يعيد ضبط نبضات القلب .. اختفاء دواء حيوي من الصيدليات يهدد صحة المرضى ويدفعهم للاستشفاء لإنقاذ أرواحهم

 

علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر صحية بأن أزمة أخرى يعرفها القطاع الدوائي والتي تسبب فيها انقطاع نوعين من الدواء، الأول أصلي والثاني جنيس، يوصفان لعلاج أمراض القلب والشرايين، ويتجسّد دورهما في إعادة ضبط وتنظيم نبضات القلب، وتخفيض تسارعها الذي قد يؤدي إلى عواقب مميتة.
وكشفت مصادر الجريدة أن الدواء المذكور، في نسختيه، مفقود من الصيدليات المغربية منذ أكثر من أسبوعين، وهو ما ينطوي على مخاطر جد كبيرة على المرضى، الذين يعانون من عدم انتظام دقات القلب «تاكيكاردي»، إما بسب أمراض القلب أو بفعل المعاناة من مرض الغدة الدرقية أو نتيجة للتوتر الحاد أو غير ذلك، بالنظر إلى أن هناك عوامل متعددة التي قد تؤدي إلى هذه الوضعية غير السلمية التي تتطلب التدخل من أجل «تهدئة» القلب وضمان انتظام دقاته بشكل متوازن.
وأوضحت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن هذا الاختفاء الذي جاء ليرفع من منسوب وحجم الأدوية المفتقدة من رفوف الصيدليات والمخصصة لعلاج العديد من الأمراض، المزمنة منها وغيرها، العضوية والنفسية على حدّ سواء، يكشف مرة أخرى عن وجود اختلالات ترتبط بالقدرة على ضمان الأمن الصحي للمغاربة وتوفير احتياطي كافٍ يمكّن من التصدي لكل أزمة دوائية محتملة.
ونبّهت مصادر الجريدة إلى أنه في الحالة التي تتعلق بارتفاع دقات القلب وعدم انتظامها، وأمام غياب الدواء المخصص لعلاج هذه الحالة، بنوعيه الاثنين، فإن المريض وإذا ما أراد إنقاذ نفسه فإنه يكون أمام واقع يفرض عليه الاستشفاء بمؤسسة صحية على مستوى العناية المركزية، حيث يتم التدخل الطبي هناك من أجل إعادة تحديد سرعة نبضات قلبه ومتابعة وضعه بشكل مستمر وذلك تحت المراقبة الطبية إلى أن تستقر وضعيته الصحية وبالتالي السماح له للعودة إلى منزله وأسرته.
وكشف فاعلون صحيون لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الاستشفاء لا يكون خيارا أمام المريض وأسرته بل أمرا ضروريا مرتبطا بالاستمرار في الحياة، حتى وإن لم تتوفر القدرة المادية على تحقيق هذا الأمر، علما بأن هذه الحالة يمكن أن تتكرر، وهو ما يتطلب تدبير المخزون الدوائي بالكثير من العقلانية وتوفير كل الشروط التي تضمن عدم انقطاع سلسلة تزويد الصيدليات بالأدوية المختلفة، وضمنها هذا الدواء المفقود، خاصة وأن انقطاع العديد من الأدوية واختفائها ارتفعت حدته خلال السنوات الأخيرة بشكل تصاعدي، مما يطرح علامات استفهام عديدة، لاسيما وأن هذا الوضع يزيد من محنة المرضى ويفاقم آلامهم ويهدد حياة البعض منهم؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/10/2025