يعودون اليوم إلى المغرب يجرون أذيال الخيبة : الملاكمون المغاربة يؤدون ضريبة الوزن الزائد وارتباك الإدارة التقنية الوطنية وسبات الجامعة

أنهت الملاكمة المغربية واجب المشاركة في أولمبياد طوكيو، بعدما عزز أمس الثلاثاء كل من يونس باعلا وأميمية بلحبيب قائمة الإخفاق، وغادرا بدورهما من الدور الأول، ليكون الخروج النهائي من الباب الخلفي.
فقد عجز يونس باعلا عن الصمود في وجه الملاكم النيوزلندي، دافيد نييكا في ثمن نهائي وزن 81 – 91 كلغ، منتصف نهار أمس الثلاثاء، بقاعة كوكوجيكان، بالعاصمة طوكيو.
وأدى الملاكم المغربي ضريبة الوزن الزائد، حيث حل بالعاصمة اليابانية بوزن إضافي، كان عليه التخلص منه قبل دخول غمار التنافس، وهو إكراه فوت عليه فرصة التحضير الجيد لهذا الاستحقاق الأولمبي، الأمر الذي يسائل بشكل كبير الإدارة التقنية الوطنية والجامعة.
وعلى نفس الإيقاع عزفت أميمة بلحبيب، التي خرجت من الدور الأول من تصفيات وزن 64 – 69، على يد الأوكرانية آنا ليسينكو بالنقط 5–0، في لقاء جرى بنفس القاعة.
وسيعود الوفد المغربي يومه الأربعاء إلى أرض الوطن يجر أذيال الخيبة والإخفاق، بعدما فشل الملاكمون الستة الذين دخلوا غمار التنافس الأولمبي (محمد الصغير، يونس باعلا، أميمة بلحبيب، رباب شضار، محمد حموت وعبد الحق نذير) في تخطي حاجز الدور الأول، ليلتحقوا بزميلتهم خديجة المرضي، التي تخلفت عن الحضور بسبب الولادة القيصرية، حيث منعتها اللجنة الطبية الأولمبية من المشاركة، بعد عرضها على الخبرة.

سجلنا الحضور وأدينا الواجب

تفاجأكل من تابع نزالات الملاكمين المغاربة خلال أولمبياد طوكيو 2020 من الطريقة التي تم بها الإقصاء، حيث بدا أغلبهم كما لو أنهم حضروا إلى طوكيو من دون رغبة، وفضلوا الاكتفاء بتسجيل الحضور فقط.
وحسب مصادرنا داخل البعثة المغربية فإن بعض الملاكمين جاءوا إلى العاصمة اليابانية بوزن زائد،واستهلكوا كثيرا من الوقت في عملية التخسيس، حيث أحدهم كان مطالبا بالتخلص من 15 كلغ والثاني من أكثر من عشر كيلوغرامات، الأمر الذي جعل الهاجس الأول عندهم هو الوصول يوم المباراة بالوزن المطلوب، بدل التحضير نفسانيا وتكتيكيا، فكانت الصورة بمثل تلك البشاعة التي عايناها بطوكيو، وهذا استهتار بالواجب الوطني، لا من طرف البطل ولا من طرفإدارته التقنية وجامعته الرياضية، حيث يفترض أن تُشدَّد المراقبة على الأبطال، وتواكَب تحضيراتهم، التي يجب أن تكون احترافية وفي مستوى وقيمة الحدث.
فإذا كانت مسؤولية البطل في هذا الباب محدودة، فإن القسط الأكبر منها تتحمله الإدارة التقنية في شموليتها، والتي تؤكد مصادرنا على أنها تعيش حالة اختلاف حادة في وجهات النظر بين المدير التقني الوطني وأحد المدربين الذي يتمتع بنفوذ كبير.
وتضيف المصادر ذاتها أن إضراب الأبطال ورفضهم السفر إلى روسيا من أجل التحضير للألعاب الأولمبية حركته أيادي خفية، سعت جاهدة إلى تشتيت وحدة الفريق الوطني، الذي عاش هزات كبيرة بالمغرب، كان من أبرزها خصام إحدى البطلات مع أحد المدربين بالمركز الرياضي بوركون، تحت أنظار الرئيس الذي غادرغاضبا.
وكانت الطريقة التي انهزم بها محمد الصغير في وزن أقل من 81 كلغ أمام الروسي خاطاييف بقرار من الحكم، بعدما سقط الملاكم المغربي خمس مرات، قد أثارت استياء كافة الوفد الإعلامي المغربيبطوكيو، وكذا بعض أعضاء اللجنة الأولمبية، حيث دعا الجميع إلى ضرورة فتح تحقيق في ما يقع.

