‮ ‬مشاريع تنموية مهمة لا تزال متعثرة

الدارالبيضاء من المدن النشيطة والحيوية بالمغرب المعاصر وقد استطاعت‮ ‬أن تصبح من أهم المدن على جميع المستويات ذات اشعاع إفريقي وعالمي، ولكي‮ ‬تحقق هذا الاقلاع ويستمر هذا الاشعاع ‬التنموي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬الذي‮ ‬يسعى المسؤولون و المنتخبون على حد سواء إلى تحقيقه‮ ‬تمت برمجة مشاريع في مناطق متعددة داخل المدينة الهدف منها تحقيق تلك الرهانات و المضي قدما نحو المستقبل القريب أو البعيد خصوصا و أن المدينة تستعد لاحتضان تظاهرات رياضية قارية وعالمية مهمة، غير أن واقع الحال يفند ذلك فهناك عدة أوراش و مشاريع من الحجم الكبير بالمدينة تم إعطاء انطلاقتها منذ مدة،‮ ‬ما تزال إلى حدود اليوم تعرف تعثراً‮ ‬في‮ ‬انجازها‭.
هذه المشاريع التي‮ ‬من المفترض أن تساهم في‮ ‬التنمية الحضرية و الاقتصادية للمدينة‮
‬يبدو أنها لن ترى النور قريبا نظرا للعديد من الاشكالات التي‮ ‬تتخبط فيها والتي‮ ‬تتراوح بين‮ ‬الإهمال وسوء التدبير.
هي ‮خمسة‮ ‬مشاريع ضخمة‮ ‬على الخصوص،‮ ‬رصدت لها امكانيات مالية ولوجيستيكية‮ ‬مهمة بكل من منطقة عين السبع حيث تم سنة المصادقة على تهيئة الكورنيش ‬ ‬كجزء من مشاريع التنمية بالمدينة،‮ ‬والذي‮ ‬رصد له‮ ‬غلاف مالي قدره‮ ‬100‮ ‬مليون درهم،‮ ‬وتشمل التهيئة كورنيش شواطئ‮ « ‬السعادة‮‬،‮ الشهدية‮ ‮‬و‮‬النحلة‮ »‬،‮ ‬على طول‮ ‬متر بدءًا من منطقة‮ « ‬ميموزا‮ » ‬بعين السبع وانتهاءً‮ ‬بساحة زناتة‮ ‬إلا أن هذا المشروع‮ ‬لم‮ ‬يتم انجازه في‮ ‬الموعد المحدد له أي‮: ‬في‮ ‬يوليوز المنصرم‮. ‬هذا التأخير الذي‮ ‬أصبح‮ ‬يثير الكثير من التساؤلات حول جدية التزام الجهات المعنية بإتمام هذا المشروع الحيوي‮ ‬الذي‮ ‬كان من المتوقع أن‮ ‬يشكل متنفسًا هامًا لساكنة عمالتي‮ ‬سيدي‮ ‬البرنوصي‮ ‬وعين السبع‮. ‬وعنصر جذب سياحي‮ ‬بالمنطقة.
-تهيئة منطقة زناتة
على الرغم من مرور أكثر من عقد على إطلاق هذا المشروع،‮ ‬إلا أن النتائج على أرض الواقع تفصح عن ‬غير ذلك‮.‬فالأعمال ما زالت متعثرة،‮ ‬والعديد من المرافق والبنى التحتية لم تُستكمل بعد‮.
‬باستثمار ضخم قدره‮ ‬21‮ ‬مليار درهم‮. ‬تولت شركة تهيئة زناتة،‮ ‬التابعة لصندوق الإيداع والتدبير،‮ ‬قيادة هذا المشروع الذي‮ ‬يمتد على مساحة‮ ‬1830‮ ‬هكتارًا ويطل على واجهة بحرية تزيد عن‮ ‬5‮ ‬كيلومترات،‮ ‬وقد كان من المفترض أن‮ ‬يُحول هذا المشروع الضخم المنطقة إلى محور اقتصادي‮ ‬واجتماعي‮ ‬يعزز من جودة الحياة في‮ ‬المدينة،‮ ‬وأن‮ ‬يساهم في‮ ‬التنمية المستدامة وفي‮ ‬الحد من البطالة عبر‮ ‬إحداث‮ ‬100000‮ ‬فرصة عمل‮ ‬إلا أنه مايزال دون تحقيق ذلك
