الدكتور عصام حمرالراس: العديد من الضغوط النفسية تكون سببا مباشرا في ظهور أعراضها
حذّر الدكتور عصام حمرالراس، الجرّاح المتخصص في جراحة الجهاز الهضمي والجراحة العامة، من تأثيرات الضغط النفسي على الجهاز الهضمي، خاصة متلازمة القولون العصبي، مبرزا ويتعلق الأمر باضطراب وظيفي مزمن في الجهاز الهضمي يتميز بآلام في البطن واضطرابات معوية، مشددا على أن هذه المتلازمة تؤثر على ما بين 5 و 15 في المئة من سكان العالم، وفقًا لمعطيات منظمة الصحة العالمية، أخذا بعين الاعتبار أن الإناث هن أكثر عرضة للإصابة بها بنسبة الضعف مقارنة بالذكور.
الدكتور عصام الذي كان يتحدث بمناسبة لقاء توعوي جديد، يندرج ضمن سلسلة اللقاءات التوعوية ذات البعد الوطني التي أطلقها رفقة الزميلة نبيلة بكاس من أجل التحسيس بخطورة أمراض الجهاز الهضمي وكيفية الوقاية منها، يوم السبت 3 ماي بالقاعة متعددة الوظائف بحي النور بتراب مقاطعة سيدي عثمان، وذلك بشراكة مع مؤسسة كفاءات ممثلة في رئيسها التواتي عبد الهادي جلاب، والتي عرفت متابعة واسعة من طرف حضور جد مهم من المواطنين، أكد «الدكتور الجراح» على أن هذه المتلازمة تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة وتعد من الأسباب الرئيسية التي تفرض زيارة أطباء الجهاز الهضمي.
وشدد الخبير الطبي الذي قرر تقاسم خبرته مع الجمهور الواسع من المواطنين، في لقاءات تستحق الدعم والاحتضان، على أن هناك العديد من العوامل النفسية التي تتسبب في ظهور متلازمة القولون العصبي، من قبيل القلق المزمن وزيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يسبب تقلصات معوية غير طبيعية، إضافة إلى التوتر النفسي المتجسد في الضغوط اليومية، مشاكل العمل أو العائلة وما يترتب عنها من لتقلصات في الأمعاء، بالإضافة إلى الاكتئاب الذي يؤثر على كيمياء الدماغ والجهاز الهضمي، حيث أن الأمعاء تحتوي على مستقبلات لهرمون السيروتونين، المسؤول عن المزاج والهضم، فضلا عن الوسواس والقلق بشأن الصحة كالتفكير المفرط في الأعراض أو الخوف من تناول الطعام خارج المنزل، ثم الصدمات النفسية القديمة كفقدان شخص عزيز أو التعرض لحادث أو تجربة قاسية.
وبعد استعراضه للأعراض المختلفة، وكيفيات التشخيص، وجملة المضاعفات التي قد تترتب عن المرض، قدم الدكتور عصام عددا من النصائح المرتبطة بالعلاج، سواء ف الشق المتعلق بالتغذية أو الأدوية أو من خلال العلاج النفسي والسلوكي، مشددا على أهمية إدارة التوتر والحرص على المتابعة الطبية المنتظمة لتفادي كل مضاعفات وخيمة غير مرغوب فيها.
وعلى غرار ندوات سابقة، قرر منظمو هذا اللقاء التحسيسي والتوعوي، تكريم عدد من الفاعلين في مجالات متعددة، في الصحة والإعلام وغيرهما، وأضفى على اللقاء جمالية خاصة المساهمة الفنية التي قدّمها أطال إحدى الجمعيات التربوية، وهم يتوشحون بالعلم الوطني. واختتم الدكتور عصام والزميلة نبيلة التي تساهم في تنشيط هذه اللقاءات بالدعوة إلى دعم هذه المبادرات المواطنة، ومنحها بعدا وطنيا حقيقيا، تماشيا مع السياسات الوقائية المعتمدة في الدول المتقدمة، حث شدد الطبيب الجراح على أن «هذه الندوات تعتبر جسرا بين الطب والمجتمع، ومن المهم جدا أن تصبح أولوية في منظومة الصحة العمومية».