«يوميات مهاجر سري» بلغة غوته

عن دار النشر الألمانية «بود» بمدينة نوردرستيت Norderstedt شمال هابروغ صدرت الترجمة الألمانية لـ «يوميات مهاجر سري» لرشيد نيني. تمت الترجمة على يد متمرس في الميدان، د. حميد لشهب، الذي عودنا على نقل مؤلفات فلسفية وسيكو-سوسيولوجية من الألمانية إلى العربية، كما اهتم أيضا بالترجمة من العربية إلى الألمانية لباحثين وأدباء مغاربة بالخصوص (سبيلا، ياسين عدنان وغيرهم). وبهذا يكون مؤلف نيني قد ضمن جودة الترجمة، وشكلا صدر في حلة أنيقة للغاية. وتنضاف هذه الترجمة إذن إلى الترجمة الإسبانية الصادرة بمدريد عام 2002. ودعمت مدينة فيلدكرخ النمساوية، حيث يسكن المترجم، طبع الكتاب ماديا.
د. لشهب صرح بعد صدور الكتاب بأن ما شجعه على هذه الترجمة هو «راهنية موضوعها، أو أن راهنيتها لم تنقطع بعد أجيال متعاقبة للهجرة عامة وما يسمى الهجرة «غير الشرعية» بالخصوص. لا يهتم المرء بالمهاجر غير القانوني، طبقا للشهب،إلا عندما يستطيع بطريقة من الطرف «اقتحام» الحدود الأوروبية بحرا أو برا، بل لا يعير له الساسة الأوربيون أي اهتمام حتى عندما يصل، حتى وإن كانوا يعرفون بأن أرباب العمل يستغلون الأغلبية منهم مقابل أجور زهيدة ودون أدنى ضمانة قانونية. وحتى عندما تُعرض صور لاإنسانية في تلفزات الغرب عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها المهاجر غير الشرعي، أو تعرضه للموت والعنصرية وكل ضروب الإقصاء، فإن الرأي العام الغربي لا يكترث لمصير هؤلاء، على اعتبار أنهم غير أوروبيين ولا يستحقون أي اهتمام، كل ما يستحقونه هو العمل الشاق دون حقوق».
وعن «يوميات مهاجر سري»، يقول لشهب بأن أهميتها تكمن أساسا، في نظره، في الطريقة التي كُتبت بها، وهي طريقة لا يمكن تصنيفها في أي جنس أدبي، حتى وإن كان العنوان يوحي بأنها من صنف اليوميات. كما أن لغتها تشبه رقصا لغويا، سواء في ما يتعلق باستعمال ظروف الزمان أو ظروف المكان: الرقص بين الماضي والحاضر والمستقبل في نفس الجملة، والإنتقال من مدينة إلى أخرى، وهذا بالضبط ما يضفي على هذه اليوميات جمالية غير معهودة في الأدب. هناك نوع من تسويط اللغة قصد تطويعها ونفضها من غبار المسالك المعتادة، لتشي بكنهها.


بتاريخ : 26/04/2022