البربوشي يوضح ويعد بالمحاسبة

نفى منير البربوشي، المدير التقني الوطني، في تصريح صحافي، تلا إقصاء آخر ممثلة للملاكمة الوطنية بطوكيو، أميمة بلحبيب، أن يكون كافة الأبطال قد حلوا بطوكيو بوزن زائد، مشيرا إلى أن بطلا واحدا هو من حمل وزنا إضافيا، هو يونس باعلا، الذي كان عليه التخلصمن أكثر من عشر كيلوغرامات، ولو تحلى بالجدية المطلوبة والالتزام لبلغ أدوارا متقدمة، بالنظر إلى ما يتوفر عليه من إمكانيات، وكذا لصغر سنه.
وفي تعليق له على هذا التواضع، أرجعه البربوشي إلى طول المدة الفاصلة بين تاريخ التأهل والموعد الأولمبي، والذي بلغ سنة ونصف، تخللتها جائحة كورونا، التي أربكت تحضيرات المجموعة الوطنية. علما بأن ملاكمي الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا واصلوا تداريبهم رغم الجائحة، فيما أجبر الملاكمون المغاربة على دخول الحجر الصحي لفترة، قبل أن يستأنفوا تحضيراتهم بإيقاع بطيء.
وألمح المدير التقني الوطني إلى أن التدابير الاحترازية التي فرضها االمغرب»فوتت علينا كثيرا من الوقت وألغت عدة معسكراتبالخارج، حيث كان يتعين على الملاكمين قضاء فترة حجر صحي بالفندق بسبب عدم تلقيحهم، وأعتقد أن هذه أسباب موضوعية لهذا الأداء المتواضع، بينما يتصدر الأسباب غير الموضوعية، الإضراب الذي قام به الملاكمون قبل السفر إلى روسيا، حيث طالبوا بصرف منحة التأهل إلى الأولمبياد، الأمر الذي أثر على استقرار هم النفسي».
وفي سؤال لجريدة الاتحاد الاشتراكي بشأن وجودخلافات داخل الإدارة التقنية الوطنية، قال البربوشي إنه أمر عادي يحصل في رياضة المستوى العالي، مستشهدا في ذلك بمثل فرنسي، «الانتصار له 1000 أب والهزيمة يتيمة»، مؤكدا على أن كل ما وقع سيرفع في شأنه تقرير إلى المكتب المديري للجامعة، وسيتم اتخاذ القرار المناسب، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته.

إحباط عام

ما يقال عن رياضة الملاكمة يقال أيضاعن رياضة التايكواندو، التي فقدت كامل أعضائها، بعدما فشل أشرف محبوبي، في وزن أقل من 81 كلغ، في استغلال فرصة خوض منافسة الترضية، من أجل المنافسة على الميدالية النحاسية، لكنه سقط في المباراة الأولى أمام خصمه النرويجي أودي مانواي، ليغلق باب مشاركة التايكواندو المغربي بطوكيو، ويلتحق بالتالي برفيقاتهأميمة البوشتي، التي كانت تعلق عليها آمال المنافسة على إحدى الميداليات، وندى لعرج، ليكون فريقالتايكواندوثاني وفد مغربي يغادر طوكيو، بعد رياضة سباق الدراجات، التي مرت بجوار الأولمبياد.
وخلاصة القول، فإن ما حدث بدورة طوكيو لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، بل يفرض المحاسبة والمساءلة، لأن فيه كثير من إهدار المال العام، وبيع والوهم للجمهور المغربي، ذلك أن أغلب التصريحات التي سبقت الرهان الأولمبي كانت تؤكد على جاهزية أبطالنا لهذا المحفل الكوني، وقدرتهم على المنافسة على الميداليات!!!.


الكاتب : طوكيو: إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 28/07/2021

أخبار مرتبطة

اللجنة التأديبية للهواة تخرج بقرارات صارمة قررت اللجنة التأديبية، التابعة للعصبة الوطنية لكرة القدم هواة، عقب اجتماعها أول أمس الخميس،

    1- الخبر الفاجعة : حوالي الساعة الحادية عشرة من يوم الأربعاء 16 رمضان 1445 عممت المكالمات الهاتفية بمدينة

يتطلع نهضة بركان، حامل لقب 2020 و 2022، ووصيف بطل نسخة 2019، إلى مواصلة البحث عن لقبه الثالث في مسابقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *