يوسف فاضل ينثر علينا غباراً ونجوماً سحرية

صدرت عن منشورات المتوسط -إيطاليا، رواية جديدة للروائي المغربي يوسف فاضل، بعنوان «غبار ونجوم».
الروايةٌ تقف على حوافٍّ كثيرة، وتُفصِّل في التاريخ العام انطلاقاً من الشخصي وما يحدثُ من هزات نفسية للأفراد كما تهتزُّ البلاد في المنعرجات الكبرى.
تدفعك الرواية التي بين يديك، إلى التساؤل أيهُمَا أفضل: الحلمُ المتفائلُ أو الكابوسُ المزعج؟
سيبدو الأمر في البدايةِ محسوماً حتّى وإن تنبَّأت الأبراجُ الفلكيَّةُ بعكسِهِ. لكنَّك مع كوثر وتمَسُّكِها المحموم بحبِّها الأوَّل زكريا، وبحثِها عنه، ومحاولة استعادتِه بعد أن خطفَ عقلَهُ الإسلاميُّون؛ ستجدُ نفسكَ وسط الدخّان والغبار وهياج المعارك، كأنَّ حرباً وشيكةً ستشتعلُ بعد قليل، في الحرم الجامعي، أو في الملعبِ المعشوشب، حيثُ يُقيمُ الشيوعيُّون مائدةً مستديرةً حول حقوقِ المرأة. ولأنَّ الحياة حظٌّ متقطِّع وسوءُ حظٍّ متواصل؛ تتقاطعُ مصائر البطليْنِ مع الدكتور ومراد وغالية وحمّاد والشيخ المزراوي بيدهِ التي تباركُ شباب الجماعة المُتحمِّسين للقتال.
وأنت تُقلِّب الصفحات تخطفك عبقريةُ التفاصيل، بلغةٍ تخصُّ يوسف فاضل وهو يرسمُ ملامح شخصياتٍ تبدو أصواتُها أكبر منها، تفيض بمشاعر تندلقُ كالماء على الرمل، وهي تسعى لتحقيق شرطِها الإنساني، وسط تجاذباتٍ للمُتطرّفين والعاشقين والذاهبينَ في طرقٍ متشعِّبة عبر آسفي وطنجة وشفشاون.
وبين المدينة والغابة والبحر… هناك غبارٌ ونجوم، وكائناتُ ليلٍ لا يعرفُها نهار!
يوسف فاضل، الروائي والمسرحي يتوزَّع نتاجه الأدبي بين الكتابة المسرحية والروائية والسيناريو، تحوَّلت مسرحيته الأولى «حلَّاق درب الفقراء» إلى فيلم أخرجه الرّاحل محمد الركاب. وبالإضافة إلى روايته هذه «غبار ونجوم» أصدر 12 رواية أخرى هي: «الخنازير»، 1983. «أغمات»، 1990. «سلستينا»، 1992، «ملك اليهود»، 1996. «حشيش»، 2000، (جائزة الأطلس الكبير). «ميترو محال»، 2006. «قصة حديقة الحيوان»، 2008. «قط أبيض جميل يسير معي»، 2011. «طائر أزرق نادر يحلق معي»، 2013، (القائمة القصيرة البوكر، جائزة الكتاب بالمغرب). «فرح»، 2016. «مثل ملاك في الظلام» 2018. «حياة الفراشات»، 2020، عن منشورات المتوسط..


بتاريخ : 06/07/2021