10 سنوات من إصلاح مركب محمد الخامس تعادل بناء ملعب الدار البيضاء الكبير وتأهيل كورنيش المحمدية

ابتلع أزيد من 58 مليار سنتيم

 

وضع الساهرون على عمليات إصلاح مركب محمد الخامس لكرة القدم أنفسهم في موقف محرج للغاية، وعرضوا أنفسهم إلى تقريع والي ولاية جهة الدار البيضاء الكبرى، بعدما تفتقت عبقريتهم على تغليف الواجهة الخارجية للملعب بمواد بلاستيكية، أثارت سخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تخوف كبير من إمكانية إضرارها بسلامة الجماهير خلال المباريات، بحكم أنها قابلة للاشتعال في ظل الاستخدام الدائم للشهب الاصطناعية، بالنظر إلى قربها من المدرجات.
وخلف هذا المنظر الهجين الذي أصبحت عليه الواجهة الخارجية للملعب استياء عاما في صفوف البيضاويين، الذين راحوا يتساءلون حول ما إذا كان هؤلاء المسؤولون في كامل وعيهم وهم يقررون وضع هذه الأقمشة على دعامات حديدية، لا تعكس أي جمالية أو حس فني، أو حتى رسالة تنهل من تاريخ هذه المدينة المقاومة.
وحسب مصادر مطلعة، فقد تم التخلي عن هذا العبث، ويجري البحث على قدم وساق عن تصورات جديدة يمكن أن تعوض ذلك المنظر المقزز.
في خضم هذا الجدل الدائر حول هذا المظهر الخارجي للمعلب، عادت مسألة التمويل المالي لهذه الإصلاحات لتطرح نفسها بقوة داخل المشهد البيضاوي، حيث أن صاحب مثل هذه القرارات العشوائية يمكن أن يفرض أي شيء، طالما أن منطق المحاسبة مغيب، وطالما أن هذا الملعب استنزف العشرات من الملايير دون أن تتحرك آلية المساءلة.
لقد كلف إصلاح هذا المركب في سنة 2014 مبلغ أربعة ملايير سنتيم. وبعدها بثلاث سنوات فقط برمجت له عشرة ملايير سنتيم، حسب بلاغ لولاية جهة الدار البيضاء آنذاك. وفي أكتوبر من 2019 أكد بلاغ صادر عن شركة كازا إيفنت أن إغلاق مركب محمد الخامس من أجل الإصلاح بكلفة 22 مليار سنتيم، ليصل المبلغ الإجمالي إلى 36 مليار سنتيم في ظرف خمس سنوات فقط. وسيكلف تأهيل هذا المركب لاحتضان مباريات أمم إفريقيا 2025، ما مجموعه 22.5 مليار سنتيم، حسب تصريحات لنائب رئيسة جماعة الدار البيضاء المكلف بالشؤون الثقافية والرياضية، مشيرا إلى أن المركب سيكون في حلة جديدة ومغايرة، وفقا لتفاصيل عملية تأهيله التي اطلع عليها مجلس المدينة.
وبهذا سترتفع الميزانية الإجمالية للإصلاحات التي خضع لها هذا الملعب منذ سنة 2014 وإلى الآن، إلى ما يفوق 58 مليار سنتيم، وهو مبلغ ضخم جدا، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن إنشاء أكبر ملعب في العالم (115 ألف مقعد)، والمتوقع بناؤه بضاحية بنسليمان سيكلف 36 مليار سنتيم، وأن تأهيل كورنيش مدينة المحمدية كلف 20 مليار سنتيم.
يذكر أن عمليات الإصلاح الأخيرة تتم تحت إشراف شركة سونارجيس، بموجب اتفاقية تم توقيها مع مجلس مدينة الدار البيضاء، بعد فشل شركة “كزا إيفنت” في تدبير المركب بسبب الكوارث والفضائح التي تلاحقها.
وبموجب هذه الاتفاقية، فقد وضع رهن إشارة شركة تدبير الملاعب الرياضية مبلغ 250 مليون درهم(25 مليار سنتيم)، وتمتد هذه الاتفاقية مدة عشر سنوات، وستخضع لعملية مراجعة وتقييم بعد مرور خمس سنوات.
يشار إلى أن الاتفاقية تضم القيام بأعمال لتهيئة أربعة ملاعب أخرى في المدينة (العربي الزاولي وتيسيما والأب جيكو ومولاي رشيد) بما في ذلك إصلاح الإضاءة والخدمات الملحقة بها.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 16/10/2024