR، حيث أكد الحكم مشروعية ضربة جزاء، عقب خطأ في التقدير لأمين زحزوح داخل منطقة العمليات.
ضربة الجزاء نفذها عبد الله الحمدان لكنها علت العارضة، مما أبرز أهمية التركيز النفسي والتكتيكي في اللحظات الحاسمة.
في المباراة الأخرى بالمجموعة، سيطر المنتخب العماني على مجريات اللعب أمام جزر القمر، وسجل هدفين قبل أن يقلص الأخير الفارق.
وسيضرب المنتخب الوطني، يوم غد الخميس، موعدا مع نظيره السوري في مباراة قوية لحساب ربع النهائي على أرضية ملعب خليفة الدولي، ابتداء من الساعة الثالثة والنصف مساء بالتوقيت المغربي.
يضرب موعدا مع سوريا في ربع نهائي كأس العرب .. المنتخب الوطني يثبت قوته التكتيكية بفوز صعب على الأخضر السعودي
الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 10/12/2025

