خطا المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة خطوة مهمة نحو تحقيق إنجاز جديد في كأس العالم لهذه الفئة، بعد تأهله إلى دور ثمن النهائي عقب فوزه المثير على المنتخب الأمريكي بركلات الترجيح (4–3)، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي (1–1).
وشهدت المباراة، التي أقيمت على ملعب رقم 7 في منطقة أسباير بالدوحة، مستوى عاليامن الإثارة والتنافس، وبروزا ملفتا لحارس المرمى شعيب بلعروش، الذي لعب دوراحاسما في تأمين التأهل المغربي.
وبدأت المباراة بسيطرة واضحة للمنتخب الأمريكي، الذي اعتمد بشكل أساسي على الأجنحة لاختراق دفاعات الفريق الوطني، مستفيدا من نقاط القوة التي أظهرها في دور المجموعات. وحاول الأشبال الرد بهجمات مرتدة من وسط الميدان، لكنها لم تشكل خطورة حقيقية على مرمى الحارس إيدان ستوكس.
وكاد نائلالحداني أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الخامسة برأسية مرتت محاذية للقائم الأيمن، مما رفع معنويات اللاعبين المغاربة وحفزهم على الضغط المستمر.
ومع مرور الوقت، استمر المنتخب الأمريكي في الضغط، حتى نجح جود تيري في تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 21 بعد تمريرة حاسمة من كافان سوليفان، مستغلاً بعض التفكك الدفاعي المغربي.
وعقب الهدف، كثف المنتخب الأمريكي ضغطه على الدفاع المغربي، فيما حاول أشبال الأطلس الرد عبر وليد بنصالح ومنصف زكري، لخلق فرص تهديفية لم تستثمر.
وفي الدقيقة 59، حصل المنتخب الأمريكي على ضربة جزاء إثر خطأ ارتكبه حمزة بوهادي، إلا أن ماتيس ألبرت أهدرها، ليمنح الأشبال دفعة معنوية كبيرة، ويشعل حماس اللاعبين والجماهير على حد سواء.
ومع انطلاق الشوط الثاني، أصبح المنتخب المغربي أكثر جرأة في الهجوم، مستفيدا من تحركات زكرياءالخلفيوي والإضافات التكتيكية التي أجراها المدرب نبيل باها.
ورغم إلغاء هدف التعادل لمنصف زكري في الدقيقة 66 بداعي التسلل، إلا أن دخول إسماعيل العود وعبد لله وزان في الدقيقة 65 أعطى الفريق دينامية هجومية جديدة.
وبفضل مجهودات اللاعبين الجدد وصناعة الفرص من نائل الحداني وحمزة بوهادي، تمكن عبد لله وزان من تسجيل هدف التعادل قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة، مستفيدا من تمريرة ذكية للمدافع حمزة بوهادي، ليعاد الفريق إلى أجواء المنافسة ووتم اللجوء إلى ضربات الترجيح. وشهدت الضربات الترجيحية لحظة حاسمة، حيث تألق حارس المرمى شعيب بلعروش في التصديات، ليمنح أشبال الأطلس الفوز 4–3 وبالتالي التأهل إلى ثمن النهائي. وسيواجه المغرب يوم غد الثلاثاء منتخب مالي، الذي تأهل على حساب زامبيا بنتيجة 3–1، في مواجهة تعد بالكثير من الإثارة والندية.
وبدأ المنتخب الوطني البطولة بخسارة أمام اليابان (0–2) ثم تعرض لهزيمة ثانية أمام البرتغال (0–6)، قبل أن يسجل فوزا تاريخيا على كاليدونيا الجديدة 16–0، وهو الرقم الأعلى في تاريخ مشاركاته في كأس العالم تحت 17 سنة، ليضمن مكانه في الدور الثاني. وتعد هذه المشاركة الثالثة للمغرب في ثمن النهائي بعد نسخة 2013 في الإمارات ونسخة 2023، حيث خرج الفريق في السابق أمام ساحل العاج ومالي.
وبهذا الانتصار، يثبت أشبال الأطلس أنهم قادرون على مواجهة الفرق القوية والتأقلم مع ضغوط المباريات الحاسمة. ويأمل الجمهور المغربي أن يستمر الفريق في تقديم مستويات عالية في مواجهة مالي، وتحقيق إنجاز يضاف إلى تاريخ الكرة المغربية في فئات الشباب.