-‬مشروع نقل أسواق الجملة إلى حد السوالم‬
المشروع الذي‮ ‬رُصدت له ميزانية تقدر بـ‮ ‬1‭.‬5‮ ‬مليار درهم،‮ ‬يُمول بالشراكة بين جماعة الدار البيضاء،‮ ‬مجلس الجهة،‮ ‬ووزارتي‮ ‬الداخلية والفلاحة،‮ ‬وصندوق الإيداع والتدبير‮. ‬ويهدف هذا المشروع إلى التخفيف من حركة السير و الجولان والضغط الذي‮ ‬تعاني‮ ‬منه شوارع العاصمة الاقتصادية،‮ ‬وذلك من خلال بناء منصة‮ ‬غذائية وزراعية متكاملة.
‬هذه المنصة الجديدة،‮ ‬التي‮ ‬ستقام على مساحة‮ ‬309‮ ‬هكتارات فوق تراب‮ ‬جماعة الساحل ولاد حريز،‮ ‬التي‮ ‬تبعد حوالي‮ ‬14‮ ‬دقيقة عن مدينة الدار البيضاء‮. ‬ويأمل المجلس الجماعي‮ ‬من خلال هذا المشروع ‮ تحقيق منصة ‬غذائية بمعايير عالمية تكون الأولى من نوعها على المستوى الوطني‮.‬بحيث سيتم نقل كل من سوق الجملة للدجاج من منطقة الحي‮ ‬المحمدي‮ ‬و سوق الخضر والفواكه بسيدي‮ ‬عثمان،وكذلك كل من سوق الجملة للأسماك وسوق اللحوم من منطقة‮ ‬الهراويين إلى نفس المنصة ويُرتقب أن‮ ‬يتم الشروع في‮ ‬هذا التنقيل خلال الاشهرالقليلة المقبلة‮.‬
– ‬حديقة الحيوانات عين السبع‮ ‬
انطلقت أشغال تهيئة هذا المشروع في‮ ‬عام‮ ‬2016‮ ‬بتكلفة مالية بلغت حوالي‮ ‬250‮ ‬مليون درهم‮. ‬وعلى الرغم من انتهاء الأشغال في‮ ‬هذه الحديقة‮ ‬،‮ ‬إلا أنه في‮ ‬كل مرة‮ ‬يتم الإعلان عن موعد محدد لافتتاحها‮‬،‮ ‬يُتم تأجيله لأسباب متعددة‮. ‬هذا التأجيل المستمر أثار استياء العديد من سكان المنطقة والمدينة ككل،‮ ‬وتعد حديقة الحيوانات عين السبع من الأماكن التاريخية للمدينة ومن المشاريع المهمة التي‮ ‬كان‮ ‬يُفترض أن تساهم في في الرفع من عدد الفضاءات الترفيهية بالمدينة‮. وتوفير متنفس لساكنة المنطقة
-‬مشروع المسرح الكبير بالدار البيضاء
بميزانية ضخمة تتجاوز‮ ‬144‮ ‬مليار سنتيم تم إنجاز هذا المشروع الثقافي‮ ‬الكبيرالذي‮ ‬يطمح منه المساهمة في‮‬الرفع وتجويد الانتاج والعرض الثقافي‮ ‬والفني‮ ‬لا على المستوى المحلي‮ ‬بل أن‮ ‬يتجاوز ذلك إلى مستويات قارية‮ ‬و دولية،‮ ‬وعلى الرغم من استكمال الأعمال الإنشائية،‮ ‬إلا أنه لم‮ ‬يُفتح بعد في‮ ‬وجه‮ ‬الجمهور،‮ ‬مما‮ ‬يثير الكثير من الأسئلة القلقة حول ذلك‮.‬
هذه مجموعة من المشاريع التي ينبغي الإسراع بالافراج عنها تلبية لحاجيات المدينة والمواطنيين البيضاويون و- تحقيقا للغايات المرجوة منها.


الكاتب : كمال وبران

  

بتاريخ : 11/09/2024