117 «قادوسا» في مسافة لا تتجاوز الكيلومتر الواحد.. الدارالبيضاء.. مدينة الألف بالوعة وحفرة

 

لا تستقر شوارع ومسالك مدينة الدارالبيضاء على حال، فالكثير منها بات مصدر معاناة دائمة ومستمرة لمستعملي الطريق، من أصحاب السيارات ومختلف المركبات والدراجات النارية، بفعل العدد الكبير للبالوعات المنتشرة في كل مكان، ونفس الأمر بالنسبة للحفر و «الخنادق»، لدرجة أنه بين حفرة وأخرى توجد حفرة، وبين بالوعة ومثيلتها توجد ثالثة، في مساحات ترابية جد ضيقة، تجعل السائقين يحاولون مكرهين تفاديها بالانعطاف يمينا ويسارا، وأحيانا بشكل مفاجئ يفتقد لعنصر الانتباه، مما قد يتسبب في حوادث مخالفة، لا تقف تبعاتها عند حدود الإضرار بالحالة الميكانيكية للمركبة، بل يتجاوزها إلى التسبب في حوادث قاتلة، كما وقع في وقت سابق على مستوى قنطرة «كارنو» بتراب مقاطعة الصخور السوداء نموذجا.
بالوعات تثير استغراب الكثير من المواطنين بسبب كثرة عددها وانتشارها كالفطر العشوائي، بشكل يطرح أكثر من علامة استفهام حول دواعي تواجدها وفائدتها، وإن كانت مفهومة هذه الفائدة في «الحدّ الأدنى»، وذلك في محاور طريقة كثيرة في مدينة «الذكاء» و»الرقمنة»، خاصة في الشوارع التي تمر منها خطوط الترامواي. وضعية يكفي معها الوقوف على حال مقطع طرقي واحد للخروج بخلاصة واضحة لا لبس فيها تبيّن حجم المعضلة، وهنا يمكن الاستدلال بنموذج المقطع الرابط ما بين مدخل الطريق السريع عبر شارع مكة في اتجاه مدارة «باشكو»، نحو إما شارع الهاشمي الفيلالي «تدارت سابقا» أو شارع موديبوكيتا، على سبيل المثال لا الحصر. هذا المقطع المتحدث عنه وعلى امتداد مسافة لا تتجاوز الكيلومتر الواحد، يمكن عدّ وإحصاء 117 بالوعة تتواجد على مستوى إسفلته، دون احتساب الحفر، بشكل يجعل المواطن يتساءل إن كانت هناك معايير ومواصفات معمول بها في هذا الشأن، أم أن وضع و «ترسيم» البالوعات في الشارع العام لا يحتكم لأي «منطق» ؟
بالوعات ليست هي الوحيدة التي تثير سخط البيضاويين الذين تتداعى سياراتهم ومركباتهم يوميا بسبب وضعية الطرقات المتردية، وبفعل الحفر المنتشرة في كل مكان، والتي تزيد وضعيتها تأزما أشغال الحفر التي تقوم بها عدد من الشركات، التي ما أن تنتهي لأيام حتى يتم شقها مرة أخرى، دون أن يتم «رتق» ما تم «بقره»، في غياب تام للجهات الموكول لها متابعة هذه «الإصلاحات» للتأكد من استرداد الإسفلت المثخن جسده بـ «الجراح» لعافيته من عدمه؟


الكاتب :   وحيد مبارك /  تصوير: هيثم رغيب

  

بتاريخ : 01/07/2024