‭ ‬الزراعة‭ ‬والفوسفاط‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الشراكة‭ ‬المغربية‭ ‬البرازيلية‭ .. ‬ خبراء‭ ‬عسكريون‭ ‬برازيليون‭ ‬يعتبرون‭ ‬المغرب‭ ‬ركيزة‭ ‬لبناء‭ ‬هوية‭ ‬أطلسية‭ ‬جديدة‭ ‬

‭ ‬سلط‭ ‬مشاركون‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬افتراضية،‭ ‬نظمت‭ ‬الأربعاء،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإمكانات ‭»‬الهائلة» ‬التي‭ ‬يتيحها‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والبرازيل‭ ‬في‭ ‬قطاعي‭ ‬الفلاحة‭ ‬والصناعة‭ ‬الغذائية‭ ‬باعتبارهما‭ ‬ركيزة‭ ‬للشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬
وفي‭ ‬مداخلة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الندوة،‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬العربية‭ ‬البرازيلية‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ »‬المغرب‭ ‬والبرازيل‮:‬‭‬ الأعمال‭ ‬الزراعية‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬القارات»‭ ‬،‭‬قال‭ ‬سفير‭ ‬المغرب‭ ‬لدى‭ ‬البرازيل،‭ ‬نبيل‭ ‬الدغوغي،‭ ‬إن‭ ‬قيمة‭ ‬صادرات‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬نحو‭ ‬البرازيل‭ ‬بلغت‭ ‬بين‭ ‬شهري‭ ‬يناير‭ ‬ويوليوز‭ ‬الماضيين‭ ‬600‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬بزيادة‭ ‬20‭ ‬بالمائة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭.‬
وأضاف‭ ‬الدغوغي‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬صادرات‭ ‬البرازيل‭ ‬نحو‭ ‬المغرب‭ ‬بلغ‭ ‬320‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭) ‬زائد‭ ‬35‭ ‬بالمائة‭‬،(‭‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري‭ ‬مع‭ ‬البلد‭ ‬الجنوب‭ ‬أمريكي،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬فرنسا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬زبناء‭ ‬المملكة،‭ ‬سجل‭ ‬فائضا‭ ‬بقيمة‭ ‬280‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لفائدة‭ ‬المملكة‭. ‬وسجل‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬تعكس‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تكتسيها‭ ‬السوق‭ ‬البرازيلية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للصادرات‭ ‬المغربية‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬الثنائي،‭ ‬وإشراك‭ ‬فاعلين‭ ‬جدد‭ ‬وتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬بالبلدين،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المعرض‭ ‬الدولي‭ ‬للفلاحة‭ ‬بمدينة‭ ‬مكناس‭ ‬ومعرض‭»‬أكريشاو‭«‬ بساو‭ ‬باولو‭.‬
وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أشار‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المغربي‭ ‬بالأرقام‭ ‬إلى‭ ‬الأداء‭ ‬الجيد‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬بفضل‭ ‬النتائج‭ ‬الجيدة‭ ‬لمخطط‭ ‬المغرب‭ ‬الأخضر‭.‬
وأشار‭ ‬سفير‭ ‬المغرب‭ ‬لدى‭ ‬البرازيل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المكتسبات‭ ‬ستتعزز‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الجديدة ‭»‬الجيل‭ ‬الأخضر‭ ‬2020‮-‬2030‭ ‬،‭«‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬والتي‭ ‬تروم‭ ‬أساسا‭ ‬تثمين‭ ‬مليون‭ ‬هكتار‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الجماعية‭ ‬ومضاعفة‭ ‬قيمة‭ ‬الصادرات‭ ‬الفلاحية‭ ‬لتبلغ‭ ‬60‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬والناتج‭ ‬الخام‭ ‬الفلاحي‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬250‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الجديدة‭ ‬تتوخى‭ ‬أيضا‭ ‬تحسين‭ ‬تدبير‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬مذكرا‭ ‬بإطلاق‭ ‬أشغال‭ ‬إنجاز‭ ‬محطة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬لأكادير‭ ‬باستثمارات‭ ‬تقدر‭ ‬بـ‭ ‬450‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬
وبخصوص‭ ‬الشراكة‭ ‬الثنائية،‭ ‬سلط‭ ‬سفير‭ ‬المغرب‭ ‬ببرازيليا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإمكانات‭ ‬الواعدة‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬والبلد‭ ‬الجنوب‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرقمنة،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تحسين‭ ‬إنتاجية‭ ‬وتسويق‭ ‬المنتجات‭ ‬الفلاحية‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والمعدات‭ ‬الفلاحية‭.‬
