ينحدرون من مختلف المدن والأقاليم : «الزائر الأبيض» يرسل آلاف الزوار صوب إفران والمناطق الجبلية المجاورة

شهدت افران ، وخاصة المناطق الجبلية المجاورة ، من مدخل المدينة حتى منتجع ميشليفن الغابوي ، يوم الأحد 5 فبراير 2023، توافدا مكثفا لمئات الزوار القادمين من مختلف المدن : الدار البيضاء، الرباط ، القنيطرة ، طنجة… ناهيك عن المدن القريبة ، زوار من مختلف الأعمار، بأسرهم و عائلاتهم ، استغلوا جميع الأماكن و جنبات الطرقات ، للجلوس والمكوث لتناول وجبات الغداء أو للاستراحة والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة ، رغم مرور أكثر من أسبوع على تهاطل الثلوج.
مشاهد الفرحة ببقايا الثلوج والأجواء الساحرة لإقليم إفران، عمت كل مكان بالمنطقة، بعد أن استبدلت الطبيعة رداءها وتوشحت باللون الأبيض الذي ما زال يغطي جنبات الطريق وأعالي الجبال وغاباتها التي تحيط بها من كل جانب، فامتزج لون البياض بخضرة الأشجار ليرسما لوحة فائقة الجمال.
المناطق الخلابة التي تنفرد بها منطقة افران استقطبت يوم الأحد الأخير ،العديد من الزوار من مختلف الجهات ، خصوصا أن هذه التساقطات الثلجية المهمة الأخيرة ، التي طال أمد انتظارها، تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع.
كل المنافذ الى افران والى المناطق المجاورة حتى مشليفن، كانت مملوءة عن آخرها بالزوار، وصفوف وطوابير السيارات والحافلات تتحرك تحرك السلحفاة، بحثا عن مكان للوقوف، وبحثا عن مكان للتزحلق أو لركوب الخيل أو… لذلك تعبأت دوريات الدرك الملكي لضمان حركة مرور و توجيه طوابير العربات نحو مختلف المحاور الطرقية المؤدية إلى هذه المناطق الخلابة لقضاء أجمل اللحظات وتسجيل أحلى الذكريات كما قال أحد الزوار و نحن نأخذ الصور.
«جئنا من مدينة القنيطرة للاستمتاع بهذه المدينة الخلابة التي زادتها الثلوج جمالا”، يقول موظف بشركة فضل زيارة مدينة إفران رفقة زوجته وطفليه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ، مضيفا «أن أسرته تقضي لأول مرة عطلة الأسبوع خارج مدينة القنيطرة منذ مدة ؛ وذلك بسبب الظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا».
«نحن من مدينة فاس المجاورة لمدينة إفران، اخترنا زيارة هذا المكان الرائع للاستمتاع بالطبيعة الثلجية الخلابة”، يقول أحد الشباب، موضحا «أنه جاء في رحلة جماعية لزيارة مدينة إفران رفقة أفراد أسرته».
ورغم النقص الملحوظ في المرافق والأماكن والباحات المؤهلة للاستراحة وللجلوس، فقد فضل الزائرون الجلوس على الأحجار أو على التراب رغم برودة المكان ، بل هناك من «أرخى» بوسائله التقليدية لطهي المأكولات على «المجامر» و«الكوكوط « على البوطا، أمام أنظار السائرين على الطريق، حتى أن البعض منهم أزعج المارة بتضييقه للطريق واستغلالها للطهي والجلوس؟
ورغم قلة الثلوج ذلك اليوم، تبقى مدينة إفران تتفرد بخصوصياتها الطبيعية، على غرار محطات أخرى مماثلة ، فضلا عن بحيراتها وعيونها التي قيل إن التساقطات الثلجية والمطرية الأخيرة ستعيد إليها الحياة بعد فترات متوالية من الجفاف.


الكاتب : فجر مبارك

  

بتاريخ : 07/02/2023