‮ ‬7‮ ‬أسئلة‭ ‬لفهم‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬حول‭ ‬الاستعمالات‭ ‬المشروعة‭ ‬لنبتة‭» ‬الكيف‮»‬

‮ ‬ ‭ ‬يواصل‭ ‬مجلس‭ ‬الحكومة‭ ‬دراسة‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬حول‭ ‬الاستعمالات‭ ‬المشروعة‭ ‬لنبتة‭ ‬القنب‭ ‬الهندي،‭ ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬يلي‭ ‬سبعة‭ ‬أسئلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬إطار‭ ‬تشريعي‭ ‬لتطوير‭ ‬فروع‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭ ‬لأغراض‭ ‬طبية‭ ‬واستخدامه‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬والتجميل‭.‬

 

‬‭p ‬ ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬أهداف‭ ‬مشروع‭ ‬القانون؟
n يهدف‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬يسمح‭ ‬بتطوير‭ ‬أنشطة‭ ‬الاستعمال‭ ‬الطبي‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاستعمالات‭ ‬التجميلية‭ ‬والصناعية،‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬الالتزامات‭ ‬الدولية‭ ‬للمغرب‭.‬
كما‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬الاستغلال‭ ‬السريع‭ ‬للفرص‭ ‬التي‭ ‬يتيحها‭ ‬سوق‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬وجذب‭ ‬الفاعلين‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬هدا‭ ‬المجال‭.‬
ويسعى‭ ‬المشروع‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬نظام‭ ‬فعال‭ ‬للمراقبة‭ ‬والرصد‭ ‬بهدف‭ ‬منع‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬لمسار‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬ومشتقاته‭ ‬نحو‭ ‬السوق‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭.‬
كما‭ ‬يسعى‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬تحول‭ ‬الزراعات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬والمضرة‭ ‬بالبيئة‭ ‬إلى‭ ‬أنشطة‭ ‬مشروعة‭ ‬ومستدامة‭ ‬ومدرة‭ ‬للدخل‭ ‬وموفرة‭ ‬للشغل‭.‬

‭p ‬ ما‭ ‬هي‭ ‬الانعكاسات‭ ‬السوسيو‭ ‬اقتصادية‭ ‬المنتظرة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬؟
‭ n ‬لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬الدراسات‭ ‬المنجزة‭ ‬أن‭ ‬المزارعين‭ ‬الذين‭ ‬سينخرطون‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬المشروع،‭ ‬سيستفيدون‭ ‬من‭ ‬مداخيل‭ ‬مرتفعة‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬مقارنة‭ ‬بتلك‭ ‬التي‭ ‬يحققونها‭ ‬حاليا،‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬تام‭ ‬للبيئة‭.‬
وسيسمح‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬يضعه‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬أيضا،‭ ‬لبلادنا‭ ‬بجذب‭ ‬أكبر‭ ‬المصنعين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬موازاة‭ ‬مع‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬صناعي‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‮.‬‭ ‬كما‭ ‬ستحدث‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المتوقعة‭ ‬عائدات‭ ‬في‭ ‬القيمة‭ ‬وفرص‭ ‬الشغل‭.‬

‭p ‬ ما‭ ‬هي‭ ‬الاستعمالات‭ ‬المشروعة‭ ‬التي‭ ‬ينص‭ ‬عليها‭ ‬مشروع‭ ‬القانون؟
n لا‭ ‬يتعلق‭ ‬المشروع‭ ‬بالاستعمال‭ ‬الترفيهي‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي،‭ ‬والذي‭ ‬سيظل‭ ‬ممنوعا،‭ ‬بل‭ ‬يتعلق‭ ‬المشروع‭ ‬حصريا‭ ‬بالاستعمالات‭ ‬التالية‭:‬
‮- ‬‭‬الاستعمال‭ ‬الطبي‭: ‬المزايا‭ ‬العلاجية‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭ ‬تنكشف‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الهيئات‭ ‬العلمية‭ ‬المختصة،‭ ‬وهو‭ ‬يعتبر‭ ‬فعالا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬الأمراض‭ ‬التالية،‭ ‬الأمراض‭ ‬العصية‭ “‬التوليدية‭” ‬مثل‭ ‬الباركنسون‭ ‬والزهايمر‭..‬ والأمراض‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التهابات‭ ‬والمرتبطة‭ ‬بالمناعة‭ ‬الذاتية‭ ‬وداء‭ ‬التهاب‭ ‬الأمعاء‭ (‬الكرون‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬يعتبر‭ ‬فعالا‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬السرطانية‭ ‬والصرع‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬الجهاز‭ ‬العصبي‭ ‬المركزي‭.‬
ويجدر‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬استعمال‭ ‬هذه‭ ‬النبتة‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬العربي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬9‭ ‬للميلاد،‭ ‬ففي‭ ‬كتاب‭ “‬قانون‭ ‬الطب‭” ‬لابن‭ ‬سينا،‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬11 ،‭‬يتم‭ ‬ذكر‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬باعتباره‭ ‬منتشر‭ ‬الاستعمال‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي‭ ‬لخصائصه‭ ‬المفيدة‭ ‬في‭ ‬التخدير،‭ ‬وشغل‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬مكانة‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬تدريس‭ ‬الطب‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬القرن‭ ‬17‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭.‬
‮- ‬‭ ‬الاستعمال‭ ‬في‭ ‬مستحضرات‭ ‬التجميل
‮- ‬‭ ‬الاستعمال‭ ‬الصناعي‭ ‬‮..‬‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬استعماله‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بخرسانة‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬والطلاء‭ ‬الذي‭ ‬يستعمل‭ ‬فيه‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الجير‭ ‬لتحقيق‭ ‬العزل‭ ‬الصوتي‭ ‬والحراري،‭ ‬كما‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬صناعات‭ ‬النسيج‭ ‬وصناعة‭ ‬الورق‭ ‬وصناعات‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬توظفه‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬لوحات‭ ‬القيادة‭ ‬ولتقوية‭ ‬الأبواب‭ ‬وأجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬السيارات،‭ ‬كما‭ ‬يستخدم‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬بعض‭ ‬الأغذية‭ ‬الحيوانية‭ ‬واستخلاص‭ ‬بعض‭ ‬المكونات‭ ‬الغذائية‭ ‬للاستهلاك‭ ‬البشري‭ ‬مثل‭ ‬بعض‭ ‬الفيتامينات‭ ‬والمعادن‭ ‬والأحماض‭ …‬

‭ p‬‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الآن‭ ‬؟
n يشهد‭ ‬العالم‭ ‬حاليا‭ ‬تطورا‭ ‬سريعا‭ ‬لتقنين‭ ‬استعمال‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الترفيهي‮.‬‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬تعزز‭ ‬أخيرا‭ ‬باتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الأخيرة‭ ‬والتوصيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬والتي‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تصنيف‭ ‬هذه‭ ‬النبتة‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬توفر‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬على‭ ‬خصائص‭ ‬علاجية‭ ‬ودوائية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استعمالاتها‭ ‬الممكنة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التجميلي‭ ‬والصناعي‭ ‬والفلاحي‭.‬
وينبغي‭ ‬التذكير‭ ‬بأنه‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني،‭ ‬تبنت‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمخدرات‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬فبراير‭ ‬2020،‭ ‬توصية‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬حذف‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬تهديدا‭ ‬خطيرا‭ ‬ولا‭ ‬تحمل‭ ‬أية‭ ‬قيمة‭ ‬علاجية‭ ‬مهمة،‭ ‬وكل‭ ‬تأخير‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬ملائم،‭ ‬يعني‭ ‬فقدان‭ ‬فرصة‭ ‬اقتصادية‭ ‬يوفرها‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وذلك‭ ‬لفائدة‭ ‬الدول‭ ‬المنافسة‭.‬

‭ p‬ماهي‭ ‬أنواع‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬ترخيصها‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬معاهدة‭ ‬فيينا‭ ‬لعام‭ ‬1971‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمؤثرات‭ ‬العقلية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬مادة‭ ‬THC‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬القنب‭ ‬الهندي،‭ ‬ووضعت‭ ‬وسائل‭ ‬صارمة‭ ‬لمراقبة‭ ‬هذه‭ ‬المؤثرات‭ ‬؟
n الأنواع‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬ترخيصها‭ ‬من‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تطابق‭ ‬خصائص‭ ‬البذور‭ ‬والنباتات‭ ‬المعتمدة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الوكالة،‭ ‬وهناك‭ ‬إجمالا‭ ‬نوعان‭ ‬من‭ ‬الزراعات‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬إحداثها‭ ‬‮..‬
نوع‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬المزروعات‭ ‬الموجهة‭ ‬للمجال‭ ‬الطبي‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬مادة‭ ‬THC،‭ ‬وهي‭ ‬الزراعات‭ ‬التي‭ ‬ستوفر‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬النسب‭ ‬الضرورية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمصنعين‭. ‬وستكون‭ ‬المنتوجات‭ ‬النهائية‭ ‬لهذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬خاضعة‭ ‬لمدونة‭ ‬الأدوية‭ ‬والصيدلة،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬ملزمة‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬لولوج‭ ‬الأسواق،‭ ‬تمنحه‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭.‬
ونوع‭ ‬ثان‭ ‬من‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬موجه‭ ‬للأنشطة‭ ‬الأخرى،‭ ‬طبية‭ ‬وتجميلية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مادة‭ ‬CBD‭ ‬والأنشطة‭ ‬الصناعية‭ ‬غير‭ ‬الطبية‭. ‬وسيحدد‭ ‬معدل‭ ‬مادة‭ ‬THC‭ ‬الأقصى‭ ‬بنصوص‭ ‬تنظيمية‭.‬

‭ p ‬ لماذا‭ ‬لا‭ ‬يفتح‭ ‬المشروع‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬المصنعين‭ ‬لممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الزراعة‭ ‬ويحصرها‭ ‬في‭ ‬الفلاحين‭ ‬والمستغلين‭ ‬التقليديين؟
n بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬تحول‭ ‬سريع‭ ‬للأنشطة‭ ‬الزراعية‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬نحو‭ ‬الأنشطة‭ ‬المشروعة،‭ ‬يحتفظ‭ ‬المشروع‭ ‬بكامل‭ ‬فرص‭ ‬النمو‭ ‬لأنشطة‭ ‬الزراعة‭ ‬للساكنة‭ ‬المنخرطة‭ ‬فيها‭ ‬تاريخيا،‭ ‬أي‭ ‬المزارعين‭ ‬التقليديين‮.‬‭ ‬ويرمي‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬برنامج‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬القانوني‭ ‬مشروعا‭ ‬مدمجا‭ ‬يحقق‭ ‬انخراط‭ ‬الجميع‭. ‬أما‭ ‬مساهمة‭ ‬شركات‭ ‬الصناعات‭ ‬الصيدلية‭ ‬فهي‭ ‬مطلوبة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التطوير‭ ‬الصناعي‭.‬

p ‬لماذا‭ ‬تحديد‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬ستمارس‭ ‬فيه‭ ‬زراعة‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬المشروع؟
n يرمي‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬صادقت‭ ‬عليها‭ ‬المملكة،‭ ‬فالمعاهدة‭ ‬الفريدة‭ ‬حول‭ ‬المخدرات‭ ‬لعام‭ ‬1961،‭ ‬والتي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬المغرب‭ ‬عام‭ ‬1966،‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحديد‭ ‬المناطق‭ ‬والقطع‭ ‬الأرضية‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬فيها‭ ‬زراعة‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬المخصص‭ ‬لإنتاج‭ ‬موجه‭ ‬لغايات‭ ‬طبية‭. ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تنص‭ ‬المعاهدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزراعة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الكميات‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬الأنشطة‭ ‬المشروعة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مجال‭ ‬ترخيص‭ ‬هذه‭ ‬الزراعة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتلاءم‭ ‬باستمرار‭ ‬مع‭ ‬الطلب‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي،‭ ‬وتنصيص‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬بواسطة‭ ‬نصوص‭ ‬تنظيمية،‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المرونة‭.‬
كما‭ ‬يخضع‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬زراعات‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬THC،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬مجال‭ ‬تطبيق‭ ‬المعاهدة‭ ‬الفريدة‭ ‬لعام‭ ‬1961،‭ ‬لنفس‭ ‬المقتضيات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالقنب‭ ‬الهندي‭ ‬الطبي،‭ ‬أي‭ ‬تحديد‭ ‬المجال‭ ‬الجغرافي‭ ‬للزراعة‭ ‬ونظام‭ ‬الترخيص‭ ‬‮…‬‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬مخاطر‭ ‬التداخل‭ ‬بين‭ ‬الزراعتين‭ ‬القانونية‭ ‬وغير‭ ‬القانونية‭.‬
إلى‭ ‬جانب‭ ‬غايته‭ ‬الإدماجية،‭ ‬ينص‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬انتظام‭ ‬الفلاحين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تعاونيات‭ ‬بغرض‭ ‬تحقيق‭ ‬عدة‭ ‬مزايا‭ ‬كالتخفيف‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬الوضعية‭ ‬العقارية‭ ‬المجزأة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الأرضية‭ ‬تقل‭ ‬مساحتها‭ ‬عن‭ ‬هكتار‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬قوة‭ ‬تفاوضية‭ ‬أكبر‭ ‬للفلاحين‭ ‬تجاه‭ ‬المصنعين،‭ ‬ويسمح‭ ‬للوكالة‭ ‬وباقي‭ ‬القطاعات،‭ ‬بضمان‭ ‬تأطير‭ ‬أفضل‭.‬

 

الاستعمال‭ ‬الطبي‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭.. ‬ توجه‭ ‬عالمي‭ ‬حثيث‭ ‬وفرص‭ ‬واعدة‭ ‬للمغرب

 

في‭ ‬خضم‭ ‬النمو‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬تحقيق‭ ‬نمو‭ ‬سنوي‭ ‬بنسبة‭ ‬30‭ ‬بالمائة،‭ ‬فإن‭ ‬استعمال‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬لأهداف‭ ‬طبية‭ ‬يتيح‭ ‬للمغرب‭ ‬فرصا‭ ‬واعدة‭ ‬ينبغي‭ ‬اغتنامها،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬السباق‭ ‬المحموم‭ ‬نحو‭ ‬التقنين‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭.‬
هذا‭ ‬المعطى‭ ‬البراغماتي‭ ‬يدفع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬وأوساط‭ ‬الأعمال‭ ‬ورجال‭ ‬السياسة‭ ‬للترافع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توسيع‭ ‬قطاع‭ ‬الاستعمالات‭ ‬المشروعة‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭ ‬نحو‭ ‬المجالات‭ ‬الطبية‭ ‬والتجميلية‭ ‬والصناعية‭.‬
وقد‭ ‬تم،‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني،‭ ‬اتخاذ‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دراسة‭ ‬مجلس‭ ‬الحكومة‭ ‬لمشروع‭ ‬قانون‭ ‬الاستعمالات‭ ‬المشروعة‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭.‬
وينص‭ ‬المشروع،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قيد‭ ‬الدراسة،‭ ‬بشكل‭ ‬حصري،‭ ‬على‭ ‬الاستعمالات‭ ‬العلاجية‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي،‭ ‬وخاصة‭ ‬لبعض‭ ‬الأمراض‭ ‬العصية‭ “‬التوليدية‭” ‬مثل‭ ‬الباركنسون‭ ‬والزهايمر،‭ ‬والأمراض‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التهابات‭ ‬والمرتبطة‭ ‬بالمناعة‭ ‬الذاتية،‭ ‬أو‭ ‬لعلاج‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬السرطانية‭.‬
وبرأي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخبراء،‭ ‬فإن‭ ‬المملكة‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬مؤهلات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬نظام‭ ‬بيئي‭ ‬ملائم‭ ‬‮(‬التربة‭ ‬والمناخ‮)‬،‭ ‬والقرب‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬الأوروبية‭ ‬الصاعدة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الدراية‭ ‬الموروثة‭ ‬التي‭ ‬تمتع‭ ‬بها‭ ‬الفلاحون‭ ‬المغاربة‭.‬
إن‭ ‬اغتنام‭ ‬هذه‭ ‬الفرص‭ ‬والاستغلال‭ ‬يمر‭ ‬أساسا‭ ‬عبر‭ ‬تمكين‭ ‬الفاعلين‭ ‬الدوليين‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬التموقع‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وحدات‭ ‬للتحويل‭ ‬الصناعي،‭ ‬ثم‭ ‬لاحقا‭ ‬تطوير‭ ‬صناعة‭ ‬وطنية‭ ‬محلية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬
وبلغة‭ ‬الأرقام،‭ ‬فقد‭ ‬عرفت‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭ ‬المستعمل‭ ‬لغايات‭ ‬طبية‭ ‬نموا‭ ‬كبيرا،‭ ‬وتشير‭ ‬توقعات‭ ‬النمو‭ ‬السنوي‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬زيادة‭ ‬تقدر‭ ‬بـ30‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬عالميا‭ ‬و60‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭.‬
وقامت‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وخاصة‭ ‬منها‭ ‬الأوروبية،‭ ‬بتقنين‭ ‬استعمال‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬لأهداف‭ ‬طبية،‭ ‬وحتى‭ ‬لأهداف‭ ‬ترفيهية‭ ‬في‭ ‬غالبية‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭.‬
ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بـ30‭ ‬ولاية‭ ‬أمريكية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬كندا‭ ‬وأستراليا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬والبرتغال‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وسويسرا‭ ‬وهولندا‭ ‬وبولونيا‭ ‬والسويد‭ ‬وجمهورية‭ ‬التشيك‭ ‬والدنمارك‭ ‬وكرواتيا‭ ‬واليونان‭ ‬وقبرص‭ ‬والهندوراس‭ ‬والشيلي‭ ‬وكولومبيا‭ ‬والبيرو‭ ‬والأوروغواي‭ ‬والهند‭ ‬والصين‭ ‬ولبنان‭ ‬ومالاوي‭ ‬وزيمبابوي‭ ‬وزامبيا‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وليسوتو‭ ‬وغانا،‭ ‬وغيرها‭.‬
