يوميات الساكنة بحي أناسي 9 وأناسي 10 ليست كباقي اليوميات، ومعيشهم اليومي مؤثث ليل نهار بأصوات حادة تخترق مسامعهم في كل دقيقة، أصوات بشر خارج القانون، أصوات مستفزة تسب وتلعن وتهدد كل من تسول له نفسه المس بكائناتهم الحيوانية التي استأثرت بكل جوانب العمارات وبواباتها وفي الشارع المقابل لها وتحت السيارات المركونة أمامها. بل بنوا لهم كوخين أمام عمارة سكنية لإيوائها في منظر غريب ومستفز.
في هذا الدرب لا صوت يعلو على أصوات شخصين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة قرارا أنهما فوق القانون وفوق الحق وفوق كل اعتبار .
بالنسبة لهما فالكلاب التي يحتفظون بها في حديقة إحدى العمارات وأخرى تعيش معهم في شقتهم تصعد وتهبط على نفس الأدراج التي يستعملها السكان، أحق بالعيش الكريم من هؤلاء البشر، لا يهمهما ما تحمله من أوساخ وما تنشره من أمراض وما تسببه من صداع رأس ناتج عن نباحها الذي لا يتوقف لا في النهار ولا في الليل، ورغم مرور عمال النظافة كل يوم إلا أن الروائح الكريهة الناتجة عن بقايا طعامها (عظام دجاج ولحومها وغيرها )، وبولها وقاذوراتها المنتشرة في الأدرج وأمام بيوت السكان، حول العمارة السكنية إلى مكان غير صالح للعيش الإنساني.
بعض السكان الذين ضاقوا ذرعا بهذه التصرفات وجهوا شكواهم أكثر من مرة إلى السلطات وإلى المصالح البيطرية المختصة لكن رد الفعل كان باهتا لم يرق إلى مستوى ما يتطلعون إليه، هم يريدون رفع الغبن عنهم وإنصافهم وتوقيف هؤلاء الأشخاص عند حدهم وإجبارهم على احترام القانون واحترام السكان الذين يتقاسمون معهم نفس العمارة .
“هذا الوضع ليس وليد اليوم”، تقول إحدى ساكنات العمارة التي اتصلت بالجريدة في صرخة استغاثة لعل آذانا صاغية تسمع شكواها وتنصفها وجيرانها مما يعيشون وسطه، “فنحن نعاني منذ مدة طويلة من أوضاع غير إنسانية تتفاقم يوما بعد يوم بسبب “البلطجة ” التي يمارسها هؤلاء الأشخاص الذين يتحكمون في المكان بشكل شبه دائم، مستغلين وجود عدد كبير من الكلاب أمام العمارة، ما يحول المدخل إلى مساحة غير آمنة ويهدد الساكنة وأبناءها.
كما أشارت إلى أن الكلام النابي المستمر والسب والشتم اليومي يمنعهم من الجلوس مع أفراد عائلاتهم أو استقبال ضيوفهم، ويجعل التوتر في العمارة يصل أحيانا إلى ما لا يحمد عقباه، لأن كل من يحاول التدخل يتعرض للسب والتهديد.
وعلى الرغم من تكرار الشكايات الرسمية لدى السلطات المحلية والشرطة، إلا أن الوضع لم يتحسن، بل يؤكد السكان أنه يعود أسوأ في كل مرة، مما دفعهم إلى رفع صوتهم عبر وسائل الإعلام مطالبين بإنصافهم وتنفيذ القانون.
وفي شكايتهم يطالبون بتدخل السلطات المحلية والشرطة بشكل عاجل لوضع حد “للبلطجة” والاعتداءات المستمرة، مع تنظيف الدرب من الكلاب الضالة التي تحولت إلى تهديد يومي لحياتهم، ومحاسبة الأشخاص المتورطين في “البلطجة” والتحرش والكلام النابي، وضمان عدم إفلاتهم من القانون، إضافة إلى إعادة الأمن والطمأنينة للدرب، وضمان حرية الحركة لجميع السكان دون خوف.
ويؤكد السكان أن استمرار الوضع الحالي يشكل تهديدا لسلامتهم العامة ويؤثر سلبا على جودة حياتهم، معبرين عن إحباطهم من هذا الوضع واضعين أملهم في السلطات المختصة لتتدخل بشكل فعال يعيد للمنطقة الطمأنينة والأمن ويعيد للسكان حقهم الطبيعي في العيش بكرامة بعيدا عن المعارك اليومية مع الكلاب الضالة وتعنت من يقف وراءها، وأن يتم اتخاذ الإجراءات السريعة والفعالة لإنهاء هذه المعاناة المستمرة .
يعيشون تحت وطأة “البلطجة” والكلاب الضالة والكلام النابي.. سكان حي أناسي 9 وأناسي 10 يرفعون صرخة استغاثة

الكاتب : مراسلة خاصة
بتاريخ : 22/10/2025