‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬جلسة‭ ‬له‭ ‬في ظل‭ ‬قيادة‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬بعد‭ ‬الاعتراف‭ ‬الأمريكي‭ ‬بسيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬أقاليمه‭ ‬الصحراوية

مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يعقد‭ ‬اليوم‭ ‬مشاورات‭ ‬حول‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية
‭ ‬الخصوم‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬تكييف‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وعودة‭ ‬الحرب‮!‬

 

في‭ ‬أول‭ ‬جلسة‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الأممي‭ ‬حول‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية،‭ ‬يطغى‭ ‬ترقب‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬للإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬برئاسة‭ ‬جو‭ ‬بادين،‭ ‬باعتبار‭ ‬بلاده‭ ‬حاملة‭ ‬القلم‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬وفي‭ ‬صياغة‭ ‬تقريرها‮.‬
‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬الخصوم‭ ‬المعروفين‭ ‬والرسميين‭ ‬للمغرب‭ ‬قد‭ ‬حاولوا‭ ‬جعل‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬الاعتراف‭ ‬بسيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬صحرائه،‭ ‬حصان‭ ‬طروادة‭ ‬والمدخل‭ ‬لمناوراتهم‭ ‬المناهضة‭ ‬للبلاد‮.‬
كما‭ ‬اشتغلت‭ ‬الآلة‭ ‬الدعائية‭ ‬الرسمية‭ ‬للدولة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬بشكل‭ ‬مكثف،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحويل‭ ‬تعيين‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬صك‭ ‬اتهام‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‮.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬ندد‭ ‬عمر‭ ‬هلال‭ ‬بازدواجية‭ ‬خطاب‭ ‬الجزائر‭ ‬و‭ ‬‮”‬البوليساريو‮”‬‭ ‬بشأن‭ ‬موضوع‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للصحراء‭ ‬المغربية‮.‬
وفي‭ ‬رسالة‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬عشية‭ ‬مشاورات‭ ‬المجلس‭ ‬حول‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬والمقرر‭ ‬عقدها‭ ‬يومه‭ ‬الأربعاء‭ ‬21‭ ‬أبريل،‭ ‬كشف‭ ‬السفير،‭ ‬الممثل‭ ‬الدائم‭ ‬للمغرب‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬عمر‭ ‬هلال،‭ ‬عن‭ ‬العراقيل‭ ‬والعقبات‭ ‬والمماطلة‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬الجزائر‭ ‬و”البوليساريو‮”‬‭ ‬بشأن‭ ‬موضوع‭ ‬تعيين‭ ‬مبعوث‭ ‬شخصي‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬واستئناف‭ ‬المسلسل‭ ‬السياسي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مفندا‭ ‬الخلط‭ ‬والمغالطات‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬الجزائر‭ ‬خلقها‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬شدد‭ ‬هلال‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬وافق،‭ ‬بشكل‭ ‬فوري،‭ ‬على‭ ‬مقترحات‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬تعيين‭ ‬مبعوث‭ ‬شخصي‭ ‬للصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الروماني‭ ‬السابق،‭ ‬بيتري‭ ‬رومان،‭ ‬في‭ ‬دجنبر‭ ‬2020،‭ ‬ووزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬البرتغالي،‭ ‬لويس‭ ‬أمادو‭ ‬لاحقا‭.‬
وقال‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المغربي‭ ‬‮”‬من‭ ‬خلال‭ ‬ردوده‭ ‬الإيجابية‭ ‬والجادة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المقترحات،‭ ‬يجدد‭ ‬المغرب‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التزامه‭ ‬بدعم‭ ‬الجهود‭ ‬الحصرية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحل‭ ‬هذا‭ ‬النزاع،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬احترامه‭ ‬لقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‮”.‬
من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬ذكر‭ ‬هلال‭ ‬أنه‭ ‬‮”‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تواصل‭ ‬الجزائر‭ ‬و‭ ‬‮”‬البوليساريو‮”‬‭ ‬عرقلة‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‮.‬‭ ‬ففي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬رفضا‭ ‬الاقتراحين‭ ‬بتعيين‭ ‬السيد‭ ‬بيتر‭ ‬رومان‭ ‬والسيد‭ ‬لويس‭ ‬أمادو‮.‬‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬خرقا‭ ‬صارخا‭ ‬للقرار‭ ‬رقم‭ ‬2548‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬تعيين‭ ‬‮”‬مبعوث‭ ‬شخصي‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬الآجال‮”.‬
وشدد‭ ‬هلال‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮”‬هذه‭ ‬العرقلة‭ ‬تشكل‭ ‬إهانة‭ ‬لسلطة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬وازدراء‭ ‬لقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‮.‬‭ ‬إنها‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬ازدواجية‭ ‬الخطاب‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬و‮”‬‭ ‬البوليساريو‭ ‬‮”:‬‭ ‬فمن‭ ‬ناحية،‭ ‬يدعوان‭ ‬علنا‭ ‬وعلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى،‭ ‬إلى‭ ‬تعيين‭ ‬مبعوث‭ ‬شخصي‭ ‬واستئناف‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬بل‭ ‬والتجرؤ‭ ‬على‭ ‬انتقاد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لغياب‭ ‬مبعوث،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬رفضا‭ ‬جميع‭ ‬المرشحين‭ ‬ذوي‭ ‬الكفاءة‭ ‬والمكانة‭ ‬والمقترحين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأمين‭ ‬العام‮”.‬‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮”‬الجزائر‭ ‬و‭ ‬‮(‬البوليساريو‮)‬‭ ‬ينبغي‭ ‬عليهما‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكاملة‭ ‬لرهنهما‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬يطالب‭ ‬بها‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‮”.‬
وذكر‭ ‬السفير‭ ‬هلال‭ ‬بأن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬جدد‭ ‬التأكيد‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬خلال‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬نونبر‭ ‬2020،‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬سيواصل‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تشرك‭ ‬الأطراف‭ ‬الحقيقية‭.‬
وشدد‭ ‬هلال‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮”‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإن‭ ‬الجزائر‭ ‬هي‭ ‬الطرف‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬خلق‭ ‬ويعبئ‭ ‬كافة‭ ‬وسائله‭ ‬لإدامة‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‮.‬‭ ‬ويتعين‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانخراط‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬الموائد‭ ‬المستديرة،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬2440‭ ‬و‭ ‬2468‭ ‬و‭ ‬2494‭ ‬و‭ ‬2548،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬واقعي‭ ‬وبراغماتي‭ ‬ودائم‭ ‬ومتوافق‭ ‬بشأنه‭ ‬بخصوص‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‮”.‬
وخلص‭ ‬سفير‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮”‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سيادة‭ ‬المغرب‭ ‬ووحدته‭ ‬الترابية،‭ ‬والتي‭ ‬كرست‭ ‬سموها‭ ‬وجديتها‭ ‬ومصداقيتها‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬السبعة‭ ‬عشر‭ ‬منذ‭ ‬تقديمها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‮”.‬
إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تقود‭ ‬جحافل‭ ‬الانفصال‭ ‬حربا‭ ‬إعلامية‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يدعون‭ ‬أنه‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬الصحراء‮..‬‭ ‬


بتاريخ : 21/04/2021