من‭ ‬جهته،‭ ‬أبرز‭ ‬سفير‭ ‬البرازيل‭ ‬لدى‭ ‬المغرب،‭ ‬جوليو‭ ‬غلينترنيك‭ ‬بيتيلي،‭ ‬الدينامية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والبرازيل،‭ ‬والتي‭ ‬تشتمل‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬الفوسفاط‭ ‬والسكر‭ ‬والبن‭ ‬ومنتجات‭ ‬الصيد،‭ ‬مستعرضا‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬أمام‭ ‬الجانبين‭ ‬لتنويع‭ ‬وتعزيز‭ ‬حجم‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬
كما‭ ‬سلط‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬البرازيلي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الزخم‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعطيه‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وتكتل ‭»‬ميركوسور‭ «‬للتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شراكة‭ ‬مربحة‭ ‬للجميع‭.‬
‭ ‬وتميزت‭ ‬هذه‭ ‬الندوة،‭ ‬التي‭ ‬سيرها‭ ‬رئيس‭ ‬الغرفة‭ ‬العربية‭ ‬البرازيلية،‭ ‬روبنز‭ ‬حنون،‭ ‬بمشاركة‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬الشريف‭ ‬للفوسفاط‭ ‬بالبرازيل،‭ ‬أولافيو‭ ‬تاكيناكا،‭ ‬والملحق‭ ‬الزراعي‭ ‬البرازيلي‭ ‬بالمغرب،‭ ‬نيلسون‭ ‬سيزار‭ ‬غيمارايس‭.‬
‭ ‬أكد‭ ‬المشاركون‭ ‬أن‭ ‬الفوسفاط‭ ‬المغربي‭ ‬يكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبرازيل،‭ ‬التي‭ ‬تطمح‭ ‬إلى‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬إنتاجها‭ ‬الفلاحي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭.‬
‭ ‬الفوسفاط‭ ‬‮…‬والبرازيل‭ ‬
وشددوا،‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والبرازيل،‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬زخما‭ ‬متناميا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬لترقى‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬البلدان‭.‬
وفي‭ ‬مداخلة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الندوة،‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬العربية‭ ‬البرازيلية،‭ ‬أكد‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لفرع‭ ‬المكتب‭ ‬الشريف‭ ‬للفوسفاط‭ ‬بالبرازيل،‭ ‬أولافيو‭ ‬تاكيناكا،‭ ‬أن‭ ‬البرازيل‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬إمكانات‭ ‬كبيرة‭ ‬لتطوير‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬مثل‭ ‬شساعة‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬والاستخدام‭ ‬القوي‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬ووفرة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬البلد‭ ‬الجنوب‭ ‬أمريكي‭ ‬بات،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الماضية،‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬مصدري‭ ‬المنتجات‭ ‬الفلاحية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بمبيعات‭ ‬تصل‭ ‬قيمتها‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنويا‭.‬
وأوضح‭ ‬تاكيناكا‭ ‬أن‭ ‬التربة‭ ‬بالبرازيل‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬الفوسفور‭ ‬والمواد‭ ‬العضوية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬ماطو‭ ‬غروسو،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬واردات‭ ‬الأسمدة‭ ‬إذ‭ ‬تستورد‭ ‬60‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬الفوسفاط‭ ‬و90‭‬ بالمائة‭ ‬من‭ ‬البوتاسيوم‭ ‬و70‭‬ من‭ ‬النيتروجين‭.‬
وتابع‭ ‬أن‭ ‬البلد‭ ‬الجنوب‭ ‬أمريكي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأسمدة‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يسجل،‭ ‬وفق‭ ‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة،‭ ‬نموا‭ ‬زراعيا‭ ‬بنسبة‭ ‬40‭ ‬بالمائة‭ ‬بحلول‭ ‬سنة‭ ‬2050 ،‭‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬موردا‭ ‬للبرازيل‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬عاما،‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬جيد‭ ‬يؤهله‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬البرازيل‭ ‬من‭ ‬الأسمدة‭.‬
وبخصوص‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬مجموعة‭ ‬المكتب‭ ‬الشريف‭ ‬للفوسفاط،‭ ‬أكد‭ ‬تاكيناكا‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬اتخذت‭ ‬قرارا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2010‭ ‬ تمثل‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬فرع‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المكتب‭ ‬أنشأ‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬حوالي‭ ‬عشرة‭ ‬فروع‭ ‬في‭ ‬كبرى‭ ‬المناطق‭ ‬الزراعية‭ ‬البرازيلية،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬يتجاوز‭ ‬عددها‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬15‭ ‬فرعا‭.‬
ولفت‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المكتب‭ ‬الشريف‭ ‬للفوسفاط‭ ‬يواكب‭ ‬نمو‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المنتجات‭ ‬النهائية،‭ ‬مسلطا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الشراكات‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬البحثية‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭ ‬للمصادقة‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تتكيف‭ ‬مع‭ ‬الزراعات‭ ‬البرازيلية‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬المكتب‭ ‬الشريف‭ ‬للفوسفاط‭ ‬انخرطت،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جامعة‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬متعددة‭ ‬التخصصات‭ ‬التقنية،‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لتكون‭ ‬إحدى‭ ‬أفضل‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تسهيل‭ ‬التبادل‭ ‬بين‭ ‬الباحثين‭ ‬والطلبة‭.‬
من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬الملحق‭ ‬الزراعي‭ ‬البرازيلي‭ ‬بالمغرب،‭ ‬نيلسون‭ ‬سيزار‭ ‬غيمارايس،‭ ‬أن‭ ‬الفلاحة‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمغرب،‭ ‬الذي‭ ‬بذل‭ ‬جهودا‭ ‬كبيرة‭ ‬لتطوير‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتقليص‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬التساقطات‭ ‬المطرية‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬تنويع‭ ‬منتجاتها‭ ‬الفلاحية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الترويج‭ ‬لمنتجات‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬عالية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والبرازيل‭ ‬شهدت‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭. ‬وسجل‭ ‬سيزار‭ ‬غيمارايس‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬بات‭ ‬الوجهة‭ ‬الإفريقية‭ ‬الثالثة‭ ‬للصادرات‭ ‬البرازيلية‭.‬
المغرب‭ ‬ركيزة‭ ‬لبناء‭ ‬هوية‭ ‬أطلسية‭ ‬جديدة‭ ‬
‭ ‬أكد‭ ‬المركز‭ ‬البرازيلي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬أن‭ ‬المغرب،‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بريادتها‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬المتنامية،‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬كـ ‭»‬ركيزة‭ ‬لبناء‭ ‬هوية‭ ‬أطلسية‭ ‬جديدة»‭.‬
وأضاف‭ ‬المركز،‭ ‬التابع‭ ‬للمدرسة‭ ‬الحربية‭ ‬العليا،‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬مجلته‭ ‬الشهرية‭ «‬أومنيديف‭ ‬أناليسيس‭» ‬ضمن‭ ‬ملف‭ ‬خاص‭ ‬حول‭ «‬المصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للبرازيل‭ ‬والمغرب‭ ‬العربي‭‬ ،‭‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬للبرازيل‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الأطلسي‭ ‬بفضل‭ ‬موقعه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المركزي‭ ‬وطول‭ ‬ساحله‭ ‬الممتد‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬وموانئه‭ ‬الاستراتيجية‭.‬
وسجل،‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬تحليلي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬فابيو‭ ‬ألبيرغاريا‭ ‬دي‭ ‬كيروز‭ ‬وغيليرم‭ ‬لوبيز‭ ‬دا‭ ‬كونا،‭ ‬أن‭ «‬المملكة‭ ‬تفرض‭ ‬نفسها‭ ‬كقاطرة‭ ‬لمد‭ ‬جسر‭ ‬جيوسياسي‭ ‬مهم‭ ‬يربطنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬،‭‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬مدعوون‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬اتبعها‭ ‬المغرب،‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬لترسيخ‭ ‬مكانته‭ ‬كفاعل‭ ‬إقليمي‭ ‬مهم‭ ‬وقطب‭ ‬استقرار‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭.‬
وأشار‭ ‬المركز‭ ‬البرازيلي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يستثمر‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬شراكات‭ ‬استراتيجية‭ ‬متعددة‭ ‬القطاعات‭ ‬مع‭ ‬فاعلين‭ ‬رئيسيين‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭ ‬والهند‭ ‬والصين،‭ ‬والبرازيل‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬اتخذت،‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المتعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬مبادرات‭ ‬هامة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2017،‭ ‬وإرساء‭ ‬شراكات‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭) ‬الناتو)‭ ‬ومنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية،‭ ‬وتنظيم‭ ‬قمة‭ ‬المناخ ‭)‬كوب ‭ (‬22‭‬والمؤتمر‭ ‬العالمي‭ ‬للهجرة‭ ‬في‭ ‬دجنبر‭ ‬2018،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الرئاسة‭ ‬المشتركة‭ ‬للمنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭.‬
وإذا‭ ‬كان‭ ‬المغرب،‭ ‬يضيف‭ ‬مركز‭ ‬التفكير،‭ ‬قد‭ ‬عزز‭ ‬مكانته‭ ‬كقطب‭ ‬بعلاقات‭ ‬إقليمية‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬فإن‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الدينامية‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬الرباط‭ ‬ستكون‭ ‬مفيدة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للمملكة‭ ‬بل‭ ‬لمنطقة‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬بأكملها‭.‬
وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬سجل‭ ‬كاتبا‭ ‬المقال‭ ‬أن‭» ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬المعقدة‭ ‬والمستعصية‭ ‬على‭ ‬الحل‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭ ‬مثل‭ ‬بعض‭ ‬التوترات‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬إرثا‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬الحقبة‭ ‬الاستعمارية»‭.‬
وتابع‭ ‬مركز‭ ‬التفكير‭ ‬البرازيلي‭ ‬أن‭ ‬الدينامية‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الرباط‭ ‬مشجعة‭ ‬وتمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لتفاهم‭ ‬مشترك،‭ ‬حيث‭ ‬المكاسب‭ ‬متبادلة‭ ‬ومفيدة‭ ‬للجميع‭ ‬بهدف‭ ‬حل‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬للمغرب‭ ‬العربي‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الإمكانات‭ ‬الجيوسياسية،‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬المغرب،‭ ‬تؤكد‭ ‬إمكانية‭ ‬استغلال‭ ‬المقومات‭ ‬والفرص‭ ‬القائمة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬اعتبار‭ ‬المملكة‭ ‬مخاطبا‭ ‬مهما‭ ‬يمثل‭ ‬نقطة‭ ‬التقاء‭ ‬بين‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬وكذا‭ ‬منطقة‭ ‬تقاطع‭ ‬بين‭ ‬شمال‭ ‬وجنوب‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭.‬
وسجل‭ ‬المركز‭ ‬البرازيلي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬تحليل‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬حول‭ ‬المغرب،‭ ‬والإمكانات‭ ‬والمبادرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬لجعل‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬فضاء‭ ‬للحوار‭ ‬والتعاون‭ ‬حول‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأمن‭ ‬والدفاع‭ ‬والتنمية‭.‬
وخلصت‭» ‬أومنيديف‭ ‬أناليسيس‭ «‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬تفتح‭ ‬فضاء‭ ‬للفاعلين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭) ‬المغرب‭ ‬والبرازيل)‭ ‬للاضطلاع‭ ‬بدور‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬هوية‭ ‬أطلسية‭ ‬جديدة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأهمية‭ ‬الجيواستراتيجية‭ ‬للمحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬واستدامة‭ ‬فرص‭ ‬التعاون‭ ‬يجب‭ ‬التفكير‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬أوسع‭.‬08


الكاتب : الاتحاد - وكالات

  

بتاريخ : 15/09/2020