25 مليون درهم لتهيئة مقبرة بديلة للغفران والرحمة

 

مقبرة «الإحسان» هي المقبرة البديلة لمقبرة الغفران والرحمة اللتين يدفن بهما حاليا أموات الدارالبيضاء، واللتين استوفيتا إلى حد قريب شروط الدفن بسبب امتلائهما بشكل كبير، حتى أن القبور في الغفران قرب منطقة السالمية أصبحت تجاور السكان، وشهدت المقبرتان أوج حركة الدفن خلال فترة كوفيد حتى أن محسنين وفروا أراض إضافية لهما أو أن الجماعة اضطرت إلى شراء أجزاء من الأراضي القريبة من المقبرتين. هذا الاكتظاظ دفع السلطات إلى التعجيل بالبحث عن أراض خالية لتشييد مقبرة جديدة لاستقبال أموات الدارالبيضاء والمناطق المجاورة لها، وبالفعل فقد تمكنت من التحصل على عقار بمنطقة سيدي حجاج أولاد حصار بعمالة مديونة ينتشر على مساحة 100 هكتار، لأن الدارالبيضاء لم تعد لها العقارات الفارغة بسبب سوء التخطيط والتصاميم التي رجحت كفة المنعشين العقاريين للهجوم بالإسمنت على طول المدينة وعرضها، دون التفكير في المرافق الأساسية التي يحتاجها البشر الذي سيقطن في «غيتوات» المنعشين العقاريين.
مقبرة الإحسان هذه سيمول برنامج تهيئتها مجلس مدينة الدارالبيضاء بحكم أنها ستكون المقصد الأخير لأموات ساكنتها، بما قيمته 25 مليون درهم، أي بمساهمة ستصل إلى 75 في المئة من حجم الأموال المطلوبة لهذا الغرض، فيما سيسدد مجلس الجهة 25 في المئة من قيمة المبلغ المطلوب، وقد تحددت سنة 2025 كآخر أجل لتسديد هذه المبالغ، وعلمنا بأن اجتماعات ستعقد مع مختلف المتدخلين سواء في الدارالبيضاء أو الجماعات التي ستستفيد من المقبرة، كجماعة مديونة وسيدي حجاج وتيط مليل والمجاطية وغيرها، تحت إشراف عمالة مديونة للتشاور حول المتطلبات التي تحتاجها عملية التهييئ، كما علمنا أن النظام التدبيري سيتغير بحث لن تكون الدارالبيضاء هي المتحكمة في تدبير المقبرة كما في السابق، من خلال نقابة تحدث بغالبية أعضاء من مجلس المدينة وأعضاء يمثلون باقي الجماعات المجاورة للدارالبيضاء، وتحوز الدارالبيضاء كرسي رئاستها، بل إن المدبر الرئيسي للمقبرة الجديدة سيكون لعمالة مديونة من خلال مجلس عمالتها، ولعل التفكير أو الاستقرار على هذا الرأي الذي لم يعجب عددا كبيرا من أعضاء مجلس مدينة الدارالبيضاء، جاء بعد الفضائح التي عرفتها مقبرة الغفران بعد أمطار غزيرة شهدتها الدارالبيضاء في وقت من الأوقات فعرت القبور ودمرت بعضها وهو ما شكل حالة غضب سواء بالنسبة للساكنة أو بالنسبة للسلطات، حيث اتضح أن النقابة لا تقوم بواجبها كما ينبغي، ولا تفعل المراقبة اللازمة إزاء الشركة المكلفة بدفن الأموات وتنظيم المقبرة..
مجلس المدينة بمجرد ما يوفر الأموال التي من الواجب تخصيصها لإعداد المقبرة، سيطلق طلبات عروض، ويحدد وسائل تتبع الإنجاز ، المئة هكتار التي ستقام عليها المقبرة هي هبة من أحد المحسنين، وستستقبل، حسب دراسات أولية، 100 حالة دفن.


بتاريخ : 26/04/2023