يهود مغاربة كانوا من بين المتبرعين : تجار درب عمر وعائلاتهم يمنحون دماءهم للمرضىوالمحتاجين لها ويساهمون في مواجهة الخصاص

في بادرة إنسانية أصيلة، أقدم تجار منطقة درب عمر بالدارالبيضاء بمعية أفراد من أسرهم على التبرع بدمائهم خلال يومي الجمعة والسبت الأخيرين، مساهمة منهم في الرفع من مخزون احتياطي بنك الدم بالجهة ولأجل التغلب على الخصاص المسجل في هذه المادة الحيوية، خاصة في ظل الجائحة الوبائية التي قلّصت من أعداد المتبرعين خوفا من إصابتهم بعدوى الفيروس، بالرغم من التطمينات التي تحرص الجهات المختصة وطنيا على تقديمها للتشجيع على التبرع بهذه المادة الحيوية التي هي عنوان على الحياة.
المبادرة التي سطرتها وأشرفت عليها جمعية اتحاد تجار ومهنيي درب عمر، أكد علي طرحات نائب رئيس الجمعية في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أنها تندرج ضمن برنامجها الاجتماعي، وهي التي سبق أن كانت لها مساهمة مادية خلال الجائحة لفائدة الصندوق الخاص بمواجهة تداعيات كوفيد 19 فضلا عن تدخلات إنسانية أخرى، مبرزا أن اختيار التبرع بالدم جاء بسبب أهمية هذه المادة التي تضمن استمرار الحياة لعدد من الأشخاص والفئات، سواء المصابين بأمراض معينة أو الذين يتعرضون لحوادث مختلفة أو النساء الحوامل وغيرهم. وأوضح طرحات أن الحملة التي نظمتها الجمعية عرفت مشاركة مجموعة من اليهود المغاربة الذين تطوعوا وتبرعوا بدورهم هم أيضا، مشيرا إلى أن التبرع بالدم يجب أن يصبح ثقافة مستمرة لأهميته من أجل استمرار الحياة وإنقاذ شخص كان مهددا بالموت، وهو ما قد لا ينتبه إليه الإنسان إلا حين الوقوع في حالة حرجة يعي خلالها بأن ندرة الدم لها تبعات جد وخيمة.
ونوّه نائب رئيس اتحاد تجار ومهنيي درب عمر بالمجهودات التي بذلها المركز الجهوي لتحاقن الدم لإنجاح هذه الحملة، من خلال تسخير أطره الطبية والصحية المختلفة التي بلغ عددها 12 شخصا، إلى جانب تظافر جهود أعضاء الجمعية وعدد من المتطوعين الذين سهروا على أن تمر عملية التبرع خلال اليومين المذكورين بشكل منظم، حيث قدّر عدد المشاركين في خطوة التبرع بـ 500 شخص من مختلف الأعمار ومن الجنسين.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن معدل التبرع بالدم بلغ سنة 2019 نسبة 0.99 في المئة من مجموع الساكنة، أي ما يمثل حوالي 334 ألفا و 510 متبرعين ومتبرعات، في حين بلغ عدد المتبرعين إلى حدود شهر يونيو من السنة الفارطة 148.467 مقابل 167.290 خلال السنة التي سبقتها، أي أنه تم تسجيل تراجع يقدر بفارق 18.823 متبرع، بسبب تأثيرات جائحة كوفيد 19. ويعتبر الدم مادة حيوية لا يتم تصنيعها ولا يمكن توفيرها إلا من خلال التبرع، ويرتفع الطلب عليها من طرف عدد من المرضى الذين تضمن لهم الاستمرار في الحياة، ودأبت المراكز المعنية على توجيه نداءات متكررة للقيام بالتبرع وتفادي تراجع مخزون أبناك الدم إلى مستويات قياسية خاصة في ظل غياب ثقافة مستمرة للتبرع، التي تفتقد للانتظامية والاستمرارية، مما يشكل خطرا كبيرا وتهديدا للعديد من المرضى المصابين بأمراض مزمنة ولضحايا الحوادث المختلفة.
ويؤكد المختصون أنه في كل 3 ثواني يكون هناك شخص في حاجة إلى الدم، ومن بين 10 مرضى يلجون المستشفيات فإن مريضا تتطلب وضعيته الصحية الحصول على الدم، مشددين على أن التبرع هو مفيد من الناحية الصحية لصاحبه ولا يشكّل أي خطورة عليه، إذ أكدت الدراسات أن المتبرعين بالدم بشكل منتظم هم أقلّ عرضة للإصابة بأمراض القلب، ويستفيدون من تحاليل مجانية، أخذا بعين الاعتبار أنه يمكن تعويض الكمية المتبرع بها في غضون أيام قليلة، فضلا عن كون عملية التبرع تتم تحت إشراف طاقم طبي وشبه طبي وبوسائل تقنية متطورة معقّمة وذات الاستعمال الواحد، علما بأنه لا يمكن لأحد أن يعتقد بأنه سيكون في منأى عن الحاجة للدم مادام حيّا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 03/03/2021

أخبار مرتبطة

بعدما فقد المغرب اكتفاءه الذاتي في سلسلتي اللحوم وزيت الزيتون   قررت الحكومة ضمن مشروع قانون المالية لسنة 2025 إعفاء

بحضور حشد جماهيري من داخل المغرب وخارجه   في جو مهيب، شيعت جنازة الشابة وئام شفيق، ابنة جواد شفيق عضو

دعت إلى التعبئة من أجل التصدي لهذا المشروع الانفرادي   عبرت الفيدرالية الديمقراطية للشغل عن رفضها وبقوة لمشروع القانون التنظيمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *