جماعة مفلسة، فوضى في السير و الجولان ، نهب مستحقات الجماعة، أوراش غير مكتملة
عين الوالي محمد امهيدية، مؤخرا، واليا لجهة الدارالبيضاء سطات خلفا للوالي احميدوش، تعيين يأتي في وقت دقيق لأن المغرب مقبل على احتضان تظاهرات دولية كبرى، على رأسها احتضان كأس العالم في سنة 2030 إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال، وإذا كنا نعرف ما تعنيه عملية تنظيم تظاهرة كهذه، فهي مدخل حقيقي للتقدم بالاقتصاد والتنمية خطوات واسعة إلى الأمام، الكل يؤمن بأن المملكة المغربية قادرة على هذا التحدي وبإمكانها توفير كل البنيات التي من شأنها تأمين النجاح للتظاهرة، لكن في التفاصيل وهذا أمر وجب الانتباه إليه بشدة، هو أننا سنكون في منافسة مع دولتين كبيرتين تتموقعان في القارة العجوز، وتسبقاننا في أمور عدة منها أساسا التهيئة الحضرية، المستقبلة لملايين السياح في كل سنة، لذلك ستكون مدننا أمام منافسة شرسة مع مدن الدولتين الجارتين، وبطبيعة الحال ستكون الأنظار موجهة إلى الدارالبيضاء، التي أردناها أن تكون عاصمة للمال والأعمال، وهي المتمتعة بشهرة أكثر من باقي المدن المغربية، فهي ثالث أكبر مدينة إفريقيا وثاني أكبر المدن عربيا، لهذا قلنا إن ملفات كثيرة سيجدها الوالي الجديد على طاولته يزاحمه الزمن في معالجتها، سنرصد هنا جزءا منها.
لا داعي للتذكير أن جلالة الملك كان قد أفرد في سنة 2013 أمام البرلمان جانبا من خطابه للدارالبيضاء، حيث قدم تشخيصا لوضعها والمبتغى الذي تصبو إليه الدولة من هذه المدينة، الملك مباشرة بعد هذا الخطاب سينزل إليها ليخصها ببرنامج تنموي تطلب أزيد من 3400 مليار سنتيم، وهو البرنامج الذي نجني ثماره من خلال الثورة المحدثة في البنية التحتية، حيث أصبحت تتوفر على “الطراموي” وعلى مسرح كبير وقطب مالي وغيره من المشاريع التي ستجعلها مشرقة أمام العالم، المعضلة أن المدينة دخل سكانها قاعة الانتظار لأن المدبرين لم يستطيعوا التعجيل بإخراج بعض المشاريع التي تضمنها البرنامج التنموي للمدينة إلى حيز الوجود، نتحدث هنا عن إعادة تهيئة منطقة زناتة، وعن إعادة تأهيل منطقة الهراويين، وفتح حديقة الحيوانات عين السبع التي كان من المفروض أن تفتتح في سنة 2017، لكنها لا تزال مغلقة، وخلق العدالة المجالية بين أحياء المدينة، أي توفير البنيات والمنتجعات والمرافق الاجتماعية والاقتصادية والصحية والخدماتية وغيرها، بل إن بعض الأحياء والمناطق مازالت تتراقص فيها دور الصفيح التي من المفروض أن تكون قد زالت في سنة 2012 وفي مواعيد أعقبت تلك السنة، وكذا إعادة تأهيل بعض الملاعب، والتي منها مركب العربي الزاولي وملعب مولاي رشيد وملعب فيليب ومركب الأمل للتنس وغيره ..أكثر من هذا فإن الدارالبيضاء تغرق في فوضى السير والجولان خاصة بعد فتح أوراش الأشغال جملة واحدة، وهو أمر ينهك الساكنة والزوار ورجال الأمن الذين يتضاعف مجهودهم لتنظيم حركة السير في كل دقيقة، وفعلا أصبحت حركة مرور منفرة لا تطاق تعيب منظر شوارعنا، ثم معضلة احتلال الملك العمومي التي هزمت كل المجالس المتعاقبة وأغنت البعض دون أداء واجبات الرسوم، ودفعت الراجلين إلى الاختلاط مع الحافلات والشاحنات والسيارات وسط الشوارع وشرايين المدينة، مرافق كانت إلى وقت قريب تشكل علامة تميز للحاضرة البيضاوية، تحولت إلى عفن في السنوات الأخيرة منها المحطة الطرقية اولاد زيان، التي تحولت إلى علة بعدما لم يسو عقارها، وأصبح المرتفقون يرفضون أداء الرسوم لأن الجماعة لا تتوفر على قرار جبائي يسعفها قانونا كي تستخلص الجبايات منهم، أكثر من هذا سيجد الوالي الجديد نفسه أمام مجلس جماعي مفلس ماليا، بحكم الفشل في خلق إدارة جبائية قادرة على استخلاص المستحقات الجماعية، كما أن المجلس، وهذا مشكل آخر، مازال برنامج عمله لم يخرج إلى الوجود لأن الوالي السابق لم يؤشر عليه.
خلاصة سيكون امهيدية أمام معارك إدارية وأخرى ميدانية ومالية، دون أن ننسى المعركة الأهم، وهي التسابق مع الوقت لتكون المدينة جاهزة لما رسمته لها الدولة !