إن‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬المحموم‭ ‬نحو‭ ‬التقنين،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬سوف‭ ‬يقضي‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬غير‭ ‬المشروع،‭ ‬والوارد‭ ‬من‭ ‬المغرب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬زيادة‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والبيئية‭ ‬الحالية‭.‬
وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬المملكة،‭ ‬تعتبر‭ ‬الزراعة‭ ‬المشروعة‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭ ‬عنصر‭ ‬توحيد‭ ‬بالنسبة‭ ‬للساكنة‭ ‬المنخرطة‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬حيث‭ ‬سيمكنهم‭ ‬التقنين‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬المفروضة‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬شبكات‭ ‬الاتجار،‭ ‬والانخراط‭ ‬بالتالي‭ ‬في‭ ‬النسيج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الوطني‭.‬
كما‭ ‬ستطور‭ ‬الزراعة‭ ‬المقننة‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭ ‬مستوى‭ ‬عيش‭ ‬الساكنة،‭ ‬والتي‭ ‬تظل‭ ‬خاضعة‭ ‬لجو‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الملاحقة‭ ‬القضائية،‭ ‬ولغياب‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬للشباب،‭ ‬بسبب‭ ‬الهدر‭ ‬المدرسي‭.‬
وسيتيح‭ ‬تقنين‭ ‬زراعة‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬أيضا‭ ‬بتخفيف‭ ‬الانعكاسات‭ ‬البيئية‭ ‬للزراعة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬من‭ ‬اجتثاث‭ ‬للغابات‭ ‬واستنزاف‭ ‬للتربة‭ ‬والموارد‭ ‬المائية‭ ‬وتلويث‭ ‬للفرشة‭ ‬المائية،‭ ‬كما‭ ‬سيخفف‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الانعكاسات‭ ‬الصحية‭ ‬السلبية‭ ‬لهذه‭ ‬الزراعة‭.‬
لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬الدراسات‭ ‬المنجزة‭ ‬أن‭ ‬المزارعين‭ ‬الذين‭ ‬سينخرطون‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬المشروع،‭ ‬سيستفيدون‭ ‬من‭ ‬مداخيل‭ ‬مرتفعة‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬مقارنة‭ ‬بتلك‭ ‬التي‭ ‬يحققونها‭ ‬حاليا،‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬تام‭ ‬للبيئة‭.‬
وسيسمح‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬يضعه‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬أيضا‭ ‬للمغرب‭ ‬بجذب‭ ‬أكبر‭ ‬المصنعين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬موازاة‭ ‬مع‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬صناعي‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬كما‭ ‬ستحدث‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المتوقعة‭ ‬عائدات‭ ‬في‭ ‬القيمة‭ ‬وفرص‭ ‬الشغل‭.‬
ومن‭ ‬الناحية‭ ‬القانونية،‭ ‬انضم‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬المعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمخدرات،‭ ‬والتي‭ ‬تتيح‭ ‬الاستعمال‭ ‬المقنن‭ ‬لأغراض‭ ‬مشروعة،‭ ‬خاصة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي‮.‬‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬المغرب‭ ‬كان‭ ‬رائدا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التمييز‭ ‬القانوني‭ ‬بين‭ ‬وضعيتين‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭ ‬‮..‬‭ ‬الترفيهي‭ ‬والطبي‭.‬
