رسملتها هبطت من 626 مليار درهم عند ظهور الوباء في المغرب إلى 472 مليار درهم
مازالت بورصة الدار البيضاء تتهاوى بشكل متسارع يوما عن يوم متكبدة خسائر فادحة لم يسبق أن سجلت من قبل، ففي ظرف وجيز فقدت السوق المالية للمغرب ما يناهز 155 مليار درهم من رسملتها، لتنتقل من 626 مليار درهم في 2 مارس الجاري إلى 472 مليار درهم أمس الخميس، وذلك جراء الأخبار المتسارعة حول تأثير الجائحة الوبائية على معظم القطاعات الإنتاجية بالبلاد.
وسجل مؤشر مازي، ظهر أمس الخميس، هبوطا حادا وصل إلى ناقص 24.4 في المائة مقارنة مع مستواه في بداية العام، كما نزل أمس فقط بواقع 2.3 في المائة مقارنة مع إغلاق يوم الأربعاء.
وهبطت قيمة أسهم العديد من الشركات المدرجة في بورصة الدار البيضاء، أمس الخميس، من مختلف القطاعات، مسجلة خسائر بالجملة، حيث خسر سهم شركة مناجم 22 درهما من قيمته ليستقر في حدود 535 درهما أي بتراجع يومي بلغ معدله نحو 4 في المائة، أما بالمقارنة مع بداية العام فقد هبط سهم الشركة المنجمية بمعدل 37 في المائة.
وفي نفس الاتجاه نزل سعر مجموعة أوطوهول إلى أقل من 64 درهما بفقدانه، أمس الخميس، لأزيد من 2 دراهم من قيمته، أي بتراجع يومي معدله 3.1 في المائة، وبذلك يكون هذا السهم قد خسر أكثر من 20 في المائة من قيمته منذ بداية السنة.
وكان سهم التجاري وفابنك قد خسر، عند إغلاق الإثنين، 10 في المائة من قيمته، ثم خسر يومي الثلاثاء و الأربعاء على التوالي 4 في المائة ، قبل أن يستقر أمس في حدود 366 درهما، ليكون هو الآخر قد خسر 26.5 في المائة من قيمته منذ بداية العام الجاري.
وفي قطاع الإسمنت نزل سعر إسمنت المغرب بناقص 9.93 في المائة يوم الإثنين و4 في المائة تباعا يومي الثلاثاء والأربعاء قبل أن يتداول أمس بسعر 1287 درهما لتستقر خسارته منذ بداية السنة عند 22 في المائة.
ولم تسلم بورصة الدار البيضاء من موجة الانهيار التي اجتاحت العديد من أسواق الأسهم في العالم حيث انهارت الأسهم المتداولة في البورصات العالمية يوم الخميس، لتسجّل أسوأ تراجع لها في تاريخها بسبب فيروس كورونا. ولم تفلح المليارات التي وعدت بها القوى الكبرى لإنعاش الاقتصاد العالمي في مواجهة أزمة وباء “كوفيد-19” في وقف دوامة التراجع التي تشهدها البورصات، مع تسجيل بورصة وول ستريت تراجعا كبيرا.
وعلى غرار طوكيو التي أغلقت على تراجع بنسبة 1,68 في المائة، خسرت كل أسواق المال الأوروبية والأميركية الرئيسية الأرباح التي حققتها الثلاثاء، وسجلت من جديد خسائر كبيرة. وسجلت بورصة باريس تراجعا بلغت نسبته 5,94 في المائة بـ3754,84 نقطة، وفرانكفورت أيضا بنسبة 5,56 في المائة وكذلك لندن بنسبة 4,05 في المائة. من جهتها، خسرت بورصة مدريد 3,44 في المائة وميلانو 1,27 في المائة. وبدا المشهد نفسه في الجانب الأميركي إذ تم تعليق المداولات في بورصة وول ستريت قبل الساعة 17,00 ت غ بعد انهيار مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 7 في المائة، للمرة الرابعة منذ الاثنين.
وواصلت أسعار النفط انهيارها وسجلت مستويات غير مسبوقة منذ 2002-2003 فبلغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 24 دولار أميركي وسعر برميل برنت 27 دولارا.
وخفض عدد كبير من المصارف المركزية مؤخرا معدلات فائدتها الأساسية بينما أعلنت دول عن دعم ميزاني كبير، لكن طالما ما زال الفيروس ينتشر، يشكك الخبراء في جدوى هذه الإجراءات. وستكون هذه الجهود سخية جدا. فالولايات المتحدة تعد خطة دعم تبلغ قيمتها نحو ألف مليار دولار حسب وسائل الإعلام الأميركية.