وبالنسبة‭ ‬للترفيهي‭ ‬فينظمه‭ ‬الظهيران‭ ‬الصادران‭ ‬في‭ ‬1919‭ ‬و1932،‭ ‬واللذان‭ ‬كانا‭ ‬يبيحان‭ ‬للوكالة‭ ‬السابقة‭ ‬للتبغ‭ ‬شراء‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬من‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬من‭ ‬الفلاحين‮.‬‭ ‬وقد‭ ‬ألغي‭ ‬الظهيران‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬ظهير‭ ‬1954‭ ‬الذي‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬القنب‭ ‬الهندي،‭ ‬ونص‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الاستثناءات‭ ‬التي‭ ‬تبيح‭ ‬زراعته‭ ‬وتصنيعه‭ ‬واستعماله‭ ‬وتحضير‭ ‬مشتقاته،‭ ‬لغايات‭ ‬علمية‭ ‬وداخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬البحثية‭ ‬والتعليمية‭.‬
أما‭ ‬بخصوص‭ ‬المجال‭ ‬الطبي‭ ‬فينظمه‭ ‬ظهير‭ ‬2‭ ‬دجنبر‭ ‬1922،‭ ‬المنظم‭ ‬لاستيراد‭ ‬والاتجار‭ ‬وحيازة‭ ‬المواد‭ ‬السامة‭.‬
إن‭ ‬الوضعية‭ ‬الحالية‭ ‬للزراعة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬للقنب‭ ‬الهندي‭ ‬بالمغرب،‭ ‬تبرز‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬الزراعة‭ ‬تتم‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الساكنة‭ ‬والبيئة،‭ ‬ويتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الزراعة‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬إجمالية‭ ‬تقدر‭ ‬بـ55‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬حسب‭ ‬معطيات‭ ‬سنة‭ ‬2019،‭ ‬مقابل‭ ‬134‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2003،‭ ‬أي‭ ‬السنة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬إنجاز‭ ‬الدراسة‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬ومكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بالمخدرات‭ ‬والجريمة،‭ ‬وحوالي‭ ‬74‭ ‬ألف‭ ‬هكتار‭ ‬سنة‭ ‬2005‭.‬
وتحقق‭ ‬هذه‭ ‬الزراعة‭ ‬مداخيل‭ ‬هزيلة‭ ‬للساكنة‭ ‬المحلية،‭ ‬والذين‭ ‬يتم‭ ‬استغلالهم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬شبكات‭ ‬الاتجار،‭ ‬فالفلاح‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬رقم‭ ‬المعاملات‭ ‬النهائي،‭ ‬مقابل‭ ‬12‭ ‬بالمائة‭ ‬التي‭ ‬تخولها‭ ‬له‭ ‬السوق‭ ‬المقننة‭.‬
وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الزراعة،‭ ‬الممارسة‭ ‬بطريقة‭ ‬فوضوية،‭ ‬مضرة‭ ‬بالبيئة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستغلال‭ ‬المفرط‭ ‬للأراضي‭ ‬الزراعية،‭ ‬واستنزاف‭ ‬المياه،‭ ‬والاستعمال‭ ‬المفرط‭ ‬للأسمدة‭ ‬واجتثاث‭ ‬الغابات،‭ ‬حيث‭ ‬يقدر‭ ‬النزيف‭ ‬السنوي‭ ‬من‭ ‬الغطاء‭ ‬الغابوي‭ ‬بألف‭ ‬هكتار‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬
وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬تعرقل‭ ‬هذه‭ ‬الزراعة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬اندماج‭ ‬الساكنة‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للبلاد،‭ ‬وتعزز‭ ‬الشعور‭ ‬بالفقر‭ ‬والعزلة‭ ‬والتهميش‭.‬
وإلى‭ ‬جانب‭ ‬غايته‭ ‬الإدماجية،‭ ‬يروم‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬تنظيم‭ ‬الفلاحين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تعاونيات‭ ‬وتحقيق‭ ‬عدة‭ ‬مزايا‭ ‬منها‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬الوضعية‭ ‬العقارية‭ ‬المجزأة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬قوة‭ ‬تفاوضية‭ ‬أكبر‭ ‬للفلاحين‭ ‬تجاه‭ ‬المصنعين،‭ ‬ويسمح‭ ‬للوكالة‭ ‬المكلفة‭ ‬بتنزيل‭ ‬استراتيجية‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬زراعة‭ ‬وإنتاج‭ ‬وتحويل‭ ‬وتسويق‭ ‬القنب‭ ‬الهندي‭ ‬الموجه‭ ‬للاستخدام‭ ‬الطبي‭ ‬والتجميلي‭ ‬والصناعي،‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬إحداثها،‭ ‬وباقي‭ ‬القطاعات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬تأطير‭ ‬أفضل‭.‬


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 09/03/2021